اليمين المتممة هي اليمين التي يُخاطب بها القاضي المدعي؛ من أجل تعزيز الأدلة الناقصة. تتوجه المحكمة بهذا النوع من اليمين إذا تبين لها وجود نقص في الأدلة، مما يستدعي طلبها من المدعي للإدلاء بشهادته وتقديم ما يثبت دعواه. في هذا المقال، سنسلط الضوء على الحالات التي يحق فيها للمدعي حلف اليمين، ومدى أحقيته في طلب اليمين المتممة.
متى يحلف المدعي؟
يحلف المدعي عندما يُستدعى إلى المحكمة، حيث يؤدي اليمين لتقديم شهادته وأقواله حول القضية. يعبر المدعي من خلال حلفه اليمين عن صحة ما سيقدم من أقوال، ويتعهد بعدم إخفاء المعلومات أو التحايل على القضاء. وبالتالي، يُظهر المدعي التزامه بالأخلاقيات والقيم القانونية المعتمدة.
هل يحق للمدعي طلب اليمين المتممة؟
تقوم المحكمة بتوجيه اليمين المتممة للمدعي دون الحاجة إلى طلب منه مسبق، حيث يُطلب من المدعي حلف اليمين دون توضيح الأسباب التي أدت إلى ذلك. يُهدف ذلك إلى تمكين القضاء من جمع الأدلة الداعمة للدعوى المدعاة.
يُشترط ألا تكون الدعوى خالية تمامًا من الأدلة، كما يجب ألا تكون الأدلة المقدمة كافية في بعض الحالات مثل القضايا المتعلقة بالحقوق والأموال. ولا يُسمح للمدعي برفض اليمين المتممة الموجهة إلى المدعى عليه.
شروط توجيه اليمين المتممة
هناك مجموعة من الشروط الواجب توافرها لتوجيه اليمين المتممة، والتي سنوضحها فيما يلي:
- يجب ألا تحتوي الدعوى على دليل كامل قادر على تحديد كمية المسألة والنزاع بين الأطراف. في حال وجود دليل كامل، فلا حاجة لتوجيه اليمين المتممة.
- يتعين أن تحتوي الدعوى على مبدأ ثبوت مكتوب أو شهادة، ولم يقتنع القاضي بقبولها؛ نظرًا لعدم كفايتها لإثبات ما يتم الادعاء به، أو أن الدليل ناقص.
- يجب ألا تكون الدعوى خالية بالكامل من الأدلة، حيث يتطلب توجيه اليمين المتممة وجود دليل ناقص.
- لابد أن تكون الدعوى فعالة وقابلة لإكمال الأدلة الناقصة، ففي حال كانت الدعوى تخلو من الأدلة، تُمنح المحكمة المدعي حق حلف اليمين.
الفرق بين اليمين الحاسمة واليمين المتممة
توجد عدة اختلافات بين اليمين المتممة واليمين الحاسمة، والتي سنوضحها من خلال النقاط التالية:
- اليمين المتممة تعتبر دليلاً تكميلياً، حيث تساهم في إنهاء النقص في الأدلة، بينما اليمين الحاسمة تُعتبر دليلًا مستقلاً يمكن الاعتماد عليه للفصل في القضية.
- يتولى القاضي توجيه اليمين المتممة من تلقاء نفسه دون أي طلب من المتنازعين، بينما اليمين الحاسمة تصدر بناءً على طلب وكيل من الخصم الآخر.
- لا يجوز للخصم رفض اليمين المتممة، في حين يُسمح له برفض اليمين الحاسمة.
- تُعتبر اليمين المتممة عملًا ماديًا صادرًا من القاضي لشخص معين، بينما اليمين الحاسمة هي تصرف قانوني من الخصم تجاه خصمه.
- يكتفي الخصم المزود باليمين المتممة بأن يكون له أهلية الدعوى، بينماً يستلزم الأهلية المطلوبة للخصم في اليمين الحاسمة أهلية التصرف.
- يمكن للقاضي إلغاء اليمين المتممة بعد توجيهها، مع عدم الاعتماد عليها إذا كانت الأدلة المقدمة مكتملة، كما يمكن التراجع عنها إذا ظهرت أدلة جديدة تعزز الحجج. في حين لا يمكن للقاضي الرجوع عن اليمين الحاسمة بعد قبولها.
- اليمين المتممة لا تقرر النزاع بشكل قاطع، مما يتيح للقاضي حرية اتخاذ القرار بشأن المدعى أو المدعى عليه، بناءً على الأدلة المتاحة في القضية.
- أما اليمين الحاسمة، فإنها تحسم النزاع لصالح الطرف الذي حلف بها، ويستند القاضي في قراره على هذه اليمين.
بهذا الشكل، تم توضيح متى يحلف المدعي، كما تم تناول مسألة حق المدعي في طلب اليمين المتممة، بالإضافة إلى استعراض الشروط اللازمة لتوجيهها، والتمييز بين اليمين المتممة واليمين الحاسمة.