حديث العشرة المبشّرين بالجنة
روى سعيد بن زيد -رضي الله عنه- قائلاً: أشهد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (عشرة في الجنة؛ النبي في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وإذا شئتم لأسمّيت العاشر. فقالوا: من هو؟ فسكت، ثم قالوا: من هو؟ فقال: هو سعيد بن زيد).
ألقاب الصحابة المبشّرين بالجنة
الصّدّيق
هو أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة -رضي الله عنه-، واسم أبي قحافة هو عثمان بن عامر التيمي القرشي. يُقال إن لقبه “عتيق” لأن وجهه كان جميلاً، بينما اللقب المعروف به هو “الصّدّيق” لمبادرته في تصديق النبي -صلى الله عليه وسلم- في حادثة الإسراء والمعراج. وُلِد بمكة قبل 51 عاماً من الهجرة وتوفي في المدينة عام 13 هجرية.
الفاروق
هو أبو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي -رضي الله عنه-، وكان أول من أُطلق عليه لقب “أمير المؤمنين”. اعتنق الإسلام قبل الهجرة بخمس سنوات واستشهد عام 23 هجرية. اشتهر بلقب “الفاروق” نظراً لعدله بين الرعية خلال فترة حكمه.
ذو النورين
هو أبو عمرو عثمان بن عفان بن أبي العاص القرشي -رضي الله عنه-، الذي لُقب بـ “ذي النورين” لزواجه من ابنتين من بنات النبي -صلى الله عليه وسلم-. بعد وفاة زوجته رقية، تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أختها أم كلثوم -رضي الله عنهما-. وُلِد في السنة السادسة من عام الفيل واستشهد عام 35 هجرية.
أبو تراب
هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب -رضي الله عنه-، ابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم-. لقّبه النبي -صلى الله عليه وسلم- بـ “أبو تراب” لأنه نام على الأرض وأصاب التراب خدّه. استشهد عام 40 هجرية.
الفياض
هو أبو محمد طلحة بن عبيد الله التيمي القرشي -رضي الله عنه-، ولقّبه النبي -صلى الله عليه وسلم- بـ “طلحة الخير” و”طلحة الجود” و”طلحة الفياض” لكرمه في الإنفاق في سبيل الله -تعالى-. استشهد عام 36 هجرية.
الحواري
هو أبو عبد الله الزبير بن العوام بن قصي -رضي الله عنه-، وقد أطلق عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- لقب “حواري رسول الله”، أي صديقه الوفي. استشهد عام 36 هجرية.
مجاب الدعوة
هو أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص مالك الزهري -رضي الله عنه-، ويعتبر أول من رمى بسهم في سبيل الله. أطلق عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- لقب “مجاب الدعوة”، وهو آخر من حصل على بشارة الجنة من بين هؤلاء العشرة. توفي عام 55 هجرية.
مجاب الدعوة
هو أبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي -رضي الله عنه-، وهو ابن عم عمر بن الخطاب وزوج أخته فاطمة. لُقِّب بمجاب الدعوة بسبب استجابة الله لدعواته ضد من ظلموه، وتوفي عام 50 أو 51 هجرية.
الصادق البارّ
هو أبو محمد عبد الرحمن بن عوف بن عبد الحارث القرشي، وكان من أغنياء المسلمين وذا تصدق كثير. حرص على خدمة أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- والنفقة عليهن، مما أكسبه لقب “الصادق البار”. وقد ورد هذا في حديث أم سلمة -رضي الله عنها-، حيث قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لأزواجه: (إن الذي يحنو عليكن بعدي لهو الصادق البار، اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة). وُلِد بعد عام الفيل بعشر سنوات وتوفي عام 31 هجرية.
أمين هذه الأمة
هو أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح -رضي الله عنه-، وقد أطلق عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- لقب “أمين الأمة”. توفي عام 18 هجرية، وثبت هذا اللقب من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-.
هل المبشّرين بالجنة من الصحابة محصورون في عشرة فقط؟
بشّر النبي -صلى الله عليه وسلم- عددًا كبيرًا من الصحابة بالجنة في مواقف مختلفة، مثل الذين شاركوا في غزوة بدر وأصحاب بيعة الرضوان، لذا فهم ليسوا محصورين بالعشرة المعروفين. ومن المحتمل أن شهرتهم جاءت نتيجة تبشير النبي -صلى الله عليه وسلم- لهؤلاء العشرة بالجنة في حديث واحد.