تُعد أعراض الالتهاب السحائي عند الأطفال موضوعًا بالغ الأهمية، حيث يُعتبر التهاب السحايا مرضًا يؤثر على الدماغ والنخاع الشوكي. فما هي المعاني الدقيقة لهذا المرض والأعراض المرافقة له؟ وهل يتوفر علاج له؟ في هذا المقال، سنتناول معلومات شاملة حول هذا الموضوع.
ما هو الالتهاب السحائي؟
- التهاب السحايا هو التهاب حاد يصيب الأغشية التي تحمي الدماغ والنخاع الشوكي، وتُعرف هذه الأغشية بالسحايا. يُعزى هذا الالتهاب لعدة أسباب متنوعة.
- تشمل الأسباب العدوى الفيروسية، البكتيرية، وغيرها من الميكروبات، كما يمكن أن تُسبب بعض الأدوية تبعات غير شائعة.
- يُعتبر التهاب السحايا حالة طبية طارئة نظرًا لتأثيره الوخيم على الدماغ والحبل الشوكي، حيث يمكن أن يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.
- تتنوع الأعراض الشائعة للالتهاب السحائي، ومنها الصداع، تصلب الرقبة، الحمى، الارتباك، والقيء، بالإضافة إلى حساسية شديدة للضوء والرغبة في التواجد في بيئة مظلمة.
- قد تظهر على الأطفال أعراض غير محددة مثل التهيج والخمول، وقد يكون هناك أيضًا طفح جلدي مرتبط بالمرض.
- يمكن أن يُشير الطفح الجلدي إلى سبب الالتهاب، مثل التهاب السحايا الناتج عن المكورات السحائية.
- يستخدم البذل القطني لتشخيص التهاب السحايا، حيث يتم إدخال إبرة في القناة الشوكية لاستخراج عينة من السائل النخاعي المحيط بالدماغ والنخاع الشوكي.
- تتطلب الحالات الحادة العلاج بالمضادات الحيوية في الوقت المناسب، وأحيانًا يتم استخدام أدوية مضادة للفيروسات. كما يمكن استخدام الكورتيكوستيرويدات لتقليل مخاطر المضاعفات.
- إذا تُرك التهاب السحايا دون علاج، فقد تتوالد عواقب طويلة الأمد مثل الصرع واستسقاء الرأس وضعف الإدراك.
- يمكن الوقاية من بعض أنواع التهاب السحايا عبر التطعيمات، مثل تلك المرتبطة بالمكورات السحائية أو المستديمة المنزلية من النوع ب.
- في عام 2013، تسببت التهابات السحايا في حوالي 30,300 حالة وفاة، في انخفاض كبير عن 46,400 حالة وفاة في عام 1990.
أسباب الالتهاب السحائي
- غالبًا ما يكون الالتهاب السحائي ناجمًا عن عدوى جرثومية، حيث تكون معظم الحالات فيروسية وتسببها أنواع مختلفة من البكتيريا، الفطريات، والطفيليات.
- يمكن أن تشير العوامل غير المعدية أيضاً إلى حالات التهاب السحايا، ويُعرف التهاب السحايا العقيم بحالات الالتهاب التي لا تثبت العدوى البكتيرية.
- غالبًا ما ينتج هذا النوع من الالتهاب عن الفيروسات، لكن يمكن أن يكون ناتجًا أيضاً عن عدوى بكتيرية خضعت لعلاج سابق.
- عندما تبدأ البكتيريا بالاختفاء من السحايا، يمكن أن تؤدي إلى إصابة التجويف القريب من السحايا، مثل التهاب الجيوب الأنفية.
- يمكن أن تسبب العدوى بالميكروبات البروتينية التهاب الشغاف، وهو التهاب يحدث عندما تُدخل كميات صغيرة من البكتيريا إلى مجرى الدم.
- يمكن أيضًا أن تتسبب بعض أنواع البكتيريا، مثل بكتيريا Pallidum (التي تسبب مرض الزهري) وBorrelia burgdorferi (التي تسبب مرض لايم)، في التهاب السحايا.
- قد يحدث التهاب السحايا بسبب العوامل الأميبية، التي يمكن أن تكون ناجمة عن تلوث المياه العذبة.
المسببات البكتيرية للمرض
- تُعتبر المكورات العقدية من المجموعة ب من أكثر أنواع البكتيريا شيوعًا بين الأطفال حديثي الولادة، حيث تعيش عادةً في المهبل وتعد مسببًا شائعًا للأمراض في الأسبوع الأول بعد الولادة.
- تتواجد بكتيريا الإشريكية القولونية في الجهاز الهضمي، حيث يمكن أن تصيب حديثي الولادة، وكذلك اللستيريا المستوحدة.
- بين الأطفال الأكبر سنًا، تُعتبر النيسرية السحائية والعقدية الرئوية من الأسباب الأكثر شيوعًا لحدوث الالتهاب. في البالغين، تتسبب النيسرية السحائية والعقدية الرئوية معًا في 80% من حالات التهاب السحايا الجرثومي.
- يؤدي إدخال اللقاحات ضد المكورات الرئوية إلى تقليل حالات التهاب السحايا بين الأطفال والبالغين.
- التهاب السحايا الناتج عن السل، الذي تسببه المنفطرة السلية، يكون أكثر شيوعًا في البلدان التي تعاني من انتشار مرض السل.
- ويمكن أن يحدث التهاب السحايا الجرثومي المتكرر نتيجة لأسباب تشريحية أو اضطرابات في جهاز المناعة، وخاصةً في حالات كسر الجمجمة.
أنواع التهاب السحائي
1- التهاب السحائي الفيروسي
- عادة ما يكون التهاب السحايا الفيروسي أقل خطورة ويمكن أن يتحسن دون الحاجة لزيارة الطبيب.
- تحدث معظم الحالات في فصل الصيف والخريف بسبب مجموعة من الفيروسات المعروفة بالفيروسات المعوية.
- تشمل الفيروسات المسببة الأخرى فيروس الهربس البسيط وفيروس نقص المناعة البشرية وفيروس النكاف.
2- التهاب السحائي المزمن
- ينتج التهاب السحايا المزمن عن كائنات بطيئة النمو مثل الفطريات التي تؤثر على الأغشية المحيطة بالدماغ.
- يمكن أن تظهر أعراض التهاب السحايا المزمن في فترة تمتد لأكثر من خمسة عشر يومًا.
- تشمل أعراض التهاب السحايا المزمن الصداع، القيء المستمر، الضباب العقلي، والحمى.
3- التهاب السحائي الفطري
- التهاب السحايا الفطري هو حالة نادرة نسبيًا، ولكن يمكن أن يؤدي إلى التهاب سحائي حاد.
- لا يمكن أن ينتقل التهاب السحايا الفطري من شخص لآخر.
- يعد التهاب السحايا بسبب الفطريات ذا أهمية خاصة للأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، وإذا لم يتم علاجه، فقد يؤدي إلى فقدان الحياة.
عوامل الخطر
- الافتقار للتطعيمات، حيث يمكن أن يؤدي عدم الالتزام بجدول التطعيم الموصى به إلى زيادة خطر الإصابة.
- العمر، حيث يُسجل معظم حالات التهاب السحايا لدى الأطفال دون سن الخامسة.
- يُعتبر التهاب السحايا الجرثومي أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا.
- السكن في بيئات جماعية مثل المعسكرات ومرافق الطلاب، مما يزيد خطر انتقال العدوى.
- الحمل، الذي يزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من العدوى التي قد تؤدي إلى التهاب السحايا.
- تضعف بعض الحالات مثل الإيدز وإدمان الكحول جهاز المناعة مما يزيد خطر الإصابة.
- قد يرتبط إجراء استئصال الطحال بزيادة في خطر الإصابة بالتهاب السحايا.
أعراض الالتهاب السحائي عند الأطفال
- تشبه الأعراض المبكرة للالتهاب السحائي أعراض الإنفلونزا وقد تطول لبضعة أيام، وتتضمن:
- حمى مفاجئة شديدة، تصلب في الرقبة، وصداع شديد وغير مشابه للصداع العادي.
- غثيان أو قيء مستمر، صعوبة في التركيز، الخمول، حساسية للضوء، وفقدان الشهية.
- عند حديثي الولادة، قد تظهر الأعراض من خلال ارتفاع درجة الحرارة والبكاء المستمر، والنوم المفرط أو الأرق.
- كسل أو خمول، انخفاض في الرغبة لتناول الطعام، وأحيانًا ظهور كتلة ناعمة في الجزء العلوي من رأس الطفل، بالإضافة إلى تصلب الجسم والرقبة.
الوقاية من التهاب السحائي
- غسل اليدين بشكل جيد، حيث يساعد ذلك على منع انتشار البكتيريا، ويتعين عليك تعليم الأطفال أهمية غسل أيديهم، خاصةً قبل الطعام وبعد استخدام الحمام.
- اتباع عادات صحية جيدة، وذلك يشمل عدم مشاركة الأطعمة والمشروبات أو أدوات الطعام مع الآخرين.
- تجنب الأماكن المزدحمة بقدر الإمكان، وكون حذرًا عند الاختلاط بالأشخاص المصابين بأعراض مرضية.