وفاة الجنين
تُعتبر وفاة الجنين بعد الأسبوع العشرين من الحمل حالة طبية تُعرف بالإملاص (بالإنجليزية: Stillbirth). ويتفاوت الإملاص عن الإجهاض (بالإنجليزية: Miscarriage) كون الإجهاض يُشير إلى فقدان الحمل قبل الأسبوع العشرين. يتم تصنيف الإملاص إلى ثلاثة فئات رئيسية: الإملاص المبكر الذي يحدث بين الأسبوعين 20 و27، الإملاص المتأخر الذي يحدث بين 28 و36 أسبوعًا، والإملاص الكامل الذي يُسجل بعد الأسبوع 37 من الحمل.
في عام 2015، بلغ عدد حالات الإملاص عالمياً حوالي 2.6 مليون حالة، ما يعكس أكثر من 7178 حالة وفاة يوميًا. وكانت الغالبية العظمى لهذه الوفيات في الدول النامية، حيث سُجلت 98% من الحالات في دول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. ويُبين الإحصاءات أن نصف حالات الإملاص حدثت قرب موعد الولادة، ووجد أن ثلاثة أرباع هذه الحالات وقعت في مناطق مثل جنوب آسيا وإفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى.
أسباب وفاة الجنين في الشهر التاسع
تتعدد أسباب الإملاص، فقد ينتج عن عوامل متعددة، وفي بعض الحالات يكون من الصعب تحديد السبب الرئيسي. فيما يلي نستعرض أهم الأسباب التي قد توصل إلى الإملاص في الشهر التاسع من الحمل:
- مضاعفات الحمل والمخاض: تُساهم مضاعفات الحمل في ثلث حالات الإملاص، وتشمل الولادة المبكرة، والحمل مع أكثر من جنين، وانفصال المشيمة عن جدار الرحم.
- المشاكل المرتبطة بالمشيمة: تُشكل مشاكل المشيمة نسبة ربع حالات الإملاص، مثل عدم كفاية تدفق الدم إلى المشيمة أو انفصالها (بالإنجليزية: Placental Abruption).
- العيوب الخلقية والمشاكل الجينية: تسهم العيوب الخلقية والمشاكل الجينية في حوالي 10% من حالات الإملاص، وغالبًا ما يتم اكتشاف تشوهات الكروموسومات في المراحل الأولى من الحمل. يمكن أن تتسبب العوامل البيئية في ظهور العيوب الخلقية، مثل انخفاض مستويات حمض الفوليك، مما يزيد خطر حدوث عيوب الأنبوب العصبي مثل انعدام الدماغ (بالإنجليزية: Anencephaly).
- العدوى: تلعب العدوى دورًا في 10% من حالات الإملاص، حيث يمكن أن تنتقل العدوى البكتيرية من المهبل إلى الرحم. ومن أمثلة هذه الأنواع البكتيرية: المكورات العقدية (بالإنجليزية: Group B Streptococcus) والكلاميديا (بالإنجليزية: Chlamydia)، بالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى مثل الحصبة الألمانية (بالإنجليزية: Rubella) والإنفلونزا وداء المقوسات (بالإنجليزية: Toxoplasmosis) والهربس البسيط (بالإنجليزية: Herpes simplex) وداء الليستريات (بالإنجليزية: Listeriosis) والملاريا (بالإنجليزية: Malaria).
- المشاكل المرتبطة بالحبل السري: تُساهم مشاكل الحبل السري في حوالي 10% من حالات الإملاص، حيث يمكن أن يتسبب انضغاطه أو انحناؤه في تقليل إمدادات الأكسجين للجنين، وغالبًا ما تحدث هذه المشكلة في نهاية الحمل.
- ارتفاع ضغط الدم: يُعتبر ارتفاع ضغط دم الأم عامل خطر مهم للإصابة بالإملاص، سواء كان ذلك ناتجًا عن ارتفاع الضغط المزمن أو تسمم الحمل (بالإنجليزية: Preeclampsia)، وغالبًا ما يظهر الإملاص بسبب ارتفاع ضغط الدم في نهاية الثلث الثاني أو بداية الثلث الثالث من الحمل.
- تقييد النمو داخل الرحم: (بالإنجليزية: Intrauterine Growth Restriction)؛ يحدث عندما يكون حجم الجنين أصغر من المعتاد بناءً على عمر الحمل. يمكن أن ينتج هذا الموقف عن نقص الأكسجين أو العناصر الغذائية الحيوية، ويزيد التدخين وتسمم الحمل من خطر تقييد النمو داخل الرحم.
- تعرض الأم لصدمات: مثل حوادث السيارات أو السقوط، التي يمكن أن تؤثر سلبًا على الجنين.
- تجاوز الحمل للمدة المحددة: حيث قد يؤدي استمرار الحمل لأكثر من 42 أسبوعًا إلى زيادة خطر الإملاص بسبب فقدان المشيمة قدرتها على دعم الجنين.
- بعض الحالات الطبية لدى الأم، مثل اضطرابات التخثر أو بعض الأمراض المناعية الذاتية مثل الذئبة.
الأعراض التحذيرية لوفاة الجنين
يجب على الحوامل استشارة الطبيب عند ظهور أي من الأعراض التي قد تدل على وجود خطر على حياة الجنين، ومن أهمها:
- الشعور بأن الطفل توقف عن الحركة أو أنه يتحرك بشكل أقل من المعتاد.
- معاناة من آلام شديدة أو تشنجات في البطن أو الظهر.
- تعرض الأم لضربة قوية، خاصةً في منطقة البطن.
- حدوث نزيف حاد أو زيادة الإفرازات المهبلية عن المعتاد.
- الشعور بالدوار، أو وجود تغييرات في الرؤية، أو صداع شديد يستمر لفترة طويلة.
- انتفاخ مفاجئ في الوجه أو القدمين أو اليدين.
- الإصابة بغثيان وقيء حاد يؤثر على القدرة على تناول الطعام أو الشراب.
- ارتفاع درجة الحرارة أو الإحساس بالقشعريرة.
نصائح للحد من خطر وفاة الجنين
يمكن أن تساهم نصائح بسيطة في التقليل من خطر الإملاص:
- حصر عدد حركات الجنين يوميًا: يُنصح بتسجيل عدد حركات الجنين بدءًا من الأسبوع السادس والعشرين من الحمل، والتوجه للطبيب في حال حدوث انخفاض مفاجئ في عدد الحركات.
- الابتعاد عن الكحول والمخدرات والتدخين: حيث تزيد من خطر وفاة الجنين إلى جانب مضاعفات أخرى للحمل.
- مراقبة الحمل بشكل دوري: من المهم أن تُوجه الحامل اهتمامًا خاصًا بحملها إذا كان لديها تاريخ سابق من الإملاص.
التعافي بعد وفاة الجنين
عند تشخيص وفاة الجنين، توجد خيارات متعددة يمكن للمرأة مناقشتها مع طبيبها. فقد يبدأ المخاض بشكل طبيعي بعد بضعة أسابيع، أو يمكن تحفيز المخاض في حال كانت لدى المرأة مشاكل صحية. في بعض الحالات، قد يتم اللجوء إلى الولادة القيصرية. قد يقوم الطبيب بإجراء تحليل بزل السلى (بالإنجليزية: Amniocentesis) لتحديد سبب الوفاة، ويُعتبر الفحص الجسدي للجنين والحبل السري والمشيمة ضروريًا بعد الولادة في بعض الأحيان. يعتمد التعافي الجسدي بعد وفاة الجنين على عدة عوامل، لكنه غالبًا ما يستغرق من ستة إلى ثمانية أسابيع. ومن الجدير بالذكر أن خروج المشيمة يؤدي إلى تنشيط الهرمونات المسؤولة عن إنتاج الحليب، لذلك قد تتسبب هذه العملية في إنتاج الحليب لمدة تتراوح بين 7 إلى 10 أيام.