تُعد إدارة الوقت بشكل فعال من أبرز الوسائل للحفاظ على صحة النفس البدنية والعقلية. حيث أن كل يوم يمر علينا ليس مجرد رقم بل يشكل جزءًا من أعمارنا وذكرياتنا. لذا فإن إضاعة الوقت فيما لا يفيد يُعتبر إثمًا في حق أنفسنا. من خلال هذا المقال، سنتناول كيفية إنشاء جدول لتنظيم الوقت وأهمية إنشاء جدول يومي.
كيف أعد جدول لتنظيم الوقت؟
يُهدر العديد من الناس أوقاتهم وطاقاتهم البدنية والنفسية يوميًا دون الاستفادة من هذا الوقت في نشاطات مفيدة، مما يؤثر سلبًا على نشاطهم وتقدمهم. يساعد تنظيم الوقت في تحديد المهام اليومية بوضوح.
كما يسهم تنظيم الوقت في معرفة ما يجب القيام به بشكل ضروري، وما هو غير ضروري، مما يساعدنا في تخصيص الوقت لجميع المهام المطلوبة لإنجازها خلال اليوم. يمكن إنشاء جدول لتنظيم الوقت عبر اتباع خطوات معينة، ومنها:
تحديد الأولويات اللازمة
يمكن من خلال تحديد الأولويات معرفة المهام الأكثر أهمية التي يجب القيام بها في أوقات محددة. يجب على الأفراد تحديد الأولويات التي تختلف من شخص لآخر، فقد تتعلق هذه الأولويات بالعمل أو الدراسة. من المؤكد أن لكل منا أولويات ينبغي مراعاتها في بداية يومه.
لذا، يجب على كل فرد تحديد ما هو الأكثر أهمية للقيام به في بداية يومه بشكل منتظم، حتى لا يحدث خلط بين المهام اللازمة وغير اللازمة. وليس شرطًا أن تقتصر هذه الأولويات على العمل أو الدراسة فقط، بل ينبغي أن ترتكز على الاحتياجات الفردية.
الروتين الصباحي اليومي
يتداول العديد من الأشخاص أن سر النجاح يكمن في الاستيقاظ مبكرًا، بينما يعتقد آخرون أن الإنتاجية تعتمد على الفرد نفسه. فقد يحقق البعض زيادة في إنتاجيتهم في ساعات متأخرة من الليل.
لذلك، لا يمكن تعميم أن الروتين الصباحي يجب أن يبدأ في وقت محدد، لكنه يُفضل أن نبدأ يومنا باكرًا وفقًا لطبيعة خلق الله -عز وجل- الذي جعل النهار للسعي والجهد. وعند الحديث عن الروتين الصباحي، نعني التركيز على الأنشطة التي نقوم بها عند الاستيقاظ.
هناك عدة مهام يُفضل إنجازها حال الاستيقاظ والتي تُهيئنا ليوم مليء بالإنتاجية والتفاؤل، منها خطوات يجب القيام بها خلال أول 10 دقائق من الاستيقاظ:
- غسل الوجه والأسنان.
- أداء الصلاة أو ممارسة التأمل.
- ممارسة الرياضة المفضلة لمدة 10 دقائق.
- تناول وجبة إفطار صحية.
تحديد المهام الرئيسية لكل يوم على حدة
عند إعداد جدول يومي، يجب تحديد المهام الضرورية لكل يوم. وفي كل مرة يتم فيها إنجاز المهام، يجب مراعاة الضرورة لكل مهمة في ذلك اليوم وما يمكن تأجيله.
يجب تحديد المهام الضرورية وفقًا للأوقات الأكثر تركيزًا ونشاطًا خلال اليوم. إذا كنت شخصًا صباحيًا، فمن المهم تخصيص أوقات مبكرة لإنجاز المهام الرئيسية. ولا توجد قاعدة ثابتة بشأن ترتيب هذه المهام أو الأوقات.
تخصيص وقت محدد لمشتتات الانتباه
تتواجد العديد من الملهيات التي تنشأ خلال يومنا وتستهلك جزءًا كبيرًا من وقتنا، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، التي تُعتبر من أصعب مشتتات الانتباه.
من الأفضل عدم السماح لهذه الملهيات بأخذ الكثير من وقتنا الشخصي. يُنصح بتخصيص وقت مخصص لمتابعة هذه الملهيات مع ضبطها بوقت محدد.
تحديد أوقات الاستراحة في الجدول اليومي
مهما كانت درجة الإنتاجية والنشاط اليومي، فمن الطبيعي أن يحتاج الجسم لفترات من الراحة، مما لا ينعكس سلبًا على الأداء. فلا يمكن لأي شخص العمل بشكل مستمر بنفس المستوى من الإنتاجية.
يجب تحديد فترات الراحة في الروتين اليومي لتحسين الإنتاجية العامة والحفاظ على صحة الجسم والذهن.
تجنب مبدأ “كل شيء أو لا شيء”
يحدد الكثير من الأشخاص عدة مهام ليقوموا بها على مدار اليوم. ورغم تنظيم هذه المهام بشكل جيد، قد يشعر البعض بالإحباط إذا لم يتمكنوا من إتمام إحدى المهام على الوجه المطلوب.
كثير من الناس، عندما يشعرون بعدم الكفاءة في أداء المهمة الأولى، يعزفون عن إتمام بقية المهام، مما يؤدي إلى تأجيلها لليوم التالي. وبذلك، يتحول الأمر إلى إدارة غير فعالة للوقت.
وبهذا نكون قد تناولنا في مقالنا اليوم كيفية وضع جدول لتنظيم الوقت وآليات إعداد جدول يومي فعال بما يتناسب مع الفروق الفردية.