إلى والدي مع خالص حبي

عزيزي أبي، أود أن أشاطرك بعض مشاعري، عسى أن تعبر عن جزء من حبك العميق الذي يجتاح قلبي منذ طفولتي، حين كنت أمسك بيديك، وحتى نهاية العمر.

إلى أبي مع حبي

أوجه إليك، أبي، كل كلمات الاحترام والتقدير، التي تبقى قاصرة عن وصف إنسان يتمتع بأسمى وأرقى صفات الإنسانية.
أعتز دوماً بكوني ابنة لرجل يشهد له الجميع بالتقوى والعفاف، وسأظل أفتخر بك ما دمت حية.
أبي العزيز، أنت حبي الأول وفارسي الأوحد، فقد عشت مرفهة في كنفك، محاطة برعايتك دون أي قلق أو ملل.
لقد علمتني القيم النبيلة وسخاء المشاعر، وغرست في نفسي حبك وسقيته بكرمك، جزاك الله عني خيراً كثيراً.
يا أبي، كلمة واحدة منك تمتلئ بها قلبي حباً، يا نعمة من الله منحنا إياها، وعلينا شكرها بالليل والنهار.
لا أستطيع تخيل يوم واحد بدونك، ولا حياة في عالم يخلو من صوتك العذب، فلا يحرمنا الله رؤية وجهك، يا نور عيني ورجاء قلبي.

أفتقدك يا أبي، وأشتاق إلى أحاديث تجمعنا، فتزيدني هياماً وتضعفني، فتعيد ترتيب شتاتي الذي بعثرته الأيام بعد رحيلك.
سأظل وفية لذكراك يا أبي، مهما كادت الأيام قلبي، وسأحرص على أن تبقى دائماً فخوراً بي.
أنت، أيها الأب الغالي، ضوءٌ ينير عتمتي، وملجأٌ لي بعد الله، يقضي على وحدتي ويمحو عثرتي.
لا تنتهي صدمات الحياة بعدك، لكن نصائحك ستبقى تملأ مسامعي، ولن تغادر ذاكرتي حتى ألقاك مرة أخرى.
قد تبتعد جسدياً، لكن روحك لم تغب يوماً، بل تظل حاضرة في قلبي، تملاً أركانه بالشوق والحنين.
منذ رحيلك، لم تكتمل أفراحي، فكل سعادة تنقصها بركتك ودعواتك الطيبة.
لم تكن تقدم لي نصيحة أبداً سوى بأن كنت قدوة لي، لذا أفتقد اليوم الناصح والموجه الذي يقودني إلى الصراط المستقيم.
سأظل، أبي، أدعو الله أن يجازيك عن كل لحظة تضحية بذلتها من أجل راحة وسعادة لنا.

يعد الأب عموداً للأسرة وحصناً يمنح الأبناء الأمان أمام صعوبات الحياة.
لا يمكن أن تقوم الحياة بدون أركان متينة، فالأب هو أساس الأسرة الذي يروي حب الأبناء.
لقد أوصانا الله بضرورة الإحسان إلى الوالدين، فقال تعالى “وبالوالدين إحسانا”، فعليكم بر الوالدين لنيل رضا الرحمن.
نهانا الله عن التذمر أو التأفف أمام والديك، فقال “ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما”.
إذا كنا نبحث عن رضا الله، يجب علينا أن نعيد لأبوينا الجميل الذي لا يمكن أن نرد لهم الجميل مهما حاولنا.
أبعث لأبي بالحب والاحترام، وأرسل له دعوات صادقة، عسى الله أن يقبلها ويديم رضاه عليه.
بينما تجمع الأم في قلبها معاني الحنان، يقدم الأب القوة والأمان.

اسمح لي يا أبي، أن أهدي إليك الذهب فأنت الأغلى، وأقدم إليك الزهور فأنت الأكبر والأجمل.
أنت قدوتي، ومنارة طريقي، ومثالي في حياتي، فخورة بأني ابنتك.
لقد امتلكتَ مفاتيح قلبي، وما زلت ملاذي من همومي.
أنت الأعظم في حياتي، والصديق الأقرب، والبطل الذي أدعمه.
أنت خير زماني وأجمل آمالي، يا أبي، يا عذب الألحان، لك مني فخر هائل وتاج من الحب.
إذا سئلت عن أعطر العطور، سأذكر عطر كفك حين يحتضن يدي.
أعتذر لكل رجال العالم، فأنتم لن تبلغوا عظمة أبي، فهو نموذجٌ يحتذى به.
لم أجد كلمات أحنّ من تلك التي يوجهها الأب لأولاده، فاللهم احفظ آبائنا وأمهاتنا.

الأب هو الأول في كلمات المحبة ويستحق كل الشكر والامتنان، لأنه لم يدخر جهداً في سعادتنا.
الأب هو الأكثر صدقاً في مشاعره، يسعى دوماً لرفعة أبنائه دون أن يتضايق أو يحسد تقدمهم.
أقدم لأبي رسائل مختصرة تعبر عن إعجابي وامتناني له.

إذا أراد شخص معرفة المعنى الحقيقي للحب، فليلق نظرة على حب البنت لوالدها، فهو حب نقي خالٍ من المصالح.
أنت النور الذي يضيء لي ليالي العتمة، والحب الذي أعيش من خلاله، والأمان الذي يحيطني.
أنت الهدية الربانية التي رزقني الله بها، وأنت من أغلى النعم.
لقد امتلكت كل صفات الجمال وأنت في قلبي، وستبقى أعظم أب في تاريخ حياتي.