يُعتبر التخدير ركيزة أساسية في إجراءات العمليات الجراحية، حيث تسهم الأدوية المخدرة في فقدان وعي المريض لفترة معينة، وذلك حسب الجرعة المحددة من قبل الطبيب المختص.
يمكن تشبيه حالة التخدير بالنوم العميق، التي تمنع المريض من الشعور بالألم أثناء إجراء العملية الجراحية.
لذا، سوف نسلط الضوء على مفهوم التخدير النصفي في العمليات الجراحية بشكل مفصل، من خلال موقعنا المتميز دائماً مقال.
هل يسبب التخدير النصفي الألم؟
- على مدى السنوات الأخيرة، اكتسب مفهوم “التخدير النصفي” شهرة واسعة، وأصبح يُستخدم على نطاق واسع من قبل الأطباء في العمليات الجراحية.
- يتيح التخدير النصفي للمريض متابعة سير العملية دون التعرض للألم.
- يعتمد هذا النوع من التخدير على حقن إبرة المخدر في العمود الفقري أو السائل الشوكي، مما يؤدي إلى فقدان الإحساس في مناطق محددة بالجسم خلال إجراء الجراحة.
- لم يعد هذا التخدير محصوراً بالولادة القيصرية فحسب، بل أصبح يستخدم أيضاً في عمليات قسطرة القلب.
- عادةً ما يتم إجراء تلك العمليات التي تستهدف النصف السفلي من الجسم.
التخدير النصفي والشلل
- توجد العديد من الشائعات حول كون التخدير النصفي قد يؤدي إلى الشلل للمريض.
- لكن في حال كانت الجرعة مناسبة، لن تحدث أي مضاعفات.
- قد يحدث الشلل في حالة إعطاء الجرعة بشكل غير صحيح أو حقنها في الموضع الخطأ.
ما هي آثار التخدير النصفي؟
- تتفاوت آثار التخدير النصفي من مريض لآخر، إذ قد يعاني البعض من حكة في الوجه والشفتين والأنف.
- كما قد يشعر المريض أحيانًا بصداع شديد ودوخة وألم في أسفل الظهر، وغالباً ما تستمر هذه الأعراض لبضع ساعات فقط، لكن إذا تفاقمت الأعراض، يُنصح بمراجعة الطبيب.
- قد يشعر أيضاً بعض المرضى بالغثيان والتقيؤ، نتيجة لانخفاض ضغط الدم.
- يمكن أن يعاني البعض من صعوبة في التبول، وألم شديد في الأذنين، وأثر على وظائف القلب.
مدة تأثير التخدير النصفي
- تتسم مدة تأثير التخدير النصفي بقصرها، حيث تستمر عادةً لمدة تصل إلى ثلاث ساعات أو أكثر.
- لذا، يفضل إعطاء التخدير في غرفة العمليات.
- غالباً ما يتم التخلص من الأثر الكلي للمخدر خلال يومين إلى ثلاثة، وإذا استمرت التأثيرات، يُفضل استشارة الطبيب.
كيف يتم استخدام التخدير النصفي قبل العمليات؟
- قبل البدء في التخدير، يُفضل أن يجلس المريض على أجهزة المتابعة لفحص ضغط الدم، ونبض القلب، وتنظيم التنفس.
- هذا يتيح للطبيب تحديد الجرعة المناسبة للمريض.
- ثم يقوم الطبيب بإيصال إبرة الوريد وإعطاء محاليل ملحية لضبط ضغط الدم.
- يستعد المريض بعد ذلك بالجلوس على جانبه ليقوم الطبيب بتطهير منطقة التخدير، والتي تقع في أسفل الظهر بين الفقرة الرابعة والخامسة.
- يتأكد الطبيب كذلك من وصول المخدر للنخاع الشوكي.
- تبدأ فعالية المخدر بعد دقائق قليلة، حيث يشعر المريض بسخونة في نصف جسمه السفلي، يليه فقدان الإحساس وعدم القدرة على الحركة.
- تستمر هذه الفعالية لمدة تصل إلى ثلاث ساعات.
- ينصح الأطباء المرضى بعدم تناول الطعام قبل العملية لتفادي مشاكل الغثيان أو التقيؤ.
- كما يُفضل عدم تناول أدوية ضغط الدم، وأدوية السكر، والأدوية المضادة للتخثر، أو المدرة للبول قبل العملية.
التخدير النصفي في حالات الولادة القيصرية
- غيّر التخدير النصفي مفاهيم الألم أثناء الولادة، حيث يستهدف تخدير منطقة البطن والساقين فقط.
- تظل الأم واعية ومدركة لكل ما يحدث خلال العملية، ولكن دون شعور بالألم.
- ونسبة الدم الذي تفقده الأم أثناء التخدير النصفي أقل بكثير مقارنة بالتخدير الكلي.
- تُجرى العملية من خلال شق البطن بعرض، حرصاً على سلامة الأم والجنين، ويتم استخراج الطفل من رحم الأم.
- قد يكون التخدير النصفي أقل خطورة على الطفل، حيث يظل مستيقظاً عند الولادة ولا يشعر بدوار.
موانع استخدام التخدير النصفي
هناك مجموعة من الموانع التي تحول دون استخدام التخدير النصفي، ويفضل في هذه الحالات اللجوء للتخدير الكلي:
- قد يكون من الصعب استخدامه في الحالات الجراحية المعقدة التي تستغرق فترات طويلة.
- الأفراد الذين يعانون من نزيف حاد أو حالات مرضية في القلب.
- حالات تجلط الدم السريعة أو السيولة المفرطة.
- بالإضافة إلى حالات الأورام الدماغية أو المرضى الذين يعانون من بعض الاضطرابات العصبية.
- قد يمنع أيضًا استخدامه في حالة التحسس من المخدر الموضعي.
- نقص مستوى السوائل في الجسم أو عدم رغبة المريض في استخدامه.
تجارب الآخرين مع التخدير النصفي
- تباينت آراء المرضى حول التخدير النصفي، حيث يراه البعض خياراً مريحاً وسهلاً.
- فالبعض الآخر يعتبره مرهقًا بسبب الأعراض الجانبية المرتبطة به.
- يُنصح دائماً باستخدام التخدير النصفي وخاصة في حالات الولادة القيصرية،
- حيث يكون مقدار السوائل في الجسم خلال الحمل أعلى، مما يسهل العودة للرئة مقارنة بالتخدير الكلي.
- ينصح الأطباء باستمرار باستخدامه لعدم وجود مخاطر على الأم أو الجنين.
آلام الرقبة بعد التخدير النصفي
- قد تنتج آلام الرقبة عن تسرب السائل الشوكي من موقع حقن الإبرة في الأغشية المحيطة بالحبل الشوكي.
- يمكن أن تحدث الآلام أيضاً أثناء الولادة القيصرية نتيجة ضغط الجنين، زيادة السوائل، وتضخم الحمل.
- كما قد يعاني بعض المرضى من آلام في الرقبة مسبقاً، مما يزيد من تلك الآلام بعد التخدير.
علاج آلام الرقبة بعد التخدير النصفي
- يمكن علاج المريض بحقن الدم المستعاد من المنطقة المتأثرة، مما يساعد على تجلط الدم وإغلاق الفتحة الناتجة عن الإبرة، ويمكن تكرار العملية إذا لم تنجح من المرة الأولى.
- يمكن أيضًا حقن محلول ملحي حول الغلاف الجافي في الفتحة لتخفيف آلام الرقبة وتحقيق نفس نتيجة بقعة الدم.
- وفي بعض الحالات، قد يتطلب الأمر التدخل الجراحي بعد فشل الحلول السابقة لضمان سلامة المريض سريعاً.
- من المهم بعد العملية التعرف على الطرق الصحيحة للجلوس لتجنب أي مشاكل في الرقبة.
الفرق بين إبرة الظهر والتخدير النصفي
- يمكن أن يكون تأثير التخدير النصفي أعلى من إبرة الظهر، حيث يُعطى المخدر مباشرة إلى الحبل الشوكي مما يؤدي إلى نتائج سريعة.
- لا يستدعي التخدير النصفي إبقاء الإبرة في الجسم كما هو الحال في إبرة الظهر.
- ومع ذلك، قد يكون من الصعب استخدام التخدير النصفي في الحالات التي تعاني من أمراض القلب أو الجهاز التنفسي.
فوائد التخدير النصفي
- يسهم التخدير النصفي في تقليل مضاعفات التخدير الكلي، خصوصاً لدى كبار السن.
- كما يقلل من بعض المشاكل التي قد تحدث أثناء العمليات، مثل فشل وضع أنبوب التنفس، انخفاض ضغط الدم، أو التعرض للسكتة الدماغية.
- أيضاً، يساهم في توسيع الأوعية الدموية، مما يقلل من احتمالية حدوث جلطات في الأطراف السفلية.
- بالإضافة إلى أنه يخفف الألم ويقلل من النزيف الناتج بعد العملية بشكل أفضل من التخدير الكلي.