تُعتبر حقوق الزوجة على زوجها في الشريعة الإسلامية من المواضيع الأساسية التي لا ينبغي لأي مسلم تجاهلها. وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة لهذا الموضوع، يفتقر العديد من الرجال المسلمين إلى المعرفة الكافية حوله، حيث قد يكونون على دراية أجزاء بسيطة منه دون فهم شامل. ولذا، سنقدم لكم رؤية شاملة حول حقوق الزوجة في السطور الآتية عبر موقعنا.
حقوق الزوجة على زوجها في الشريعة الإسلامية
لقد أنزل الله تعالى الدين الإسلامي كمنهج حياة ودستور يُرَشِدنا في جميع مجالات حياتنا. ومن الجوانب البارزة في هذا الدين هي حقوق الزوجة على زوجها. إذ أن الله سبحانه وتعالى كرم المرأة ورفع من شأنها، حيث أنزل سورة خاصة بها في القرآن الكريم تُدعى سورة النساء. كما أوصانا النبي – صلى الله عليه وسلم – بالنساء في العديد من المواقف، ومن أبرز تلك الوصايا عندما أوصى بالنساء قبل وفاته وهو في سكرات الموت، حيث كان يُوصي بالصلاة وما ملكت أيماننا أي الزوجات.
لقد شرع الله تعالى مجموعة من الحقوق التي يتمتع بها المرأة تجاه زوجها، حيث سيحاسبه الله عنها يوم القيامة. وسنتعرف فيما يلي على تلك الحقوق المهمة.
1- الحقوق المالية للزوجة
تُعتبر الحقوق المالية للزوجة على زوجها من أولى الحقوق التي يجب ذكرها. وتنقسم هذه الحقوق إلى نوعين: حقوق مالية متجددة وحقوق مالية غير متجددة، وفيما يلي سنوضح الفرق بينهما:
- الحقوق المالية المتجددة: وتشير إلى الالتزامات المالية التي يلتزم بها الزوج تجاه زوجته طوال فترة العلاقة الزوجية، ومنها حقها في النفقة على الطعام والشراب والسكن والملبس الذي يحفظ كرامتها ويجعلها في مأمن من برد الشتاء وحرارة الصيف.
- الحقوق المالية غير المتجددة: تعني الحقوق التي تُعطى للزوجة مرة واحدة فقط في حياتها، مثل حقها في المهر. كما ورد في قول الله تعالى في الآية الرابعة من سورة النساء: “وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً”.
2- حقوق الزوجة النفسية
إلى جانب الحقوق المالية، هناك حقوق نفسية أخرى من حق الزوجة على زوجها، والتي تشمل:
- حسن المعاشرة: يُعنى بذلك المعاملة الحسنة، حيث يجب على الزوج أن يُكرم زوجته ويصبر عليها في حال حدوث أي تصرف قد يسبب له الغضب. قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة النساء، الآية التاسعة عشر: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيراً”.
- إقامة العلاقة الحميمية: من ضمن أهداف الزواج وحقوق الزوجة أن يلبي الزوج احتياجاتها العاطفية والجسدية، مما يحقق العفة لكليهما. إذ إن إرضاء الشهوة بنية طيبة يعتبر عبادة، كما رُوي عن أبي ذر الغفاري – رضي الله عنه – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: “وفي بُضع أحدكم صَدقَةٌ…” (حديث صحيح).
- إمتاع الزوجة بما أحل الله: بمعنى أن يقوم الزوج بإشباع رغبات زوجته ضمن ما أذن به الشرع، وأن يتجنب الأفعال المحرمة مثل المعاشرة أثناء الحيض أو من الدبر.
هل من حق الزوجة على الزوج إعانتها على الطاعة؟
بالتأكيد، يُعتبر من حقوق الزوجة على زوجها أن يقدم لها الدعم في طاعة الله واتباع أوامره والابتعاد عن النواهي.
تمتلك حقوق الزوجة على زوجها في الشريعة الإسلامية أهمية كبيرة ويجب تسليط الضوء عليها نظرًا لقيمتها. نأمل أن يكون هذا المقال قد قدم معلومات مفيدة وملائمة للقراء.