اللغة العربية تمثل الفكر الذي منحه الله سبحانه وتعالى للقرآن الكريم، فهي لغة البلاغة والفصاحة التي يعتز بها الكثيرون. لهذا السبب، يتساءل العديد من محبي اللغة العربية عن مفهوم الأجناس الأدبية فيها. ومن خلال موقعنا، نقدم لكم لمحة عن معنى “الأجناس” وبعض الأنواع الأدبية مع توضيح أركان الأدب.
ما معنى الأجناس الأدبية؟
مصطلح “الأجناس” يشير إلى تصنيف الإبداعات الأدبية وفق مجموعة من المعايير التي تشمل المحتوى والأسلوب. يمكن تقسيم الأجناس الأدبية إلى خمس مجموعات رئيسية، حيث تتضمن كل مجموعة مجموعة من الأنواع. ويعني مفهوم الأجناس الأدبية الأعمال الأدبية التي تخرج في شكل معين.
في العصور القديمة، كان العرب يمارسون الأدب عبر الشعر والنثر، حيث لم يكن هذا الأمر غريبًا عليهم بل كان بالفطرة، إذ استخدموا الشعر لتوثيق الأحداث والتاريخ. كانوا يحرصون على تعليم أبنائهم الشعر وحفظهم لأبيات منه لتعليم الأخلاق، نظرًا للمكانة الكبيرة التي كان يحظى بها الشاعر في المجتمع العربي.
من بين أشهر الأجناس الأدبية في اللغة العربية، نجد:
- الشعر الذي يمتلك أغراضًا متعددة كالهجاء والمديح والرثاء.
- النثر، الذي يتضمن أشكالًا عدة مثل: المسرحية والرواية والحكاية والقصة القصيرة.
أركان الأدب
يستند الأدب إلى مجموعة من الأركان الأساسية التي تعد العمود الفقري للأدب في جميع الثقافات حول العالم، وهي كالتالي:
- الإنشاء: قدرة فطرية لا يمكن اكتسابها، ولا تخضع لقواعد محددة.
- التذوق: صفة يمكن اكتسابها من خلال التعمق في فهم معاني الكلمات.
- النقد: يتطلب معرفة واسعة في مسائل الشعر، ويتميز بالصبغة العلمية.
ويعتمد التذوق والنقد على معايير قد تختلف من شخص لآخر، ويمكن تنميتهما من خلال القراءة المستمرة للأدب. تعتبر هذه الجوانب غير محددة بالعلمية البحتة، إذ تعتمد بشكل كبير على العقل والمعرفة والثقافة.
وظيفة الأجناس الأدبية
كان العرب في الماضي أكثر اهتمامًا بالأدب، حيث تميزوا في كتابة الشعر والنثر. وكان الشعراء يحظون بمكانة رفيعة، إذ كان الشاعر يمثل لسان قبيلته بفضل فصاحته وقدرته على الإلقاء.
وفي السياق الفلسفي، يرى أفلاطون أن الأعمال الأدبية تفتقر إلى الصدق، إذ تعتبر تقليدًا لا يعكس الواقع. بينما يرى أرسطو أن الأدب فن يقوم على الإبداع والابتكار.
فئات الأجناس الأدبية
تتعدد الأجناس الأدبية في مختلف الثقافات، وتتطور مع مرور الزمن. إليكم بعض أنواع الأجناس الأدبية:
- الدراما: نصوص تُقدّم على المسرح، حيث يعتبرها الكثيرون نوعًا من المسرحية.
- القصة القصيرة: عمل أدبي يتضمن زمانًا ومكانًا وشخصيات، ويحتاج إلى أحداث مثيرة.
- الرواية: أحداث طويلة تعتمد على تتابع الأحداث، وقد تتناول تجارب بشرية متعددة. هناك أنواع عديدة من الروايات كالرواية الرومانسية والدرامية والاجتماعية والسياسية والتاريخية، وفي بعض الأحيان ترتقي الرواية لتُعرض كمسرحية.
- النثر: يُعتبر نوعًا أساسيًا في الأدب العربي، وهو أي كتابة غير شعرية تشمل المقالات والخطابات القصص الحقيقية، ويتم كتابته في شكل فقرات.
- الشعر: يعتبر أهم أنواع الأدب العربى قديمًا، وهو نص يُلقى شفهيًا. ويصف ابن خلدون الشعر بأنه كلام موزون يتكون من أجزاء متساوية، تُسمى فقرات، ويعكس شكلًا فنيًا مهمًا.
- الأدب الواقعي: يعتمد على أحداث ووقائع حقيقية أو أبحاث علمية، وغالبًا ما يُعرض من خلال القصص.
- القصص الشعبية: نوع من الأدب الشفهي يتم تمريرها عبر الأجيال، وتهدف إلى تقديم حكمة أو عبرة.
يشغل الأدب مكانة بارزة لدى عشاقه، وخاصة من يمتازون بقدرة الإنشاء والتذوق، إذ يرون أن الأدب هو فن لا يمكن لأي شكل آخر من الفن الاستغناء عنه. يشمل الأدب وظيفتين أساسيتين في عصرنا الحالي: المتعة والفائدة، حيث أن التحليل الأدبي وإلقاءه يساهمان في رفع مستوى الوعي والتهذيب.