واصل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- دعوته للإسلام وتبليغ رسالته، رغم التحديات التي واجهته من قريش. وقد استغل مواسم الحج لتوسيع دعوته، حيث كان يدعو الناس للإيمان ورفض عبادة الأصنام. في هذا المقال، سنتناول الفرق بين البيعة الأولى والثانية.
البيعة الأولى والثانية: التعريف والفرق
استمر النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته، حيث كان يلتقي بالقبائل العربية خلال موسم الحج لتعريفهم بالإسلام. سنعرض فيما يلي ما حدث في البيعتين الأولى والثانية:
1- البيعة الأولى
عُقدت البيعة الأولى في السنة الثانية عشر من البعثة خلال موسم الحج في مكة، حيث التقى النبي بأحد عشر رجلاً من أهل يثرب، بينهم اثنان من البرزخ واثنان من الأوس. تحدث النبي معهم عن الإسلام وقرأ لهم آيات من القرآن، مما أثر فيهم، وعند عودتهم إلى المدينة أخبروا قومهم بما شهدوه، فأسلم العديد منهم.
بنود البيعة الأولى
اشتملت البيعة الأولى على عدد من البنود التي تم الاتفاق عليها، ومنها:
- عدم الشرك بالله.
- عدم قتل الأولاد أو ارتكاب البهتان.
- عدم عصيان الله أبداً.
- عدم السرقة أو الزنى.
الصحابة المشاركون في البيعة الأولى
شارك العديد من الصحابة في البيعة الأولى، ومن أبرزهم:
- أسعد بن زرارة الخزرجي.
- عوف بن الحارث الخزرجي.
- رافع بن مالك الخزرجي.
- ذكوان بن عبد القيس الخزرجي.
- قطبة بن عامر الخزرجي.
- عقبة بن عامر الخزرجي.
- معاذ بن الحارث الخزرجي.
- عبادة بن الصامت الخزرجي.
- يزيد بن ثعلبة الخزرجي.
- أبو الهيثم بن التيهان الأوسي.
- عويم بن ساعدة الأوسي.
- العباس بن عبادة الخزرجي.
نتائج البيعة الأولى
أسفرت البيعة الأولى عن نتائج هامة في بناء المجتمع الإسلامي، وأبرزها:
- انتشار الإسلام: انضم أهل يثرب إلى الدين الإسلامي بعد أن وجدوا فيه السهولة والراحة، كونه دين الخلاص في الدنيا والآخرة.
- تعليم الدين: أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير رضي الله عنه لتعليم أهل يثرب تعاليم الدين الإسلامي.
- تمهيد الطريق لبناء الدولة الإسلامية.
- تخفيف الفتن بين قبيلتي الأوس والخزرج.
2- البيعة الثانية
تُعرف البيعة الثانية أيضًا ببيعة الجهاد، وعُقدت في السنة الثالثة عشر من البعثة، حيث استمر النبي صلى الله عليه وسلم في جهوده لنشر الدعوة، وسط تعرضه للأذى من المشركين. التقى النبي بوفد جديد من المدينة خلال موسم الحج، وقد بلغ عددهم 75 شخصًا، من بينهم 73 رجلًا وامرأتان، حيث أرادوا مبايعة النبي في العقبة، وسميت هذه البيعة بالبيعة الثانية.
بنود البيعة الثانية
تضمنت البيعة الثانية عدة بنود، أبرزها:
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- السمع والطاعة في جميع الأحوال.
- الجهاد في سبيل الله والإيمان بكلمة الحق.
- الإنفاق في كل من اليسر والعسر.
- الدفاع عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما يدافعون عن أنفسهم وأقاربهم.
أسماء نقباء البيعة الثانية
اختار النبي 12 نقيبًا ليخرجوا مع الوفد، ومن بينهم:
- أسعد بن زرارة.
- البراء بن معرور.
- عبد الله بن عمرو بن حرام.
- المنذر بن عمرو.
- سعد بن عبادة.
- رافع بن مالك.
- عبد الله بن رواحة.
- عبادة بن الصامت.
- سعد بن الربيع.
- أسيد بن حضير.
- سعد بن خيثمة.
- أبو الهيثم بن التيهان.
نتائج البيعة الثانية
أسفرت البيعة الثانية عن العديد من النتائج المهمة، منها:
- مبايعة النبي على الطاعة والالتزام في جميع الظروف.
- الإنفاق في الظروف الاقتصادية المختلفة.
- التأكيد على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- الشجاعة في قول الحق والجهاد دون خوف.
- نصرة النبي وتقديمه على النفس والأحباء.
ختامًا، تناولنا في هذا المقال البيعة الأولى والثانية، والفرق بينهما، بالإضافة إلى ذكر الصحابة الذين شاركوا في تلك البيعتين والنتائج المترتبة عليهما.