تعتبر الفنون التشكيلية وسيلة فعّالة تعزز الاستقرار العاطفي والتوازن الشخصي للفرد، كما تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز الصحة النفسية. يعد العلاج بالفن إحدى الأساليب المستخدمة في مجال العلاج النفسي، خاصةً في التربية الخاصة.
يهدف العلاج بالفن إلى توظيف الأنشطة الفنية التشكيلية بأساليب محسوبة ومنظمة، بغرض تحقيق الأهداف العلاجية والتشخيصية وتعزيز التنمية النفسية. يمكن أن يتخذ العلاج بالفن نمطًا فرديًا أو جماعيًا.
تعريف التربية الخاصة من منظور التربية الفنية
تُعتبر الفنون بمختلف أنواعها، لاسيما الفنون التشكيلية، ضرورية لتربية الأطفال سواءً كانوا أصحاء أم ذوي احتياجات خاصة، حيث توفر لهم فرصًا للتعبير عن مشاعرهم وتجاربهم الداخلية.
بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقات العقلية، تتجاوز أهمية الفنون مجرد التسلية، إذ تُعَد وسيلة حيوية للتعبير عن عواطفهم وأفكارهم في ظل محدودية القدرة على التواصل اللفظي أو الكتابي. لذا، يصبح الفن أداة مهمة ضمن مناهج التربية الفكرية، خصوصًا في السنوات الأولى من حياة الطفل.
الغرض من التربية الخاصة من منظور التربية الفنية
الجوانب الأساسية للهدف من البرامج الفنية ليست ببساطة الإتقان أو الابتكار، بل تكمن في تمكين الطفل من التعبير عن أفكاره ومشاعره التي قد يواجه صعوبة في التعبير عنها عبر الكلام أو الكتابة.
كل نشاط فني يساهم في تشكيل وجدان الطفل ويعبر عن دوافعه الكامنة، كما يُعتبر الفن من العلاجات الفعالة للأطفال ذوي الإعاقات العقلية.
أمثلة لمجالات التربية الفنية لذوي الاحتياجات الخاصة
- الرسم بالأصابع.
- الرسم بالأقلام كوسيلة تعبيرية تتيح للطفل رسم ما يدور في ذهنه من خطوط وأشكال، حيث تُعَبِّر الخطوط عن حالات القوة والضعف والقرب والبعد، مما يساعد الطفل على التعبير عن الضغوط الداخلية والصراعات.
- التشكيل بالأعمال الورقية عبر ثني الأوراق وتقطيعها لخلق أشكال جديدة، مما يفتح المجال أمام الخيال والإبداع.
- التعبير عبر القماش وتصميمه باستخدام القص والطباعة والخياطة، مما يشجع على الابتكار.
- إنشاء أشكال ثلاثية الأبعاد باستخدام مواد آمنة مثل الصلصال والشمع، مما يمنح الأطفال فرصة للتعبير عن أنفسهم.
- الأعمال الخشبية البسيطة والرسم على الخشب باستخدام الألوان.
- إنشاء مكعبات من مواد مختلفة لتشكيل أشكال هندسية.
- الرسم بالرمال وبناء أشكال باستخدام رمال الشاطئ لتنمية القدرات الفكرية والعقلية للطفل.
التربية الفنية وذوي الاحتياجات الخاصة
تُعَد التربية الفنية إحدى المراحل المهمة في علاج الأطفال ذوي الإعاقات العقلية، حيث تتميز هذه الفئة بخصائص النمو الفريدة. يُطلب من الأخصائيين العاملين في هذا المجال تقديم التدريب والتأهيل المناسبين.
الهدف من إشراك الأطفال وأسرهم في البرامج الفنية ليس الوصول إلى الاحترافية، بل العمل على تنمية قدراتهم العقلية والانفعالية.
دور معلم التربية الفنية في العملية التربوية
يلعب معلم التربية الفنية دورًا حاسمًا في تحقيق أهداف التربية الفنية، من خلال تطوير مهارات الأطفال ذوي الإعاقات العقلية ورعاية احتياجاتهم خلال الأنشطة الفنية.
تعتبر المبادئ التالية ضرورية في توجيه عمل معلم التربية الفنية:
- عدم التصحيح أو تعديل الأعمال الفنية الخاصة بالطلاب، حفاظًا على أصالة العمل الفني الذي يقوم به الطفل.
- عدم مقارنة الطلاب ببعضهم البعض أو التحفيز على ذلك.
- تعريف الطلاب بالخامات المتاحة وتعليمهم كيفية استخدامها.
أهمية ممارسات الفن في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة
تتجلى أهمية الفنون في عدة جوانب:
- تسهم الفنون في تعزيز الاتصال بين الأطفال وبيئتهم، مما يعمل على تنشيط أذهانهم وتعزيز العلاقات الاجتماعية.
- يوفر العلاج بالفن توازنًا عاطفيًا، مما يتيح للأفراد تأدية دور فعال في محيطهم.
- يساعد الفن على التعبير عن المشكلات من خلال تفريغ الطاقة الإبداعية.
- يعمل العلاج الفني على تحسين القدرات العقلية ويعزز الإدراك والتكيف مع البيئة.
- تنمية الحواس من خلال التفاعل مع المواد الفنية، مما يوفر فرصًا للنمو الحسي.
- زيادة الثقة بالنفس في الأطفال من خلال تقديم المكافآت في الأعمال الفنية.
- تحسين المهارات الاجتماعية للأطفال ذوي الإعاقات العقلية من خلال المشاركة في الأنشطة الفنية.