يعتبر وادي زبيد من أبرز الأودية في العالم، ويبحث الكثيرون عن موقعه لما له من سمعة تاريخية ودينية؛ حيث دعا النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن تحل البركة في هذا الوادي.
تساهم هذه البركة في ازدهار الزراعة في المنطقة، لذا سيتناول هذا المقال موقع وادي زبيد وأهم المعلومات المرتبطة به.
معلومات عن وادي زبيد
دعونا نتعرف أكثر على وادي زبيد:
- يمتد وادي زبيد كسهول واسعة بين جبال شاهقة الارتفاع.
- يعمل كجسر يفصل بين السلسلة الجبلية الشرقية في محافظة الحديدة في اليمن وسهول تهامة.
- يعد وادي زبيد من السهول القريبة من جبال عالية تستقبل كميات كبيرة من الأمطار، مما يسهم في تدفق المياه نحو الوادي، محملة بالتراب.
- تتجمع مياه الأمطار في الوادي، مما يؤدي لتشكل بحيرات ومجاري مائية، مما يزيد من أهمية المنطقة.
- يتوزع في الوادي العديد من المحاصيل الزراعية والأشجار المتنوعة.
- دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة لسهل زبيد والأراضي المحيطة بها، وبالفعل تعتبر أرض زبيد من أكثر الأراضي بركة في اليمن.
موقع وادي زبيد
يوجد وادي زبيد في مدينة حديدة في شرق اليمن، حيث يشكل سهلًا يمتد بجوار الجبال القادرة على استيعاب كميات كبيرة من مياه الأمطار.
بفضل هذه الظروف، يشتهر الوادي بزراعة المحاصيل المختلفة مثل الفواكه والقطن والسمسم، كما تم تأسيس مدينة زبيد بجانبه، والتي تُعرف بزراعة محاصيل متنوعة.
موقع مدينة زبيد
تتواجد مدينة زبيد بين سهلين مباركين هما وادي زبيد ووادٍ مجاور، وتقع في جنوب محافظة الحديدة غرب اليمن، المطلة على البحر الأحمر.
تشتهر مدينة زبيد تاريخياً بلقب “مدينة العلماء” لوجود العديد من المدارس العلمية فيها، مما جعلها مركزًا هامًا للعلم في المنطقة.
في عام 1993، تم إدراج المدينة ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو نظرًا لما تمتاز به من عراقة معمارية وثقافية وتاريخية.
سكان مدينة زبيد
بلغ عدد سكان مدينة زبيد حوالي 155585 نسمة في عام 2004، يتوزعون على مساحة تبلغ 585 كيلومتر مربع. يعمل معظم السكان في المجال الزراعي بفضل وجود واديين مشهورين بالقرب منهما، وهما وادي رماع ووادي زبيد.
يعمل السكان في زراعة الفواكه، والقطن، والسمسم، والنخيل، ويوجد في المدينة مينائين قديمين وهما ميناء الفازة وميناء غلافقة على البحر الأحمر.
أهمية مدينة زبيد الثقافية والتاريخية
بعد أن استعرضنا موقع وادي زبيد والمدينة المجاورة له، لنسلط الضوء على الأهمية الثقافية والتاريخية لمدينة زبيد:
- تعتبر زبيد أول مدينة إسلامية في اليمن، أُسست على يد محمد بن زياد في القرن الثالث الهجري.
- استمرت المدينة لتكون مركزًا رئيسيًا للحكم للدويلات المتعاقبة مثل الدولة المهدية والنجاحية.
- كانت زبيد منارة علمية خلال العصور الرسولية والأيوبية والمملوكية والعثمانية.
- في البداية، كانت المدينة محاطة بسور بُنِي من الياجور، ثم تم هدمه وإعادة بنائه في العصر العثماني.
- تحتوي المدينة على خمسة أبواب تاريخية.
- تم بناء العديد من المدارس والمساجد، حيث تم تعليم الكيمياء والطب والفقه والجبر واللغة.
- لا تزال هناك أكثر من ستة وثمانين مدرسة علمية ومسجد تبرز خريجينها من العلماء والأدباء.
- ساهمت زبيد في إمداد المجتمع بالعديد من الشعراء مثل مرتضى الزبيدي، الذي اشتهر بتأليفه لمعجم “تاج العروس في جواهر القاموس”.
- احتضنت المدينة العالم المعروف “مجد الدين فيروز آباجي زهاء”، الذي أسهم في نشر العلوم، خصوصًا كتابه المعروف “القاموس المحيط”.
- وقد أشار ابن بطوطة في رحلاته إلى جمال المدينة وأخلاق أهلها.
البوابات التاريخية لمدينة زبيد
تحتوي المدينة على خمس بوابات تاريخية، تشمل:
- باب قرتب من الجنوب، وهو المدخل الرئيسي إلى وادي زبيد ويطل على قرية قرتب الشهيرة.
- باب شبارق من الشرق، يتم تسميته نسبةً إلى قرية شبارق الواقعة على الوادي.
- باب سهام من الشمال، يعتبر البوابة الرئيسية للمدينة ويقع بجواره وادي السهام.
- باب النخيل من الغرب، اسمه مشتق من أشجار النخيل في الوادي، وكان يُعرف قديمًا باسم باب غلافقة.
- باب النصر من الجنوب الشرقي، يطل على قلعة دار النصاري التي أنشئت في القرن التاسع الهجري.
الآثار العلمية في مدينة زبيد
توجد في منطقة زبيد آثار علمية لا تزال قائمة حتى اليوم، ومنها:
جامعة الأشاعر
شهدت منطقة زبيد تطورًا كبيرًا خلال العصور الإسلامية، حيث تم إنشاء جامعة الأشاعر التي أسسها محمد بن زياد ومحمد بن هارون التغلبي.
خرجت هذه الجامعة مجموعة من العلماء البارزين مثل أبو الفتوح بن محمد والحسن بن محمد عقامة.
تأثرت منطقة وادي زبيد بالعديد من الأحداث التاريخية التي مرت بها مثل الدولة النجاحية والزيادية والمهدية والرسولية.
الموانئ
كانت التجارة تلعب دورًا رئيسيًا في الاقتصاد عبر شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك اليمن. حيث تمكنت القبائل من السيطرة على مناطق ساحلية واسعة.
توجهت القوافل إلى اليمن خلال رحلات الشتاء والصيف نظرًا لمناخها الصيفي.
كانت اليمن بمثابة مستودع للبضائع الواردة، بفضل تنوع المنتجات الصناعية والزراعية.
اعتمدت التجارة على ميناء الفازة وميناء الخوخة، اللذان كانا مهمين لكافة الحكومات المتعاقبة في اليمن.
التراث العمراني
تأسست العديد من المدارس الإسلامية في مدينة زبيد، ما يعكس عدم التعصب لأي مذهب محدد، مما ساعد على تعزيز موقع المدينة كمركز علمي وفكري بارز ضمن العالم الإسلامي.