تعريف المفعول المطلق
المفعول المطلق هو اسم منصوب يدل على مصدر الفعل، ويذكر لأغراض متعددة مثل التأكيد، كما في العبارة: (انتصرَ الجيشُ انتصاراً)، أو للتوضيح، كما في (سرْتُ سيراً حسناً)، أو لتحديد العدد، مثل: (دارَ زيدٌ حولَ الملعبِ دورتينِ).
ما الذي يمكن أن ينوب عن المفعول المطلق
يمكن أن يحل محل المفعول المطلق ما يدل عليه، ومن صور ذلك:
- استخدام الألفاظ (كل، بعض): بشرط أن تكون مضافة إلى المصدر، مثل: (أترددُ عليه بعضَ الترددِ)، (أُحبُّ العملَ كلَّ الحبِّ).
- مرادف المصدر: مثل (قمْتُ للعالمِ وقوفًا).
- ما يدل على عدد المصدر: مثل (قرأتُ الدرسَ قراءتينِ).
- آلة المصدر: مثل (سقيتُ الظامئ كوبًا).
- صفة المصدر: مثل (درسَ أفضلَ دراسةٍ).
- الضمير العائد على المصدر: مثل (أحبُّ العاملينَ حبًّا لا أُحبُّهُ أحدًا).
- الإشارة إلى المصدر: مثل (أكرمْتُهُ ذلكَ الإكرامَ).
- ما يدل على نوع المصدر: مثل (رجعَ القهقرى).
- أدوات الاستفهام والشرط (ما – أي) ومهما الشرطية إذا دلّت على الحدث: مثل (أيَّ دراسة تدرس؟)، (ما تزرع حقلك؟)، (مهما تطلبْ أطلبْ).
أمثلة على المفعول المطلق من الشعر
إليك بعض الأبيات الشعرية التي تحتوي على مفعول مطلق، مع توضيح كيفية إعرابه:
- قال أبو تمام:
طَلَعَت طُلوعَ الشَمسِ في طَرَفِ النَوى
وَالشَمسُ طالِعَةٌ بِطَرفِ حَسودِ
طلوعَ: مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
- قال المتنبي:
لا تَكثُرُ الأَمواتُ كَثرَةَ قِلَّةٍ
إِلّا إِذا شَقِيَت بِكَ الأَحياءُ
كثرةَ: مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
- قال المتنبي:
إنّي دَعَوْتُكَ للنّوائِبِ دَعْوَةً
لم يُدْعَ سامِعُهَا إلى أكْفَائِهِ
دعوةً: مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهرة على آخره.
- قال المتنبي:
تَمَلّكَهَا الآتي تَمَلُّكَ سَالِبٍ
وَفارَقَهَا المَاضِي فِراقَ سَليبِ
تملكَ: مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
- قال قيس بن الملوح:
وَقَد يَجمَعِ اللَهُ الشَتيتَينِ بعدما
يظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَلّا تَلاقِيا
كلَّ: نائب مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. (نابت “كل” عن المفعول المطلق لأنَّها أُضيفت إلى المصدر “الظن”).
- قال قطري بن الفجاءة:
فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً
فَما نَيلُ الخُلودِ بِمُستَطاعِ
فصبرًا: الفاء: حسب ما قبلها، صبرًا: مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره “اصبر”، منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهرة على آخره.
- قال ابن حمديس:
شجريةٍ ذهبيةٍ نزعتْ إلى
سحر يؤثّر في النهى تأثيرا
تأثيرًا: مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهرة على آخره.
- قال النمر بن تولب:
أَعِذني رَبِّ مِن حَصَرٍ وَعيٍ
وَمِن نَفسٍ أُعالِجُها عِلاجا
علاجًا: مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهرة على آخره.
- قال أبو تمام:
زُرتَ الخَليفَةَ زَورَةً مَيمونَةً
مَذكورَةً قَطَعَت رَجاءَ الحُسَّدِ
زورةً: نائب مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهرة على آخره. (دلَّ على العدد).
- قال جميل بثينة:
أَشَوقاً وَلَمَّا تَمضِ بي غير ليلةٍ
رُوَيدَ الهَوَى حَتّى لِغبِّ لياليا
أشوقًا: مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره “أشتاق”، منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهرة على آخره.
- قال أبو تمام:
ما في النُجومِ سِوى تَعِلَّةِ باطِلٍ
قَدُمَت وَأُسِّسَ إِفكُها تَأسيسا
تأسيسًا: مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهرة على آخره.
- قال أبو فراس الحمداني:
دَعِ العَبراتِ تَنهَمِرُ انهِمارا
وَنارَ الوَجدِ تَستَعِرُ استِعارا
انهمارًا، استعارًا: مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهرة على آخره.
- قال أبو تمام:
وَلَقَد وَفَدتَ إِلى الخَليفَةِ وَفدَةً
كانَت عَلى قَدَرٍ بِسَعدِ الأَسعُدِ
وفدةً: نائب مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهرة على آخره. (دلَّ على العدد).