يعد الاعتماد على النفس من أبرز الصفات الشخصية التي ينبغي تعزيزها في الأطفال منذ السنوات الأولى من حياتهم، وذلك لتحويلها إلى عادة أساسية تستمر معهم طوال حياتهم. يسهم الاعتماد على النفس في تطوير مجموعة من المهارات الحيوية التي يحتاجها الطفل في مسيرته الحياتية.
كيفية ترسيخ الاعتماد على النفس لدى الأبناء
غالبًا ما يتساءل الآباء عن أفضل الطرق لتربية أبنائهم في ظل الظروف الراهنة وترويج الاعتماد على النفس في سلوكهم منذ الصغر.
يمكننا تشبيه الأطفال بالشتلات التي تتطلب رعاية خاصة حتى تنمو وتثمر. لذا من الضروري معرفة المعايير والقيم التي تحتضنها التربية الجيدة وكيفية تعزيز الاعتماد على النفس.
لذا دعونا نستعرض:
متى يبدأ الإدراك لدى الطفل
- يبدأ الإدراك بالتطور عند الطفل في عمر السنة ويستمر حتى سن السادسة، ويتشكل في إطار الأسرة والمجتمع المحيط به.
- يتكون شعور الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية من خلال رؤية الطفل لوالديه يقومان بأداء مسؤولياتهما تجاه الأسرة.
- على سبيل المثال، إذا رأى الطفل والدته وهي تؤدي الأعمال المنزلية مثل التنظيف والطبخ، فإنه غالبًا ما يسعى لمساعدتها، مما يعزز لديه حب المساعدة منذ الصغر.
- أما الأب، فإن الطفل عادةً ما يرغب في تقليد أفعاله، مثل ممارسة الرياضة أو ارتداء الملابس بطرق معينة.
- تلك الفطرة تجعل الطفل يتبع القدوة، حيث يتخذ الأطفال والديهم نموذجًا يُحتذى به، خاصةً في حالة كونهم قدوة حسنة، مما يسهل عليهم تعلم الاعتماد على النفس بسرعة.
تنمية الاعتماد على النفس في غياب الوالدين
- يمكن أن يكتسب الطفل مهارة الاعتماد على النفس من خلال المدرسة، حيث يصبح المعلم نموذجًا يحتذى به. إذا حظى المعلم بثقة الطفل، فإن ذلك سيؤدي إلى الالتزام بتعليماته وأوامره.
- تلعب المدرسة دورًا فعّالًا في تربية الطفل ودعم القيم التي يغرسها الأهل فيه.
- يمكن تعزيز ثقة الطفل عبر نظام المكافآت، إذ يساهم تحفيزه عند تصرفاته الصحيحة في تقوية ثقته بنفسه.
- عندما يرى الطفل الأكبر وهو يثق في نفسه، سيتعلم الطفل الأصغر بدوره كيفية الاعتماد على النفس بسهولة، مما يجعل من الطفل الأكبر قدوة له.
استراتيجيات لتربية أبناءنا على الاعتماد على النفس
- من الضروري بناء الثقة بين الوالدين والأطفال. حيث إن أطفالنا يتأثرون بشدة بوالديهم، خاصة في سن مبكر، حيث تسيطر العواطف على الأطفال أكثر من العقل.
- يجب على الأهل تمكين الطفل من القيام ببعض الأنشطة الشخصية البسيطة مثل ارتداء الملابس وتنظيف غرفته، مما يساهم في تنموية شعورهم بالاستقلال. كما يجب تعليمهم أهمية قول الصدق.
- تشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة المفضلة له يساعد في استكشاف شخصيته وتنميتها، مما يعزز اعتماده على نفسه.
الاعتماد على النفس كأحد أسس التربية
يعتبر الاعتماد على النفس من الركائز الأساسية في تنمية شخصية الطفل.
هناك مجموعة من الأساليب التي ينبغي إتباعها لتعليم الطفل كيفية الاعتماد على النفس، وهي كالتالي:
- تشجيع الطفل على اكتساب مهارات بسيطة: يساعد تعليم الطفل كيفية ارتداء ملابسه واختيار ألعابه على تعزيز شعوره بالاستقلال.
- تنمية مهارات اتخاذ القرار: توفير الفرصة للطفل لاختيار الأنشطة الرياضية والملابس، مع إرشاده حول مميزات وعيوب خياراته.
- السماح بالتجربة والتعلم من الأخطاء: دع الطفل يجرب ويخطئ في بعض المهام، مع ضرورة توجيهه بشكل غير مباشر لضمان عدم التأثير السلبي على الآخرين.
- تحفيز وتشجيع الطفل: من المهم تقديم الثناء عند إنجازهم للأعمال الفردية، مع تجنب النقد الشديد.
- تطبيق مبدأ المكافأة والعقوبة: يجب تعليم الطفل عواقب أفعاله، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
- تدريب الطفل على إدارة المال: منح الطفل بعض النقود ليتعلم كيفية إنفاقها بشكل حكيم وضروري.
تدريب الطفل على تحمل المسؤولية
- تحديد مسؤوليات كل فرد في الأسرة يساعد الطفل على اكتساب الثقة والإحساس بالاعتماد على النفس.
- مشاركة الطفل في اتخاذ القرارات الأسرية تعزز شعوره بالمسؤولية.
- تُعتبر المذاكرة من الوسائل المهمة لتعليم الطفل الاعتماد على نفسه، مع تقديم نوع من الدعم والتحفيز له من قِبل الوالدين.
- كما يجب إبداء الحب والاحترام تجاه الطفل لتعزيز ثقته بنفسه.
تشجيع الطفل على الاعتماد على نفسه في المذاكرة
- اطلبي من طفلك وضع خطة يومية للمذاكرة.
- قدمي له التشجيع عند تحقيق درجات مرتفعة.
- قدمي له مكافآت عند تحسن مستواه الدراسي، وليس فقط عند حصوله على درجات مرتفعة.
- أكدي له أنك دائمًا بجانبه لتقديم الدعم عند الحاجة.
خصائص الأطفال المعتمدين على الآخرين
- يعتمد على الآخرين لتحفيزه في أداء المهام المختلفة.
- يفتقر إلى الاحساس بالمشاعر تجاه الآخرين، مما يجعله سريع التأثر بمواقفهم.
- يعجز عن اتخاذ قرارات بنفسه ويحتاج لمن يستخلص له الخيارات.
- يتأثر بسهولة بالنقد، مما يجعله يوافق على قرارات الآخرين حتى لو كانت خاطئة.
- يمتاز بقدرة عالية على العناد كوسيلة لإخفاء ضعفه.
- يفتقر إلى الحماس تجاه ما يقوم به.
خصائص الأطفال المستقلين
- يستطيع اتخاذ قراراته بشكل مستقل دون الاعتماد على الآخرين.
- يختار الأنشطة التي يحبها دون الحاجة إلى رأي الآخرين.
- لا يتأثر بآراء المحيطين به، لكنه يستمع لهم للتعلم.
- يمتاز بالتمسك بمبادئه وقيمه بشكل واضح.