تُعتبر الكهرباء الزائدة في المخ من الحالات الطبية المعروفة، والتي يُشار إليها أحيانًا بمصطلح “الصرع”. تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه الحالة، وقد تختلف من شخص لآخر بناءً على الحالة الصحية والعمر. تشمل الأسباب المحتملة عوامل وراثية، عدم نمو المخ بشكل طبيعي، بالإضافة إلى أسباب أخرى عديدة سنوضحها في هذا المقال، الذي يتناول أسباب وعلاج الكهرباء الزائدة في المخ، فتابعونا.
الكهرباء في الجسم والمخ
عند لمس سطح معدني، قد تشعر بصدمة كهربائية خفيفة، ترجع إلى تفاعل شحنتين كهربائيتين، واحدة على السطح والثانية داخل جسمك.
تشير الأبحاث إلى أن هناك شحنات كهربائية كبيرة تسري داخل جسم الإنسان، وتعتبر هذه القوى الكهربائية وسيلة التواصل بين المخ وأعضاء الجسم المختلفة.
فالدماغ يرسل إشارات كهربائية عبر الأعصاب التي تتصل بكافة أطراف الجسم، وعادة تكون هذه الإشارات سريعة جدًا، إلا أنه في بعض الأحيان قد تخرج الأمور عن السيطرة، مما يؤدي إلى حدوث كهرباء زائدة في المخ ترتبط بمرض الصرع.
أسباب الكهرباء الزائدة في المخ
تتعدد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الكهرباء الزائدة في المخ، نذكر منها أبرزها:
- قد تظهر الأعراض على الأبناء بسبب انتقال جينات هذا المرض من الآباء، حيث قد يحمل الآباء جينات الصرع دون الإحساس بأعراضها.
- التعرض لصدمات كهربائية خارجية مثل الأجهزة الكهربائية أو الضغط العالي، يمكن أن يتسبب في زيادة الشحنات الكهربائية في المخ.
- استخدام الهواتف المحمولة لفترات طويلة قد يؤدي إلى تعرض المخ لترددات كهرومغناطيسية تفوق قدرته، مما ينجم عنه كهرباء زائدة.
- الأورام في المخ تؤدي إلى إرسال إشارات كهربائية إضافية، مما يسبب تدفق زائد للكهرباء والتي قد تؤثر على التركيز والسلوك.
- الفوبيا تعتبر من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة نشاط المخ وبالتالي رفع عدد الإشارات الكهربائية المُرسلة.
أعراض الكهرباء الزائدة في المخ
تتفاوت الأعراض من شخص لآخر، وبعضها قد يكون خطيرًا. إليكم أهم الأعراض المرتبطة بالكهرباء الزائدة في المخ:
- ضعف في السمع والرؤية.
- ضعف حاسة الشم والتذوق.
- تغيرات مزاجية ملحوظة.
- ضعف الذاكرة.
- التعب المفرط وارتفاع درجة الحرارة.
- يصعب عليه إتمام العمليتين الإخراجية.
- صداع شديد.
- التشنجات وفقدان الوعي.
متى يتعين على المصاب بالكهرباء الزائدة في المخ تلقي العلاج؟
تحدث الكهرباء الزائدة عادةً مع نوبة مفاجئة، قد تختفي بعض الأعراض من تلقاء نفسها، ولكن هناك حالات تستدعي العلاج، نذكر منها:
- إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي تعاني فيها من نوبة صرع، يجب زيارة طبيب متخصص.
- إذا استمرت النوبة لأكثر من خمس دقائق، يُوصى باستشارة الطبيب.
- إذا كان هناك صعوبة في التنفس أثناء النوبة أو بعدها، يجب استشارة الطبيب.
- فقدان الوعي بعد النوبة يعد سببًا يدعو للقلق.
- حدوث نوبتين متتاليتين يتطلب أيضًا متابعة طبية.
- إذا ظهرت أعراض مثل الحمى المفرطة أو الضعف بعد النوبة.
- النساء الحوامل يجب عليهن استشارة الطبيب في حالة حدوث أي نوبة.
- يحتاج مرضى السكري إلى اهتمام خاص في هذه الحالات.
أنواع نوبات الكهرباء الزائدة في المخ
تقسم الأطباء نوبات الكهرباء الزائدة إلى نوعين رئيسيين:
أولًا: النوبات البؤرية
- تنشأ نتيجة النشاط الكهربائي غير الطبيعي في منطقة واحدة من المخ.
- يمكن للنوبات البؤرية أن تحدث مع فقدان الوعي، حيث يقوم المصاب بحركات متكررة دون تفاعل مع الآخرين.
- بعض النوبات قد تحدث بدون فقدان الوعي، مع شعور بعدم الاتزان والخدر، مع رعشة في الأطراف.
ثانيًا: النوبات المعممة
تحدث هذه النوبات بسبب الكهرباء الزائدة في جميع مناطق المخ، ويمكن أن تتخذ عدة أشكال:
النوبات المعممة التوترية
تؤدي هذه النوبات إلى سقوط المصاب على الأرض، مع حدوث تشنجات في مختلف أجزاء الجسم، خاصة في العضلات.
النوبات المعممة التوترية الرمعية
تعتبر من أقوى أشكال الصرع، حيث تحدث تشنجات شديدة وقد يتعرض المصاب لعض لسانه أو فقدان القدرة على التحكم في البول.
النوبات المعممة الارتخائية
في هذا النوع، يتسبب النوبة في ارتخاء كامل للعضلات، وغالبًا ما يسقط المريض أرضًا.
النوبات المعممة الارتعاشية
لا يتحكم الشخص في بعض أجزاء جسمه وتحدث حركات متكررة، وعادة ما تؤثر هذه النوبات على الوجه أو الأطراف.
تشخيص الكهرباء الزائدة في المخ
يستخدم الأطباء عدة اختبارات لتحديد حالة الكهرباء الزائدة في المخ، ومن أهم هذه الفحوصات:
تحليل الدم
يتم أخذ عينة من دم المريض للاختبار في المختبر، حيث يتم الكشف عن وجود أي أمراض وراثية قد ترتبط بزيادة الكهرباء في المخ.
عينة من النخاع الشوكي
يمكن أن تسبب العدوى الكهربائية، ويتطلب ذلك اختبار البزل القطني للكشف عنها.
فحص أعصاب المخ
يقوم الطبيب بفحص القدرات العقلية والحركية لمعرفة ما إذا كانت هناك مشاكل في الجهاز العصبي.
اختبار رسم كهرباء المخ
يتم توصيل فروة الرأس بأجهزة تقيس النشاط الكهربائي للمخ، ويساعد هذا في تحديد وجود نشاط زائد.
رسم الأشعة المقطعية
تساعد الأشعة المقطعية في الكشف عن الأورام أو الأنسجة المتليفة في المخ.
أشعة الرنين المغناطيسي
تستخدم لتصوير المخ بدقة، للكشف عن التشوهات الطبية.
علاج الكهرباء الزائدة في المخ
تتطلب الكهرباء الزائدة في المخ علاجات خاصة إذا تكررت النوبات. وهناك عدة خيارات علاجية، تشمل:
الأدوية المضادة للصرع
يضع الأطباء خطط علاجية تعتمد على شدة الحالة، مراعيًا التداخل مع الأدوية الأخرى.
العمليات الجراحية
قد تكون هناك حاجة لإجراء عمليات جراحية لاستئصال المنطقة المسؤولة عن النوبات.
تحفيز العصب المبهم
تتعلق هذه الاستراتيجية بزرع جهاز تحت الجلد لإرسال إشارات للمخ للحد من النشاط الكهربائي الزائد.
تحفيز العصب الاستجابي
تشمل الزرع الجراحي لجهاز يتفاعل مع النشاط الكهربائي المفرط في المخ.
تحفيز المخ العميق
تقوم هذه التقنية بزرع أقطاب كهربائية ضمن المخ لتحسين تنظيم نشاطه الكهربائي.
كيفية التعامل مع مرضى الكهرباء الزائدة في المخ
قد يتطلب علاج الكهرباء الزائدة وقتًا، لذا يجب معرفة كيفة التعامل مع المرضى خلال النوبات.
يجب على الأهل والأصدقاء الاطلاع على كيفية التعامل مع تلك الحالة:
عند حدوث النوبات، يُوصى باتباع الإجراءات التالية:
- توسيع الملابس أو إزالتها لتفادي الاختناق.
- وضع المريض على أحد جانبيه حال سقوطه لتفادي التقيؤ.
- حماية رأس المريض من الإصطدامات.
- إذا دعت الحاجة، وضع شيء بين أسنان المريض لتجنبه من عض لسانه.
- إبلاغ الطبيب بجميع التغيرات التي تحدث بعد النوبة.
- مساعدة المصاب على الاسترخاء والتهدئة.
- تشجيع المريض على ممارسة هوايات مطمئنة مثل اليوغا.
- تجنب مصادر الضغط النفسي التي قد تؤدي إلى تفاقم الحالة.