يعاني العديد من الأطفال من مجموعة متنوعة من الأمراض خلال فترة الطفولة، ويرجع ذلك إلى عدم اكتمال نمو الجهاز المناعي. ومن بين هذه الأمراض، تظهر بعض الحالات مثل الحمى والإسهال والإمساك، والتي قد تحدث دون سبب واضح أو نتيجة لبعض العوامل. يمكن تصنيف الإمساك إلى نوعين: الإمساك المزمن والإمساك المؤقت. في هذا المقال، سنتناول كيفية التعامل مع كلتا الحالتين، الأدوية المستخدمة في العلاج، ومتى ينبغي على الأهل استشارة الطبيب.
أسباب الإمساك المزمن عند الأطفال
يعتبر الإمساك أحد المشاكل الصحية الشائعة التي قد تنجم عن مجموعة من العادات السلبية. ومن أكثر الأسباب انتشارًا ما يلي:
1- الحصر
ينتج الحصر عندما يمتنع الطفل عن الذهاب إلى الحمام عندما يحتاج لذلك، وقد يعود ذلك إلى شعوره بالخوف من الحمام أو انشغاله في نشاطات أخرى أثناء تواجده في الخارج.
2- التدريب على الحمام
قد يفشل بعض الأهالي في تعليم أطفالهم كيفية استخدام الحمام بالطريقة الصحيحة، أو قد يبدأون في تدريبهم في سن مبكر جدًا، مما قد يجعل الأطفال يواجهون صعوبة في هذه المرحلة وبالتالي يلجأون إلى الحصر مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة مع مرور الوقت.
3- النظام الغذائي
يعتبر تغيير النظام الغذائي أو اتباع نظام غذائي غير متوازن عاملًا مؤثرًا في حدوث الإمساك. إن غياب الخضراوات والفواكه عن وجبات الطفل قد يكون له أثر سلبي على صحته، حيث يؤدي عدم توفر السوائل بالشكل الكافي الاعتماد على الأطعمة الصلبة إلى تفاقم مشكلة الإمساك.
4- تغيير الروتين المستمر
تظهر مشاكل الإمساك أيضًا عند تغيير البيئة أو الانتقال، حيث يعاني معظم الأطفال من هذه الأعراض عند بداية العام الدراسي، وهو ما يدل على التأثير النفسي والبيئي على صحتهم.
5- حالات طبية
يمكن أن تعزى مشكلات الإمساك أيضًا إلى أسباب طبية، مثل التشوهات التشريحية أو الاضطرابات الأيضية أو الهضمية. بالإضافة إلى ذلك، قد تلعب العوامل الوراثية دورًا في تلك المشاكل.
عوامل الخطر في الإمساك
قد يصل الإمساك إلى مستويات خطيرة في بعض الحالات، خصوصًا مع بعض العادات الحياتية، ومنها:
- نقص النشاط البدني لدى الأطفال.
- غياب الألياف في النظام الغذائي، مثل الخضراوات والفواكه.
- عدم تناول كميات كافية من الماء على مدار اليوم.
- استخدام بعض الأدوية التي قد تسبب الإمساك كأثر جانبي.
- وجود حالات طبية تؤثر سلبًا على الشرج أو المستقيم.
- وجود اضطرابات عصبية لدى الطفل.
المضاعفات المحتملة للإمساك
بصفة عامة، يمكن علاج الإمساك من خلال تحسين العادات الغذائية. ومع ذلك، قد تتواجد بعض المضاعفات في حالات الإمساك المزمن، من بينها:
- شقوق في الجلد المحيط بفتحة الشرج.
- حصر البراز لفترات طويلة ومستديمة.
كيف يمكن الوقاية من الإمساك المزمن لدى الأطفال
يمكن تقليل خطر الإمساك المزمن من خلال اتباع بعض الخطوات المهمة، مثل:
- تقديم الأطعمة الغنية بالألياف كجزء من النظام الغذائي اليومي، مثل الخضراوات والفواكه والبقوليات وحبوب الإفطار، مع ضرورة الحصول على حوالي 14 غرام من الألياف لكل 1000 سعرة حرارية.
- ضمان تناول كميات كافية من الماء، بحيث يجب ألا تقل عن 1.5 إلى 2 لتر يوميًا.
- تشجيع الأطفال على ممارسة النشاط البدني بانتظام، سواء من خلال المشي أو الألعاب الرياضية، مع الحرص على أن يكون النشاط البدني لمدة لا تقل عن ساعة يوميًا.
- تشجيع الطفل على زيارة الحمام عند الحاجة، مع تربية الطفل على عدم الخوف من استخدامه.
- إذا كانت هناك أدوية يتناولها الطفل، يجب التأكد من عدم تسببها بالإمساك.
في ختام هذا المقال، استعرضنا مجموعة من المعلومات المتعلقة بالإمساك المزمن الذي قد يعاني منه الأطفال، والتعرف على الأسباب الشائعة التي تؤدي إليه، فضلاً عن الطرق المثلى لحل هذه المشكلة وتعزيز صحة الطفل.