تعتبر العقيدة بمثابة المنظومة التي تنظم حياة الأفراد، وتنقسم إلى نوعين رئيسيين: العقيدة الصحيحة والعقيدة الفاسدة. وليس هذا التصنيف محصورًا بالدين الإسلامي فحسب، بل يمتد ليشمل جميع الأديان والمذاهب. في هذا المقال، سنتناول الفروق بين العقيدة الصحيحة والعقيدة الفاسدة، إلى جانب استعراض خصائص كل منهما.
العقيدة الصحيحة والعقيدة الفاسدة
لا تقتصر العقائد على مجتمع واحد، بل تمتلك كل ديانة ومذهب عقيدة خاصة يقود أعضاءها في تصرفاتهم. ونستطيع تصنيف العقائد إلى:
1- العقيدة الصحيحة: وهي تلك العقائد التي أتى بها الأنبياء والرسل، وتؤكد على وجود خالق واحد. هذه العقائد ثابتة ومستقرة منذ بداية الوجود ولا تتأثر بالزمان أو المكان.
2- العقيدة الفاسدة: هي تلك التي أنشأها البشر نتيجة أفكارهم ومعتقداتهم الفردية. عادةً ما تتعارض هذه العقائد مع تقاليد المجتمع، وتكون متغيرة حسب الزمن.
كما قد توجد عقيدة صحيحة تعرضت للتحريف والتغيير. فعلى سبيل المثال، بعض العقائد المتداولة حاليًا قد تكون تأثرت بتغيرات أدت لفسادها، رغم أنها كانت سليمة في الأصل.
أين نجد العقيدة الصحيحة
تظل العقيدة الإسلامية ثابتة حتى يومنا هذا، حيث تتوافق مع العادات والتقاليد. فقد أكد الله سبحانه وتعالى على حفظ الدين الإسلامي في قوله: “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” [سورة الحجر: 9].
العقيدة الإسلامية تمثل الحق والطريق المستقيم يوم القيامة، ولا توازيها أي عقيدة أخرى في هذا الجانب. إنها قائمة على أصول راسخة مستمدة من القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتتناسب مع الفطرة السليمة، كما جاء في قوله: “كَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا” [الشورى: 52].
أهمية العقيدة الصحيحة
تشكل العقيدة الصحيحة الأساس الذي يقوم عليه العمل، وتعتبر ركيزة تقبل أعمال المسلم، كما هو الحال في قوله تعالى: “فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا” [الكهف: 110]. فلا تُقبل الأعمال إلا إذا كانت خالصةً لله تعالى.
لذا، دعا الرسل شعوبهم لعبادة الله الواحد ونبذ الشرك. فقد مكث النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاثة عشر عامًا يدعو قومه إلى العقيدة الصحيحة: عقيدة التوحيد.
تكمن أهمية العقيدة الصحيحة في إصلاح النفس البشرية من خلال الالتزام بأوامر الله، والتمسك بالأخلاق الحسنة، وترك الأخلاق السيئة، بالإضافة إلى تطهير النفس من الخطايا والمعاصي.
خصائص العقيدة الصحيحة
تتميز العقيدة الصحيحة بعدة خصائص، منها:
- التوقيفية: أي أنها تستند إلى مصادر موثوقة، كالقرآن الكريم والسنة النبوية.
- الغيبية: تعني الإيمان بمسائل الغيب وفقًا لما ورد عن الله، كما جاء في قوله: “الم* ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ” [البقرة: 2].
- العقلانية: تتوافق نصوصها مع مخرجات العقل.
- الفطرية: تتناسب مع طبيعة الإنسان بسلاستها وبساطتها.
- الشمولية والتكامل: تغطي جميع جوانب الحياة، بما في ذلك كل أنواع العبادات القلبية والقولية، كما جاء في قوله: “ما فَرَّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ” [الأنعام: 38].
في ختام المقال، قمنا بعرض مفهوم العقيدة الصحيحة والعقيدة الفاسدة. العقيدة الصحيحة تعبر عن ما جاء به الأنبياء، بينما العقيدة السليمة تمثل العقيدة الإسلامية، أما العقيدة الفاسدة فهي تلك التي أبدعها البشر وحدهم.