تمثل رواية “دراسة باللون القرمزي” أول عمل بوليسي من تأليف الكاتب الاسكتلندي السير آرثر كونان دويل. كما أنها أول رواية طويلة تُقدِّم شخصية المحقق الشهير شيرلوك هولمز، إلى جانب مساعده جون واتسون. نالت شخصية شيرلوك هولمز شهرةٍ كبيرة وقد حققت نجاحًا ملحوظًا للكاتب. نُشرت الرواية للمرة الأولى في عام 1887 بعد كتابة نصها بعام واحد.
ملخص رواية “دراسة باللون القرمزي”
تنقسم رواية “دراسة باللون القرمزي” إلى قسمين رئيسيين، هما “مذكرات جون واتسون” و”أرض القديسين”. فيما يلي ملخص لأحداث الرواية:
مذكرات جون واتسون
يتناول هذا الجزء العثور على جثة تشير إلى وقوع جريمة في غرفة تغمرها الدماء، ورغم ذلك لا تظهر على الجثة أي جروح واضحة. كما وُجد على الجدار اسم مكتوب بالدماء، بالإضافة إلى خاتم زواج يعود لإحدى السيدات. تتطلب هذه الظروف من شيرلوك هولمز التحقيق في تفاصيل القضية بهدف كشف خيوط الجريمة.
يبدأ شيرلوك هولمز تحقيقاته من واحدة من البنايات المتواضعة في العاصمة البريطانية، لندن، وينتقل لاحقًا إلى السهول الواسعة في غرب الولايات المتحدة الأمريكية، مما يمنحه فُرصًا للتعمق في مسائل علم الاستنتاج. يرى صديقه، الدكتور جون واتسون، أن الاكتشاف الأكثر أهمية بالنسبة له هو التعرف على شخصية شيرلوك هولمز نفسها من خلال هذه القضية.
أرض القديسين
في هذا الفصل، يناقش الكاتب جريمة قتل تعرَّض لها جون فيرييه، الذي قُتل على يد عصابة تُعرف بالمورمون قبل عشرين عامًا. تُعتبر هذه الجماعة متعصبة وترفض الالتزام بالقوانين. كما تم احتجاز ابنة القتيل في مكان يُعرف بــ “حرم ابن العجوز الحاكم”، ويُذكر أن القتيل كان أمريكيًا وتم العثور عليه في عام 1886.
استطاعت الشرطة العثور على جثته في أحد البيوت المهجورة. وفي هذا السياق، يظهر المحقق الأسطوري شيرلوك هولمز، حيث يُعاني محققو شرطة سكوتلانديارد من العجز عن حل هذه الجريمة، مما يستدعي استدعاء شيرلوك هولمز للكشف عن ملابسات الحادث.
يتسم هولمز بالذكاء الحاد والبراعة في الجرائم، ويتميز كفاحل في اكتشاف الأدلة الخفية. كما يظهر بروح الفكاهة والحضور المميز خلال الحوار، بالإضافة إلى شجاعة وذكاء صديقه، الطبيب جون واتسون، الذي يُعد من الشخصيات الفريدة في الرواية. من خلال كل هذه العناصر، يتمكن هولمز من الوصول إلى استنتاجات تُفند فكرة أن الجريمة بسيطة كما تبدو.
تابع المزيد:
الربط بين الفصلين
تأسست علاقة شيرلوك هولمز والضابط جون واتسون، العائد مؤخرًا من أفغانستان، في شارع بيكر، حيث يشتركان في السكن في الرقم 221. ورغم أن شيرلوك هولمز يمكن أن يظهر أحيانًا كشخصية غير مريحة، إلا أنه يمثل أيضًا شخصًا مثيرًا للاهتمام. بينما يبدو واتسون كراوي ممتاز يسجل ذكرياته عن صديقه الذكي شيرلوك هولمز. ورغم عدم معرفة ماضي كل منهما، فإن الكاتب يُظهرهما كشخصيتين بارزتين. يعتمد هولمز على الاستنتاج والملاحظة ومعرفته الواسعة بالفنون والعلوم في صياغة منهج تحقيق خاص به، ويتميز بشغفه في ملاحظة أدق التفاصيل مهما كانت ضئيلة.
على الرغم من أن الجزء الأول يتناول جريمة قتل أمريكي، فإن الجزء الثاني يشهد تحولًا مثيرًا في مجرى الأحداث، حيث يعود الكاتب إلى ماضي سهول أمريكا القاحلة، متحدثًا عن جماعة المورمون. تُقدم هذه الجماعة المسيحية المتعصبة أفكارًا تختلف عن باقي الطوائف، مما يعقد الأحداث ويحافظ على تشابكها للوصول إلى حل لغز الجريمة.
بهذا، نصل إلى نهاية مقالنا الذي قدمنا فيه ملخص رواية “دراسة باللون القرمزي”، التي تُعد واحدة من أبرز الروايات في الأدب.