تعتبر الحيوانات جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان، حيث توفر لنا الغذاء والملبس والماء. لذا، من الضروري أن نعمل جاهدين على حمايتها. ومع ذلك، يجهل الكثيرون كيفية وأسباب القيام بذلك. لذا، سنجيب هنا عن سؤال “لماذا يتوجب علينا حماية الحيوانات، وكيف يمكننا القيام بذلك بفاعلية؟” من خلال هذا المقال، سنسلط الضوء على أهم أسباب حماية الحيوانات.
أهمية الحيوانات
أوصت الديانات السماوية بالرحمة ورعاية الحيوانات، كونها كائنات ضعيفة لا تستطيع الدفاع عن نفسها أو علاج مرضها. فقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “مَن قتَل عصفورًا عبَثًا عجَّ إلى اللهِ يومَ القيامةِ يقولُ: يا ربِّ إنَّ فلانًا قتَلني عبَثًا ولم يقتُلْني منفعةً” [صحيح ابن حبان].
تلعب الحيوانات دورًا أساسياً في النظام البيئي مثلما يفعل الإنسان والنبات. أي خلل في حياتها قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على البيئة بشكل عام، حيث إن بعض الحيوانات تساهم في تنقية البيئة من السموم والملوثات. وفي حال تُركت هذه العناصر دون رقابة، سيؤدي ذلك إلى الأذى للطبيعة.
تُعتبر الحيوانات أيضًا عنصراً أساسياً في النظام الغذائي للإنسان. نستفيد منها من خلال تناول اللحوم ومشتقات الألبان، كما تُستخدم جلودها وفروها في صناعة الملابس. بالإضافة إلى ذلك، تُعَدّ بعض الحيوانات وسائل تنقل هامة تسهل حركة الإنسان ونقل البضائع. وتُستخرج الدهون من بعض هذه الحيوانات للكثير من الاستخدامات. كما تُساعد بعض الحيوانات الفلاحين في الزراعة، مما يزيد من الدخل القومي والمحلي.
وسائل حماية الحيوانات
تتعرض العديد من الحيوانات حاليًا للتعذيب، وبعضها يواجه خطر الانقراض. لذا، يتحتم علينا كأفراد في المجتمع أن نقوم بجهود لحمايتها من خلال الطرق التالية:
- إنشاء محميات طبيعية تتيح للحيوانات التكاثر بأمان وتوفر الحماية لها من الحيوانات المفترسة والصيادين.
- حماية habitats الخاصة بالحيوانات من خلال منع تدمير الغابات والمساكن التي تعيش فيها.
- زيادة الوعي المجتمعي من خلال نشر التعليمات والمعلومات التي توضح كيفية حماية الحيوانات.
- وضع تشريعات صارمة تفرض عقوبات على الصيادين الذين يقومون بصيد الحيوانات المعرضة للانقراض.
الحيوانات المذكورة في القرآن
تظهر العديد من الحيوانات في آيات القرآن الكريم، حيث كانت لها أدوار مهمة في أحداث زمن الرسل. من بين هذه الحيوانات:
- الهدهد، حيث كان يشغل دورًا بارزًا مع سيدنا سليمان حين تفقد الطيور ولم يجد الهدهد، فتوعّد إن لم يقدم سبباً لغِيابه. عاد الهدهد ليخبر سيدنا سليمان عن مملكة سبأ، حيث رآى الملكة بلقيس وقومها يسجدون للشمس.
وهذا ما ورد في سورة النمل: {وَتَفَقدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ}.
- الفيل، قد تم ذكره أيضًا في القرآن ضمن قصة الملك أبرهة الحبشي الذي أراد هدم الكعبة، لكنه قوبل بعقوبة من الله تمثلت في طيور صغيرة أسقطت الحجارة على جيشه، مما أدى إلى هزيمته. وقد ورد ذلك في سورة الفيل: “ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل – ألم يجعل كيدهم في تضليل – وأرسل عليهم طيراً أبابيل – ترميهم بحجارةٍ من سجيل – فجعلهم كعصفٍ مأكول”.
إن العطف والرحمة تجاه الحيوانات أمر ضروري، ويجب علينا تعليم أبنائنا كيفية التعامل مع هذه الكائنات، وليس فقط تلك التي تربى في المنازل، بل أيضاً الحيوانات المشردة في الشوارع التي تحتاج إلى المساعدة. إن رعاية الحيوانات وحمايتها واجب على كل شخص بالغ عاقل.