الأطعمة المفيدة لقرحة المعدة
لا يوجد نظام غذائي محدد للأشخاص الذين يعانون من القرح الهضمية، ولكن من المستحسن اتباع نظام غذائي بسيط (Bland diet) الذي يتكون من أطعمة خفيفة ومنخفضة الألياف، والمطبوخة بدلاً من النيئة، وغير المتبلة. غالبًا ما يتبع هذا النظام الأشخاص الذين انشغلت صحتهم نتيجة قرحة المعدة، أو بعد عمليات جراحية للمعدة، أو أي مشكلات هضمية أخرى. من المهم أيضًا تجنب الأطعمة الحارة والدهنية، لأن بعضها قد يؤدي إلى تفاقم أعراض القرحة. يُنصَح أيضًا بتسجيل الأطعمة المتناولة والأعراض المصاحبة لتجنب تناول الأطعمة التي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض. فيما يلي بعض الأطعمة التي قد تساهم في تخفيف قرحة المعدة:
- الفواكه: الفواكه الطازجة أو المجمدة تحتوي على ألياف مفيدة ومضادات أكسدة. يُعتبر التوت، والتفاح، والعنب، والرمان من أفضل الفواكه التي تحتوي على البوليفينول، مما يسهم في تحسين حالات قرحة المعدة. ينبغي تجنب الفواكه الحمضية وعصائرها مثل البرتقال والجريب فروت، لما قد تثيره من ارتجاع للمريء.
- الخضار: تعتبر الخضار الورقية، والخضروات ذات الألوان الحمراء والبرتقالية، وكذلك النباتات من الفصيلة الصليبية؛ مثل القرنبيط واللفت، مصادر غنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة. من المستحسن تجنب الفلفل الحار والطماطم والمنتجات التي تحتوي عليها إذا كانت تتسبب في ارتجاع المريء، وينصح بتقليل كمية الخضراوات النيئة بسبب صعوبة هضمها.
- الأطعمة الغنية بالألياف: إلى جانب الفواكه والخضار، تعتبر الحبوب مثل الشوفان من الأطعمة الهامة للقرحة، إذ يمكنها تقليل كمية الحمض في المعدة والتخفيف من الانتفاخ والألم، مما يساعد في الحد من القرحة.
- الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك: الأطعمة مثل الزبادي والمخللات تحتوي على بكتيريا مفيدة تُعرف بالبروبيوتيك، والتي قد تساهم في تقليل عدوى البكتيريا الملوية البوابية وتحسين فعالية العلاجات المختلفة لقرحة المعدة.
- الأطعمة الغنية بفيتامين ج: يُعتبر فيتامين ج من مضادات الأكسدة القوية التي قد تساعد في تقليل نشاط البكتيريا الملوية البوابية، لا سيما عند تناوله بجرعات صغيرة على مدى فترة طويلة. تُعتبر البقوليات وبعض أنواع الخضار والفواكه غنية بهذا الفيتامين، مع ضرورة تجنب الأنواع الحمضية في حال تسببت في تفاقم الأعراض.
لقراءة المزيد عن مصادر فيتامين ج، يمكنك قراءة مقال “أين يوجد فيتامين ج”.
- الأطعمة الغنية بالزنك: الزنك مهم للحفاظ على نظام المناعة وشفاء الجروح، ويتوفر في العديد من الأطعمة مثل السبانخ ولحم البقر.
- الأطعمة الغنية بالسيلينيوم: قد يساعد السيلينيوم في تقليل مخاطر المضاعفات الناتجة عن العدوى، ويُعزز من عملية الشفاء. الأطعمة مثل المكسرات والأسماك كالتونا وسمك الهلبوت تحتوي على نسبة مرتفعة من السيلينيوم.
- العسل: غني بمضادات الأكسدة ويرتبط بالعديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك تعزيز صحة العيون وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب. يُعتقد أن خصائص العسل المضادة للبكتيريا قد تساعد في مكافحة البكتيريا الملوية البوابية، ووفقًا لدراسة منشورة في مجلة Life Science في عام 2016، أظهرت أن العسل يقلل من خطر الإصابة بالقرحة ويعزز الشفاء، ولكن هناك حاجة لدراسات إضافية على البشر.
للاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد العسل، قم بقراءة مقال “ما هي فوائد العسل”.
- الثوم: أشارت دراسة منشورة في مجلة Nutrition لعام 2016 إلى أن مستخلصات الثوم المعتق قد تساعد في تحسين حالة أنسجة المعدة المتضررة وتقليل خطر الإصابة بقرحة المعدة. إلا أن المزيد من الدراسات لا تزال ضرورية.
للاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد الثوم، يمكنك قراءة مقال “ما هي فوائد الثوم”.
- عرق السوس: يُعد عرق السوس أحد التوابل المتواجدة في آسيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، وقد يكون له تأثيرات إيجابية في تقليل خطر الإصابة بالقرحة. يُعتقد أنه يحفز المعدة والأمعاء على إنتاج المزيد من المخاط، مما يساعد في حماية بطانة المعدة. ومع ذلك، أظهرت دراسة أشيرت إليها مجلة Gut أن تناول مكملات عرق السوس لمدة أربعة أسابيع لم يُظهر تحسنًا ملموسًا في حالات قرحة المعدة لدى المرضى. يجب التنبيه إلى عدم الخلط بين جذر عرق السوس المجفف والحلويات المنكهة به، حيث أن الحلويات تحتوي غالبًا على نسبة عالية من السكر.
للاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد عرق السوس، يمكنك قراءة مقال “فوائد عرق السوس ومضاره”.
- الكركم: يُعتبر الكركومين، المكون النشط في الكركم، له خصائص طبية متعددة مثل تعزيز صحة الأوعية الدموية وتقليل الالتهاب وخطر الإصابة بأمراض القلب. قد تساهم الدراسات الحديثة في إثبات خصائصه المضادة للقرحة، بما في ذلك تقليل الأضرار الناتجة عن عدوى البكتيريا الملوية البوابية. وأظهرت دراسة منشورة في مجلة The Southeast Asian Journal of Tropical Medicine and Public Health عام 2001 أن إعطاء 25 مشاركًا 600 مليغرام من الكركم في كبسولات خمس مرات يوميًا أدى إلى اختفاء القرحة عن 48% من المشاركين بعد أربعة أسابيع، بينما انخفضت النسبة إلى 76% بعد 12 أسبوعًا.
للاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد الكركم، يمكنك قراءة مقال “فوائد وأضرار الكركم”.
- المستكة: أظهرت دراسة مُنشورة في مجلة Phytomedicine عام 2010 أن صمغ المستكة لديه نشاط ضد البكتيريا الملوية البوابية. يجب التنويه إلى أن المستكة ليست بديلًا عن العلاج الأساسي لقرحة المعدة، لكن يمكن أن تساهم في تحسين حالة المرضى، ويتطلب الأمر مزيدًا من الدراسات للتحقق من فوائدها.
للاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد المستكة، يمكنك قراءة مقال “فوائد المستكة”.
- الألوفيرا: دراسة نُشرت في مجلة African Journal of Pharmacy and Pharmacology عام 2011 أظهرت أن نبات الألوفيرا يمتلك نشاطًا مضادًا للقرحة، لكن الدراسات كانت على حيوانات، مما يستدعي إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة تأثيره على البشر.
للاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد الألوفيرا، يمكنك قراءة مقال “فوائد الألوفيرا”.
- البابونج: أشارت مراجعة أجرتها مجلة International Journal of Pharmaceutical Sciences and Drug Research عام 2012 إلى أن مستخلصات البابونج قد تمتلك خصائص مضادة للقرحة، حيث تسهم في تقليل زمن الشفاء، غير أنه لا توجد دراسات كافية توضح تأثيرها على البشر.
للاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد البابونج، يمكنك قراءة مقال “فوائد مغلي البابونج”.
الأطعمة التي تزيد من قرحة المعدة
هناك العديد من الأطعمة التي تساهم في زيادة أعراض القرحة، ومن أبرزها:
- الأطعمة الدهنية، حيث تحتاج إلى وقت أطول للهضم، مما قد يتسبب في ألم البطن والانتفاخ.
- الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- الحليب أو الكريمة.
- اللحوم الدهنية.
- الأطعمة المقلية.
- الأطعمة المالحة.
- الصلصات الجاهزة عالية الدهون.
- الفواكه الحمضية وعصائرها.
- منتجات الطماطم.
- الشوكولاتة.
نصائح لتخفيف قرحة المعدة
يمكن أن تساهم تحسينات نمط الحياة في تخفيف الأعراض، مثل:
- فقدان الوزن لذوي الوزن الزائد أو السمنة.
- تجنب الأطعمة المحفزة، مثل القهوة، والشوكولاتة، والطماطم، والأطعمة الدهنية والحارة التي تم ذكرها سابقًا.
- تناول وجبات أصغر، ويفضل تناول آخر وجبة قبل 3-4 ساعات من النوم.
- تحسين إدارة التوتر.
- الإقلاع عن التدخين، حيث أن التدخين يمكن أن يؤخر شفاء القرحة، ويرتبط بعودة القرحة بعد العلاج.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم، حيث أن النوم الجيد يدعم المناعة ويقلل من التوتر، ومن المستحسن تجنب تناول الطعام قبل فترة قصيرة من النوم.
نظرة عامة حول قرحة المعدة
تُعرف قرحة المعدة على أنها نوع من القرح الهضمية (Peptic ulcer)، وتظهر كتقرحات مفتوحة عند تلف بطانة المعدة. العرض الرئيسي لها هو الشعور بألم في الجزء العلوي من البطن، وقد تشمل الأعراض الأخرى الانتفاخ، والرغبة في التقيؤ، وقد يحدث القيء، والشعور بالغثيان، والامتلاء بعد تناول الطعام، بالإضافة لأعراض أخرى.
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور قرحة المعدة، مثل اختلال التوازن بين أحماض المعدة وإنزيم البيبسين (Pepsin). قد تتسبب بكتيريا الملوية البوابية (Helicobacter pylori)، المعروفة أيضًا بجرثومة المعدة، في حدوث التقرحات. كما يمكن أن تحدث نتيجة تناول بعض الأدوية مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (Nonsteroidal anti-inflammatory drugs)، أو بسبب عادات مثل التدخين والتوتر.