إن إجازة عيد العمال تهدف إلى تخصيص يوم من كل عام للاحتفاء بالإنجازات المتميزة التي حققها العمال في المجتمع، وهناك عدة طرق للاحتفال بهذا اليوم.
عيد العمال
- تحتفل العديد من الدول، بما في ذلك مصر، بعيد العمال في الأول من مايو من كل عام، ويُعرف أيضاً بيوم العمال العالمي. ظهر عيد العمال لأول مرة في عام 1869 مع تأسيس “منظمة فرسان العمل”.
- وهي منظمة نقابية أسسها عمال صناعة الأحذية والأثاث والملابس وعمال المناجم في فيلادلفيا بالولايات المتحدة، بهدف تحسين الأجور وتقليل ساعات العمل.
- شهد هذا اليوم أكبر عدد من المظاهرات والإضرابات في تاريخ الولايات المتحدة، حيث بلغ عدد الإضرابات حوالي 5000، بمشاركة مئات الآلاف من العمال.
- وكان الهدف منها تقليص ساعات العمل إلى 8 ساعات يومياً، حيث استخدم العمال في شيكاغو شعارات مثل “ثماني ساعات للعمل، ثمان ساعات للراحة، وثمان ساعات للنوم”.
- في عام 1881، دعا الجناح الماركسي اليساري في باريس إلى تنظيم مظاهرات عمالية بمناسبة الذكرى المئوية للثورة الفرنسية، وكانت مطالبهم أيضاً تحديد ساعات العمل بثماني ساعات فقط.
- بينما في بريطانيا عام 1889، شهدت البلاد إضراباً ضخماً لعمال الموانئ، مما أدى إلى ظهور سلسلة من الإضرابات الجديدة.
- في ألمانيا، حقق الاشتراكيون تقدماً كبيراً بعد أن رفض البرلمان الألماني في ذلك العام قوانين بيز مارك التي تدعم الاشتراكية.
عيد العمال في مصر
- تعود جذور التنظيم العمالي في مصر إلى العصور القديمة، حيث كانت الحضارة المصرية القديمة تعزز من قيمة العمل وتكرم العمال.
- ترتبط نجاحاتهم وإنجازاتهم المتمثلة في مجالات الهندسة، العمارة، الزراعة، التعدين، والرسم والنحت بجهودهم الجماعية الدقيقة والعادلة لمختلف القوى الاجتماعية.
- يُعتبر المصريون القدماء هم أول من ابتكر فكرة نظام العطلة الأسبوعية، وأكثر من ذلك، فقد أنشأوا بنية المدن والتجمعات العمالية.
- تم اكتشاف ثلاث مدن عمالية ترجع إلى ما يقرب من 5000 عام.
- بدأ الاحتفال بعيد العمال رسمياً في مصر منذ عام 1964 خلال حكم الرئيس جمال عبد الناصر، الذي عانت مصر في عهده من السياسات القمعية.
- في عام 1924، نظم عمال الإسكندرية احتفالاً ضخماً في مقر الاتحاد العام لنقابات العمال، حيث قاموا بمظاهرة ضخمة وصولاً إلى سينما “باريتيه” حيث عُقِد مؤتمر لإلقاء الخطابات، رغم القمع الذي تعرضوا له آنذاك.
- وبذلك، أصبح الأول من مايو من كل عام إجازة رسمية بمناسبة عيد العمال في مصر، حيث يُلقي رئيس الجمهورية خطابًا سياسيًا أمام المسؤولين والقادة.
ما هو التنظيم النقابي للعمال؟
التنظيم النقابي هو تنظيم ديمقراطي تضمنه الأنظمة الاجتماعية، وتمتلك النقابات استقلالية مالية لتحقيق أهدافها، ويمثلها رئيس النقابة.
يتبنى هذا التنظيم هيكلًا هرميًا، حيث تتكون قاعدته من “اللجان النقابية”، وذروته هي “الاتحاد العام لنقابات العمال”.
تعتبر النقابات العمالية جمعيات تمثل مصالح العمال على مستويات متعددة، حيث توفر النصائح المتعلقة بقوانين العمل وتقدم الحماية القانونية لأعضائها.
الاتحاد العام لنقابات عمال مصر
يتكون الاتحاد العام لنقابات عمال مصر من حوالي 25 نقابة عامة، ويضم الجمعية العمومية للاتحاد التي تتكون من مندوبين عن النقابات العامة، يتم اختيارهم من قبل مجالس إدارات النقابات العامة، ويمارس الاتحاديون الوظائف التالية:
- قيادة الحركة النقابية وتوجيه سياساتها الداخلية والخارجية لتحقيق أهدافها.
- دعم حقوق العمال وصون مصالحهم، وتعزيز مستوى حياتهم مادياً واقتصادياً واجتماعياً، ومناقشة الخطط التنموية والاقتصادية.
- تنظيم شؤون العمل وإبداء الرأي في القرارات واللوائح، بالإضافة إلى تعزيز التعاون والتواصل بين النقابات لتحقيق الأهداف المشتركة.
- إنشاء وإدارة المؤسسات العمالية المخصصة لتقديم الخدمات على مستوى الجمهورية، مع إمكانية المشاركة في جميع الفعاليات العمالية العربية والدولية.
مظاهر الاحتفال بعيد العمال
تشهد العديد من الدول مظاهر متنوعة للاحتفال بعيد العمال، أبرزها:
- كانت تشمل الاحتفالات في السابق تنظيم مواكب احتفالية في جميع شوارع البلاد، لتعزيز مبدأ العمل الجماعي.
- تتبع ذلك إلقاء خطابات من قبل شخصيات بارزة تبرز أهمية هذه الإجازة.
- في عصرنا الحالي، تشمل الاحتفالات إلقاء الندوات والتجمعات من قبل الحكومة وكبار المسؤولين في النقابات ورجال الدين.
- مع التركيز على تغطية إعلامية واسعة في الصحافة والإذاعة والتلفزيون.
- بالإضافة إلى تنظيم مسيرات، نزهات، حفلات موسيقية، وعروض للألعاب النارية وغيرها من الفعاليات الجماهيرية التي تسلط الضوء على دور العمال في خدمة وطنهم.