سكان دولة الفاتيكان
تُعتبر الفاتيكان من أقل الدول سكانًا في العالم، حيث يبلغ عدد سكانها 839 نسمة وفقًا لإحصاءات عام 2017. وعلى الرغم من هذا العدد المحدود، إلا أنها تحتل المرتبة السادسة عالميًا من حيث الكثافة السكانية، وذلك بسبب مساحتها الصغيرة التي لا تتجاوز 0.44 كيلومتر مربع. بالإضافة إلى القاطنين داخل أسوار الفاتيكان، هناك العديد من المواطنين الذين يعملون في السفارات التابعة لها في مختلف أنحاء العالم. يشكل رجال الدين الكاثوليك، الذين ينتمون في الغالب إلى أصول إيطالية، الأغلبية العظمى من سكان الفاتيكان، حيث يمثلون نحو 82% من سكانها. كما تضم الفاتيكان أيضًا الحرس البابوي، الذي يشكل حوالي 18% من إجمالي السكان ويتكون بالكامل من مواطنين سويسريين. وبرغم عدد السكان المحدود، فإن هناك عددًا من الموظفين الذين يعملون في الفاتيكان دون أن يحملوا جنسيتها، ويعيشون في إيطاليا المحيطة بها.
تاريخ الفاتيكان
تاريخ الفاتيكان يعود إلى العصور الأولى للإمبراطورية الرومانية، حينما كانت هذه المنطقة تضم المباني الإدارية والقصور. عقب الحريق الكبير الذي اندلع في روما عام 64 قبل الميلاد، والذي دمر أجزاء كبيرة من المدينة، اتهم الإمبراطور نيرون المسيحيين بالتسبب فيه، وهو ما أفضى إلى إعدام القديس بطرس والعديد من المسيحيين الآخرين، ودُفنوا في موقع الفاتيكان الحالي. في عام 313 ميلادي، اعتنق الإمبراطور قسطنطين الأول المسيحية، وأمر ببناء كنيسة فوق قبر القديس بطرس، مما ساهم في تحويل المدينة إلى مركز روحاني مزدحم بالحجاج المسيحيين وأدى إلى ازدهارها التجاري.
وتعاقبت على الفاتيكان مجموعة من الباباوات الذين قاموا بتشييد العديد من المعالم المعمارية التي ساهمت في تشكيل الفاتيكان كما نعرفها اليوم، بدءًا من السور المحيط بالمدينة لحمايتها، مرورًا بالقصر الرسولي، ومكتبة الفاتيكان الكبيرة، وكنيسة سيستين الشهيرة التي تزين جدرانها لوحات أبرز فناني عصر النهضة الإيطالية، بالإضافة إلى السقف الرائع الذي رسمه الفنان مايكل أنجلو.
جغرافيا الفاتيكان
تأسست دولة الفاتيكان الحديثة داخل الأراضي الإيطالية وفقًا لمعاهدة لاتيران، وتتموضع على الضفة الشرقية لنهر التيبر في منطقة مرتفعة نسبيًا. تبلغ مساحتها 0.44 كيلومترًا مربعًا، ما يعادل حوالي مائة فدان. تحيط معظم حدودها بالأسوار، وتوجد خمسة مداخل رئيسية تُحرس من قبل الحرس البابوي وقوات الدرك التابعة للفاتيكان. نظرًا للمساحة الصغيرة، تنتشر العديد من المكاتب والمقرات الإدارية التابعة للدولة في مدينة روما، وتستفيد هذه المباني من الحصانة باعتبارها بعثات دبلوماسية تحميها القوانين الدولية.