تتعدد الأخلاق التي ذمها الإسلام ونها عنها، حيث يسعى هذا الدين دائمًا إلى تعزيز الفضائل والابتعاد عن الرذائل، بحيث يسود السلام والرفاهية في المجتمع. يُعتبر حسن الخلق محددًا لأسس العلاقات الإنسانية وعاملًا رئيسيًا في إصلاح المجتمع.
الأخلاق المذمومة في الإسلام
أورد الإسلام مجموعة من الأخلاق التي ينبغي على المسلم تجنبها، نظرًا لما قد تسببه من معاناة للفرد والمجتمع ككل. ومن بين هذه الأخلاق:
سوء الظن
حث الإسلام على تجنب سوء الظن، حيث أنه يولد الكراهية ويؤجج الأحقاد في النفوس. كما جاء في قول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ ۚ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ”.
النميمة
تُعرف النميمة بأنها نقل الأخبار بين الأطراف بصور غير عادلة، وقد حذر الإسلام من هذه السمة نظرًا لما تثيره من مشاعر الكره والفتنة بين الناس. وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة نمام”.
عدم الوفاء بالوعود
تنبه الإسلام إلى أن عدم الالتزام بالوعود يعد من الصفات الذميمة التي تظهر على من يتصف بالنفاق، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان”.
الحسد
- يشكل الحسد خطرًا حقيقيًا على النفس البشرية وقد يتسبب في البلايا والمشكلات الصحية والاقتصادية.
- يوجد العديد من الحاسدين الذين يتجاهلون شكر الله على النعم التي يسخرها لهم، وينشغلون بالمقارنة مع الآخرين.
- لذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا السلوك في قوله: “لا تَباغَضُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَدابَرُوا، وكونوا عباد الله إخوانًا”.
الغيبة
تعد الغيبة من الأخلاق المذمومة التي حظرها الإسلام، وُتشبه بأكل لحم الرجل ميتًا لتوضيح خطورتها. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ولا يغتب بعضكم بعضًا أيُحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه واتقوا الله”.
التبذير والإسراف
- منعت الشريعة الإسلامية التبذير والإسراف في جميع مجالات الحياة، ودعت إلى الاعتدال في الإنفاق.
- يقول الله تعالى في سورة الأعراف: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”، وأيضًا في سورة الإسراء: “إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين”.
الكلام السفيه والسب واللعن
بعض الشباب المسلم يستخف بإطلاق عبارات بذيئة ومسيئة دون إدراك أنها تخالف المبادئ الإسلامية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء”، كما أن المسلم هو من يسلم الناس من لسانه ويده، مما يدل على ضرورة تجنب هذا النوع من الكلام.
التكبر وقلة التواضع
على الرغم من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أعلى الناس منزلة وأكثرهم علمًا، إلا أنه كان نموذجًا للتواضع. وقد نهى النبي عن الكبرياء، مؤكدًا أن من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر لن يدخل الجنة.
الظلم
يتسبب الظلم في عيش الشخص في ظلام سواء أكان ظالمًا أم مظلومًا، لذا نهت الإسلام عن جعل الفرد مظلمًا أو قبول الظلم من الآخرين. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر”.
الغش
إن الغش والخداع من الصفات المرفوضة في الإسلام والتي تروج للفساد في المجتمعات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من غش فليس منا”.
الغضب
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نموذجًا يحتذى به في الحلم وكظم الغيظ، حيث أن الغضب يقود إلى العداء ويهدد الألفة بين الناس. قال الله تعالى في سورة آل عمران: “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين”.
البخل
- لا يقتصر البخل على المال فقط، بل يمتد إلى السلوكيات الحسنة، إذ يمكن أن يكون شخص بخيل في علاقاته الاجتماعية أو عاطفته تجاه عائلته.
- لذا حذر الإسلام من البخل، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خصلتان لا يجتمعان في مؤمن: البخل وسوء الخلق”.
قلة الحياء
- الحياء من الصفات المحمودة التي تدفع الشخص لفعل الخير وتجنب المعاصي.
- لذا حث الإسلام على الحياء وجعله صفة للأخيار من الرسل والأنبياء.
أحاديث نبوية حول الأخلاق المذمومة
سنستعرض في السطور القادمة بعض الأحاديث النبوية التي تتعلق بسوء الخلق في الإسلام:
حديث عن الحسد
روى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تَباغَضُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا، ولا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ).
حديث عن البخل والشح
- روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).
- روى أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ضَرَبَ نبي اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- مَثَلَ البَخِيلِ والْمُتَصَدِّقِ، كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عليهما جُنَّتانِ مِن حَدِيدٍ…).
- روى عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إيَّاكم والشُّحَّ…).
أحاديث حول الجدال والمراء
- روى أبو أمامه الباهلي -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أنا زعيمٌ بِبَيْتٍ في رَبَضِ الجنَّة لِمَنْ تركَ المِراءَ وإنْ كان مُحِقًا…).
- روى أبو أمامة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى…).
أحاديث عن الافتراء والبهتان
- روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أَتَدْرُونَ ما الغِيبَةُ…).
- روى واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إنَّ مِن أعْظَمِ الفِرَى…).
حديث عن سوء الظن
روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إيَّاكُمْ والظَّنَّ…).
أحاديث عن الكذب
- روى عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا…).
- روى عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ…).