تتعدد مظاهر وأشكال العنف ضد النساء، حيث أصبح العنف ضد المرأة من الظواهر الشائعة عالميًا، مما يمثل انتهاكًا واضحًا لحقوق الإنسان. يظهر العنف في جميع دول العالم، وله آثار سلبية خطيرة على الصحة النفسية والجسدية للنساء، سواء على المدى القريب أو البعيد. من خلال موقعنا، نستعرض أبرز مظاهر وأشكال العنف ضد المرأة.
أشكال العنف ضد النساء ومميزاتها
يمكن تعريف العنف ضد النساء بأنه سلوك يندرج تحت فئة العنف القائم على النوع الاجتماعي، مُسببًا معاناة جسدية أو نفسية أو جنسية أو عقلية. ويتضمن ذلك التهديدات، الإكراه، والحرمان التعسفي من الحرية.
من المهم الإشارة إلى أن العنف ضد النساء يتخذ عدة أشكال وأمثلة، إذ يشمل كل أنواع العنف الجسدي والنفسي والجنسي الحادث داخل الأسرة والمجتمع. نستعرض فيما يلي أبرز مظاهر العنف ضد النساء:
1- العنف الأسري
يشمل العنف الأسري الاعتداء المنزلي وعنف الشريك. ويتكون من أشكال متعددة من السلوكيات التي تهدف إلى انتزاع السيطرة والحفاظ عليها عبر تقييد الشريكة، يُعتبر هذا الشكل من العنف أحد أكثر الأنواع انتشارًا. فيما يلي بعض أشكاله:
- العنف النفسي: يتضمن تخويف وترهيب الضحية عن طريق التهديد أو إجبارها على قطع التواصل مع الأهل والأصدقاء أو العمل.
- العنف الجسدي: يشمل الإيذاء الجسدي عبر:
- الضرب والحروق.
- الركل وسحب الشعر.
- الدفع والعض.
- القرص والصفع.
- الحرمان من الرعاية الطبية.
- الإجبار على تناول الكحول.
- الإجبار على تعاطي المخدرات.
- العنف العاطفي: يستند إلى تقليل قيمة الذات عبر:
- النقد المستمر.
- التحقير.
- الإهانات اللفظية.
- التأثير السلبي على العلاقة مع الأطفال.
- منع القربى من الأصدقاء والعائلة.
- العنف الجنسي: يشمل إجبار الشريكة على أفعال جنسية دون موافقتها.
- العنف الاقتصادي: يسعى إلى جعل المرأة معتمدة ماليًا على الشريك من خلال:
- السيطرة على الموارد المالية.
- حرمانها من الأموال.
- منع الدراسة.
- منع العمل.
2- قتل النساء
يشير مصطلح قتل النساء إلى القتل المتعمد لنساء بسبب كونهم نساء. يجدر بالذكر أن عنف الرجال يختلف عن هذا النوع، إذ أن معظم حالات قتل النساء تنجم عن العنف الأسري أو التهديدات. ويتضمن قتل النساء العديد من الظواهر، منها:
- جرائم الشرف: التي يُقتل فيها أفراد من الأسرة المرأة بدعوى أنها جلبت العار، في حين أنها عادة ما تكون مرتبطة بانتهاكات أسرية.
3- العنف الجنسي
يُعرف العنف الجنسي بأنه أي فعل جنسي يُرتكب ضد إرادة المرأة أو الفتاة، بما في ذلك الحالات التي تعجز فيها المرأة عن تقديم الموافقة. ويتضمن العنف الجنسي عدة مظاهر، ومنها:
- التحرش الجنسي: يشمل جميع أشكال الاتصال الجسدي وغير الجسدي ضد الرغبة والدون رضا، ويعبر عن نفسه في:
- الإمساك، والصفع.
- الاحتكاك الجسدي.
- التعليقات الجنسية عن الجسد.
- المطالب الجنسية.
- التحديق بإيحاءات جنسية.
- الكشف عن الأعضاء الجنسية.
- الاغتصاب: هو إدخال مهبلي، شرجي أو فموي دون رضا.
- الاغتصاب التصحيحي: شكل من الاغتصاب يُرتكب ضد المرأة بناءً على ميولها الجنسية.
4- الاتجار بالفتيات
يعتبر الاتجار بالفتيات استغلالًا لهن بوسائل القوة والخداع. هناك ملايين من النساء والفتيات عبر العالم يتعرضن لعمليات الاتجار، ويعاني معظمهن من الاستغلال الجنسي.
5- تشويه الأعضاء التناسلية للنساء
يُشير تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية إلى أي إجراء يتسبب في تغيير أو إصابة الأعضاء التناسلية لغير الأغراض الطبية. تختلف هذه الممارسة ودوافعها حسب الثقافة والمجتمع.
الجدير بالذكر أن هذا الفعل يعتبر معايير اجتماعية تقضي بها بعض المجتمعات على الفتيات، يُنظر إليها كشرط لبلوغهن والزواج، وترتبط بمعتقدات جنسية.
6- زواج الأطفال
يعني زواج الأطفال تزويج الفتيات دون سن 18 عامًا، وهو انتهاك واضح للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وفي العديد من المجتمعات، يُجبر الفتيات القاصرات على الزواج من رجال أكبر سناً، مما يفقدهن حريتهن وقدرتهن على الاعتراض.
7- العنف الرقمي أو عبر الإنترنت
يشمل العنف الرقمي ضد المرأة جميع الأفعال التي تُرتكب بواسطة التكنولوجيا، بما في ذلك الهواتف المحمولة، الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي. يُعتبر ضد المرأة لمجرد كونها امرأة، ويشتمل على:
- التنمر الإلكتروني عبر إرسال رسائل تهديد وتخويف.
- الرسائل الجنسية المرسلة دون رضا.
- الإفصاح عن المعلومات الشخصية دون موافقة، مما يهدد خصوصية المرأة.
إن مظاهر العنف ضد النساء وأشكاله عديدة، وتعتبر هذه القضية من الأخطار الواضحة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الدول العربية والمسلمة. لذلك، من الضروري أن نستفيق لضمان مواجهة هذه الجرائم غير الأخلاقية التي تتنافى مع قيم الدين الإسلامي.