الأوقات المناسبة لدعاء الاستخارة بدون صلاة
يُعتبر دعاء الاستخارة من السُنن المهمة التي يلتزم بها المسلم في جميع أموره، إذ إن الله تعالى هو الأعلم بما هو خير لنا وما هو شر. يبدو أن بعض الأمور تحمل في ظاهره الخير، بينما قد يكون حقيقتها شرًا، والعكس صحيح، لذا شرع الله -عز وجل- دعاء الاستخارة ليكون وسيلة للتوجه إليه والثقة في حكمته.
في الجاهلية، كان الناس يستعينون بالتشاؤم أو بالتشاور عبر الطيور والقرعة عند اتخاذ قراراتهم، وهي وسائل لا تنفع ولا تقي من الضرر. أما اليوم، فقد منّ الله علينا بدعاء الاستخارة ودعا المسلمين إلى استشارة الآخرين.
توضح السنة النبوية كيف يمكن أداء الاستخارة. يُستحب أن يصلي المسلم ركعتي استخارة ويدعو بالدعاء المخصص الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم. كما يُمكن للمسلم أن يستغني بالدعاء فقط دون الحاجة للصلاة، وهو ما يسمح به خاصة للأشخاص الذين لديهم ظروف مثل الحائض أو النفساء. ومتى شاء المسلم فإنه يمكنه الدعاء، وفيما يلي بعض الأوقات التي يُفضل فيها الدعاء:
- الدعاء في الثلث الأخير من الليل.
- الدعاء في وقت الاستجابة يوم الجمعة، وخاصة خلال جلوس الإمام على المنبر أو قبل غروب الشمس.
- الدعاء بين أذان الصلاة وإقامتها.
- الدعاء في يوم عرفة.
- الدعاء للحاج والمعتمر، وكذلك للموجودين حول الكعبة.
- الدعاء أثناء شرب ماء زمزم.
- دعاء المسافر.
- دعاء الصائم.
- دعاء المصلي في السجود، وقبل التسليم.
حديث عن دعاء الاستخارة وصلاتها
يُروى عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُعلّمنا الاستخارة في جميع الأمور كما يُعلّمنا السورة من القرآن. يقول: إذا همّ أحدكم بالأمر، فليصلي ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني استخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم. إنك تقدر ولا اقدر، وتعلم ولا اعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال عاجل أمري وآجله – فاقدُره لي ويسّره لي، ثم بارك لي فيه. وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال في عاجل أمري وآجله – فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدُر لي الخير حيث كان، ثم ارضني، قال: ويسمّي حاجته).
شرح دعاء الاستخارة
دعاء الاستخارة هو طلب من المسلم الله سبحانه وتعالى أن يُختار له ما هو أصلح، مع اعتراف العبد بضعفه وجهله وعدم قدرته، حيث يُظهر أن الله هو العليم القادر. من خلال هذا الدعاء، يسأل العبد الله أن يختار له خير الدنيا والآخرة، إذ قد تبدو بعض الأمور خيرا ظاهريًا، لكنها تحمل في طياتها عواقب سلبية في الآخرة.
قد يعتقد الإنسان أن حصوله على شيء معين هو الخير، رغم أن الله يعلم أن هذا قد يسبب فتنة له ويؤثر سلبًا على دينه. لذا يكون الدعاء موجهاً للخير في الدنيا والآخرة. فإذا كان الأمر خيرًا، يُقدره الله ويكتبه له ويسهله عليه، وإن كان شرًا، فإنه يُصرف عنه ويوقى من خطره.