مع تقدم العلوم والتكنولوجيا، أصبح بإمكاننا الوصول إلى معلومات متعددة من خلال شاشة الهواتف الذكية، حيث تتوافر إجابات للعديد من الأسئلة في مختلف المجالات، ومن بين المواضيع الأكثر بحثاً هي الأمور الطبية.
في هذه المقالة، سنسلط الضوء على أخلاقيات البحث الطبي، موضحين المبادئ الأساسية والأخلاقيات العامة، كما سنتناول أنواع أخلاقيات البحث الطبي المرتبطة بمخاطر وأعباء وفوائد البحث، وكذلك أخلاقيات التعامل مع الفئات المتنوعة وأخلاقيات الموافقة المستنيرة.
أخلاقيات البحث الطبي
لنبدأ بتعريف أخلاقيات البحث الطبي:
- في مجال الطب، الذي يتعلق بحياة البشر، يتطلب الأمر حساسية خاصة في إجراء البحوث وتوثيق المعلومات. لذا، يجب أن تُستند أي معلومات طبية على أساس علمي موثوق، مثل الدراسات من الجامعات المرموقة أو آراء الخبراء والمستشارين الطبيين.
- الموافقة المستنيرة تعني الحصول على إذن من الأفراد الذين يتلقون الرعاية الصحية في مجالات طبية معينة.
- يُفترض نشر المعلومات والأبحاث المتعلقة بحالاتهم الصحية ومشاركتها مع الآخرين، سواء في إطار أكاديمي أو في الندوات الطبية، أو حتى عبر الإنترنت.
- الموافقة المستنيرة وحدها لا تكفي لضمان أخلاقيات البحث؛ فلا بد من الالتزام بدقة المعلومات وشفافيتها.
- كما يجب أن يأخذ البحث الطبي بعين الاعتبار التطورات في العلوم الطبية والتقنيات الجديدة المستخدمة في هذا المجال.
المبادئ والأخلاقيات العامة
تتنوع المبادئ والأخلاقيات التي تستند إليها البحوث الطبية، وفيما يلي بعض من أبرزها:
- ضرورة الالتزام بصحة المريض، حيث تُعتبر هذه الأولوية مهمة جداً للطباء الذين يناقشون الحالات الصحية في أبحاثهم.
- إلى جانب الالتزام الطبي بعلاج المرضى، يجب احترام حقوقهم وعدم استغلال صحتهم لمجرد إجراء أبحاث بدون منفعة لها.
- يجب ألا يساهم البحث الطبي في تقليل احترام الأفراد والحفاظ على خصوصياتهم وحقوقهم.
- كما يجب أن يضمن البحث الطبي حرية الأفراد في اتخاذ قراراتهم بشأن المعلومات الصحية.
- ينبغي نشر البحوث مع الحفاظ على سرية وخصوصية المعلومات المتعلقة بالمرضى.
- من الضروري أن تسهم هذه الأبحاث في تقليل الأضرار المحتملة على البيئة.
- يجب أن تستند الأبحاث إلى أسس علمية قوية وتتم تحت إشراف خبراء مؤهلين في المجال الطبي.
- يجب تقديم تعويضات للمواضيع التي تُجرى عليها الأبحاث سواء كانت مادية أو معنوية، مع توفير الاحتياجات اللازمة للتحقيق في هذه الأبحاث.
أنواع أخلاقيات البحث الطبي
عند الحديث عن أخلاقيات البحث الطبي، يجب أن نطلع على أنواعه المختلفة، وأهمها:
أخلاقيات المخاطر والأعباء والمزايا
قبل الشروع في أي بحث طبي، ينبغي مراعاة النقاط الأساسية المتعلقة بالأعباء والمخاطر والمزايا، والتي تشمل:
- من الطبيعي أن يحمل البحث الطبي بعض المخاطر، الكبيرة كانت أو الصغيرة، لذا يجب تقليل هذه المخاطر إلى أدنى حد ممكن.
- يجب أن تكون فوائد البحث الطبي تفوق الأعباء والمخاطر المحتملة.
- من الضروري اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتقليل المخاطر وزيادة الفوائد المترتبة على البحث الطبي.
- الحفاظ على صحة المشاركين في التجارب الطبية وتقديم تعويضات مناسبة في حالة حدوث أي ضرر.
أخلاقيات البحث الطبي على الفئات المختلفة
نظرًا لأن البحث الطبي هو تجريبي بطبيعته، فإنه يتضمن تفاوتًا في نسب الخطر، ومن أبرز أخلاقيات البحث المتعلقة بالفئات المختلفة:
- يجب مراعاة تفاوت نسب المخاطر بين المشاركين في البحث، سواء كانوا باحثين أو أفرادًا تُجرى عليهم الدراسات.
- يمثل خطر البحث الطبي تهديدًا أكبر للشخص الذي يتم استخدامه في التجربة مقارنة بالباحث العلمي نفسه.
- في المقابل، يواجه الباحث الطبي مخاطر تفوق تلك التي يواجهها الشخص الذي يسجل النتائج.
- أما بالنسبة للأشخاص الذين يعتمدون على نتائج البحث الطبي، فإن المخاطر التي يمكن أن تواجههم تعتبر ضئيلة جدًا مقارنة بما يتعرض له الأشخاص الذين تخضع حالتهم للدراسة.
أخلاقيات الموافقة المستنيرة
تظل الموافقة المستنيرة شرطًا أساسيًا لتحقيق أخلاقيات البحث الطبي، ومن أبرز هذه الأخلاقيات:
- يجب أن يكون جميع أعضاء فريق البحث الطبي قادرين على تقديم الموافقة المستنيرة.
- يجب أن يتمتع المشاركون بحرية كاملة في اتخاذ قرار المشاركة.
- يجب أن يكون جميع أعضاء الفريق على دراية كاملة بكل تفاصيل البحث من أهداف، فوائد، مصادر تمويل، والمخاطر المحتملة حتى وإن كانت ضئيلة.
- يجب أن تكون الموافقة المستنيرة مكتوبة، ويتم التوقيع عليها بموافقة جميع أعضاء فريق البحث، مع أخذ بصماتهم عند الاقتضاء.