العمل
يعتبر العمل من أسمى أشكال العبادة، وهو وسيلة لتحقيق كسب العيش والحفاظ على كرامة الإنسان من الحاجة إلى الآخرين. يسهم العمل في تشكيل هوية الفرد ويضمن له حياة كريمة، كما يعزز من ثقة العامل بنفسه. لذلك، يعتبر العمل ضرورة حيوية لا بد لكل فرد من الانخراط فيه بغرض تقديم الفائدة للمجتمع وللغير. وبسبب أهميته، نقدم لكم مجموعة من العبارات والأقوال حول العمل.
أقوال عن العمل
- لدي فلسفة بسيطة في الحياة: املا ما هو فارغ بالعمل، وأفرغ ما هو ممتلئ، وأحك المكان الذي يستحق الحك.
- قد يحقق الشاب الثراء من خلال العمل، بينما يظل المال فقراً والشرور حزناً إذا لم يُستثمر بشكل صحيح.
- إذا اجتهدت في العمل لثماني ساعات يومياً، يمكنك في يوم ما أن تصبح مديرًا وتعمل ساعة واحدة في اليوم.
- إذا احتاج الأمر إلى تسع ساعات لقطع شجرة، فسأحتسب ست ساعات لشحذ البلطة.
- عندما بدأت العمل، كنت أحلم باليوم الذي أتقاضى فيه راتباً يكفي احتياجاتي الحالية.
- التسويف هو فن التأخر عن إنجاز المهام.
- بدون ثقة، لن يُبنى فريق عمل أو شركة ناجحة.
- العمل هو العملاق، أما أنا فلا أعتبر نفسي عملاقاً.
- الأمل يتقد في قلوب الهواة، بينما ينطلق المحترفون للعمل.
- طول الراحة قد يؤدي إلى الكسل، وأي جهد زائد قد ينجم عنه الثورة.
- أحد مؤشرات قرب الانهيار العصبي هو الاعتقاد بأن العمل الذي نقوم به شديد الأهمية.
- رجال الأعمال يتسمون بالمخاطرة، حيث يفضلون الفشل الكبير على النجاح الضئيل.
- عندما تصبح المتعة عملنا اليومي، تتحول إلى واجب.
- لا تؤجل عمل اليوم حتى الغد، بل إلى ما بعد الغد، فهذا هو مبدأ الكسالى.
- نعلم ما يحدث لمن يقف في منتصف الطريق، حيث يتجاوزنا الآخرون.
- إذا لم تزرع، فلا تندم عندما ترى الآخرين يحصدون.
- قد يفشل الإنسان كثيراً، لكن لا يُعتبر فاشلاً إلا إذا بدأ في إلقاء اللوم على الغير.
- الفاصل بين الإبداع والجنون هو خط رفيع جداً، فلا تخف وقدم.
- التسريح ليس من لا يعمل، بل من يقوم بأعمال يمكن أن يؤديها بشكل أفضل.
- كما يُصدأ الحديد إذا تُرك دون استخدام، فإن الإهمال عن العمل يعطل العقل.
أبيات شعرية عن العمل
قصيدة سعي الفتى في عيشه عبادة
قصيدة “سعي الفتى في عيشه عبادة” للشاعر أحمد شوقي، المعروف بلقب أمير الشعراء، الذي وُلد في القاهرة وتوفي فيها. يتمتع شوقي بمكانة مرموقة في النهضة الأدبية والفنية والسياسية والاجتماعية في مصر.
سعي الفتى في عيشه عبادة
وقائدٌ يهديه للسعادة
لأن بالسعي يقوم الكون
والله للساعين نعم العون
فإن تشأ فهذه حكاية
تُعدّ في هذا المقام غاية
كانت بأرضٍ نملةٌ تنبالَه
لم تسل يوماً لذة البطالة
واشتُهِرَت في النمل بالتقشف
واتصَفَت بالزهد والتصوف
لكن يقوم الليل من يقتات
فالبطن لا تملؤه الصلاة
والنمل لا يسعى إليه الحبّ
ونملتي شقّ عليها الدأب
فخرجت إلى التماس القوت
وجعلت تطوف بالبيوت
تقول هل من نملهٍ تقية
تمنح القوت لذي الولية
لقد عييت بالطوى المبرح
ومنذ ليلتين لم أسبح
فصاحت الجارات يا للعار
لم تترك النملة للصراصير
متى رضينا مثل هذه الحال
متى مددنا الكف للسؤال
ونحن في عين الوجود أمه
ذات اشتباك بعلو الهمّة
نحمل ما يصبر الجمال
عن بعضه لو أنَّها نِمال
ألم يقل من قوله الصواب
ما عندنا لسائل جواب
فامضِ فإنّا يا عجوز الشوم
نرى كمال الزهد أن تصومي
قصيدة حالة حصار
قصيدة “حالة حصار” للشاعر محمود درويش، أحد أبرز الشعراء الفلسطينيين المعاصرين، الذي ارتبط اسمه بشعر الثورة والوطن المسلوب. يُعتبر درويش من أبرز المساهمين في تطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه.
هنا
عند مُنحدرات التلال،
أمام الغروب وفوهة الوقت،
قُرب بساتين مقطوعة الظل،
نفعل ما يفعل السجناء،
وما يفعل العاطلون عن العمل:
نربي الأمل.
بلادٌ على أُهبة الفجر. صرنا أقل ذكاءً،
لأننا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر:
لا ليل في ليلنا المتلألئ بالمدفعية.
أعداؤنا يسهرون وأعداؤنا يُشعلون لنا النور
في حلكة الأقبية.
هنا، بعد أشعار أيوب لم ننتظر أحداً…
هنا، لا “أنا”
هنا، يتذكر آدم صلصاله
سيمتد هذا الحصار إلى أن نعلّم أعداءنا
نماذج من شعرنا الجاهلي.
السماء رصاصية في الضحى
برتقالية في الليالي. وأما القلوب
فظلت حيادية مثل ورد السياج.
في الحصار، تكون الحياة هي الوقت
بين تذكر أولها
ونسيان آخرها…
الحياة.
الحياة بكاملها،
الحياة بنقصانها،
تستضيف نجوماً مجاورة
لا زمان لها…
وغيمها مهاجر
لا مكان لها.
والحياة هنا
تتساءل:
كيف نعيد إليها الحياة
يقول على حافة الموت:
لم يبق بي موطئ للخسارة:
حر أنا قرب حريتي
وغدي في يدي…
سوف أدخل عن قليل حياتي
وأولد حرّاً بلا أبوين،
وأختار لاسمي حروفاً من اللازورد…
هنا، عند مرتفعات الدخان، علي درج البيت
لا وقت للوقت
نفعل ما يفعل الصاعدون إلى الله:
ننسى الألم.
الألم
هو:
أن لا تعلق سيدة البيت حبل الغسيل
صباحاً، وأن تكتفي بنظافة هذا العلم.
لا صدى هوميري لشيء هنا.
فالأساطير تطرق أبوابنا حين نحتاجها.
لا صدى هوميري لشيء…
هنا جنرال ينقب عن دولة نائمة
تحت أنقاض طرودة القادمة
يقيس الجنود المسافة بين الوجود
وبين العدم
بمنظار دبابة…
نقيس المسافة ما بين أجسادنا
والقذائف بالحاسة السادسة.
أيها الواقفون على العتبات ادخلوا،
واشربوا معنا القهوة العربية
قد تشعرون بأنكم بشر مثلنا
أيها الواقفون على عتبات البيوت
اخرجوا من صباحاتنا،
نطمئن إلى أننا
بشر مثلكم!
نجد الوقت للتسلية:
نلعب النرد، أو نتصفح أخبارنا
في جرائد أمس الجريح،
ونقرأ زاوية الحظ: في عام
ألفين واثنين تبتسم الكاميرا
لمواليد برج الحصار.
كلما جاءني الأمس، قلت له:
ليس موعدنا اليوم، فلتبتعد
وتعال غداً!
قال لي كاتب ساخر:
لو عرفت النهاية، منذ البداية،
لم يبق لي عمل في اللغة
كل موت،
وإن كان منتظراً،
هو أول موت
فكيف أرى
قمراً
نائماً تحت كل حجر؟
أفكر من دون جدوى:
بماذا يفكر من هو مثلي، هناك
على قمة التل، منذ ثلاثة آلاف عام،
وفي هذه اللحظة العابرة؟
فتوجعني الخاطرة
وتنتعش الذاكرة.
شجر السرو، خلف الجنود، مآذن
تحمي السماء من الانحدار. وخلف سياج
الحديد جنود يبولون – تحت حراسة دبابة.
والنهار خريفي يكمل نزهته الذهبية
في شارع واسع كالكنيسة
بعد صلاة الأحد…
بلاد على أهبة الفجر،
لن نختلف على حصة الشهداء من الأرض،
ها هم سواسية
يفرشون لنا العشب
كي نأتلف!
نحب الحياة غداً
عندما يصل الغد سوف نحب الحياة
كما هي، عادية ماكرة
رمادية أو ملونة،
لا قيامة فيها ولا آخرة.
وإن كان لا بد من فرح
فليكن
خفيفاً على القلب والخاصرة!
فلا يلدغ المؤمن المتمرن
من فرح … مرتين!
(إلى قاتل): لو تأملت وجه الضحية
وفكرت، كنت تذكرت أمك في غرفة
الغاز، كنت تحررت من حكمة البندقية
وغيرت رأيك: ما هكذا تستعاد الهوية!
(إلى قاتل آخر): لو تركت الجنين
ثلاثين يوماً، إذن لغيرت الاحتمالات:
قد ينتهي الاحتلال ولا يتذكر ذاك
الرضيع زمان الحصار،
فيكبر طفلاً معافى، ويصبح شاباً
ويدرس في معهد واحد مع إحدى بناتك
تاريخ آسيا القديم
وقد يقعان معاً في شباك الغرام
وقد ينجبان ابنةً (وتكون يهودية بالولادة)
ماذا فعلت إذن؟
صارت ابنتك الآن أرملة
يقول لها: انتظريني على حافة الهاوية
تقول: تعال.. تعال! أنا الهاوية
السلام قطار يوحد سكانه العائدين
أو الذاهبين إلى نزهة في ضواحي الأبد
السلام هو الاعتراف، علانية، بالحقيقة:
ماذا صنعتم بطيف القتيل؟
السلام هو الانصراف إلى عمل في الحديقة:
ماذا سنزرع عما قليل؟
السلام هو الانتباه إلى الجاذبية في
مقلتي ثعلب تغويان الغريزة في امرأة خائفة
السلام هو الآه تسند مرتفعات
الموشح، في قلب جيتارة نازفة
السلام رثاء فتى ثقبت قلبه شامة
امرأة، لا رصاص ولا قنبلة
السلام غناء حياة هنا، في الحياة،
على وتر السنبلة
خواطر عن العمل
لم أصل إلى القمة دون العمل الشاق، فهذا هو السر. العمل الشاق قد لا يقودك دائماً إلى القمة، ولكنه بالتأكيد يقربك منها. فالصعوبات تعزز الفكر كما يعزز العمل والجهد الجسم.
ليس كل فاعل يُجازى على فعله، ولا كل قائل يجد صدى لكلامه، فكثير من الكلمات تمر فوق مسامعي كما يطن الذباب في يوم حار.
كل ما في الوجود يؤدي عملاً ويعمل لغرض معين ونظام أبدي. وكل شيء داخل الإنسان يعمل، من جسده إلى نفسه وعقله، وأي عضو يتكاسل قد يسبب الأذى للبقية، والحركة والعمل ضروريان لتحقيق الكفاءة والإنجاز.
رسائل عن العمل
الرسالة الأولى:
السعادة لا تأتي من السماء، بل هي مثل العمل الفني، يستلزم جهداً في صياغته وإنتاجه. والزواج أيضاً يمثل عملاً فنياً، يتضمن إمكانات سلبية وإيجابية لا يمكن فصلها.
الرسالة الثانية:
يعد العمل من الضروريات الأساسية التي يمارسها الإنسان في حياته اليومية، بدافع الحاجة أولاً، والدافع الفطري ثانياً. العمل يمد الإنسان بالعوامل اللازمة لتلبية احتياجاته وأداء نشاطاته بشكل فعال.
إن التقوى ليست مجرد شعائر دينية، بل هي علم وعمل، دين ودنيا، روح ومادة، تخطيط وتنظيم، وتنمية وإنتاج، وإتقان وإحسان.