متلازمة هنتر هي إحدى الأمراض الوراثية التي قد تصيب بعض الأطفال، حيث تؤثر على قدرة الجسم على تكسير السكريات، مما يؤدي إلى تراكمها. بشكل عام، تؤثر هذه المتلازمة على الذكور وغالبًا ما تكون نادرة الحدوث. في هذا المقال، سنستعرض أسباب متلازمة هنتر لدى الأطفال.
أسباب متلازمة هنتر لدى الأطفال
تنتج متلازمة هنتر عن خلل وراثي في الجين المسؤول عن إنتاج الإنزيمات اللازمة لتفكيك السكر في الجسم. وهذا بدوره يتسبب في نقص إنتاج هذه الإنزيمات كليًا أو جزئيًا، مما يؤدي إلى تراكم السكريات في الأنسجة والأعضاء.
تنتقل هذه المتلازمة عبر الطفرة الوراثية من الأم إلى ابنها. أما الفتيات، فإنهن لا يصبن بالمشكلة إلا عند انتقال الطفرة من كل من الوالدين معًا. وبالتالي، فإن المتلازمة تظهر بشكل أكبر عند الذكور مقارنة بالإناث.
أعراض متلازمة هنتر لدى الأطفال
بعد أن تناولنا أسباب متلازمة هنتر لدى الأطفال، ننتقل الآن إلى التعرف على أعراض هذا المرض الوراثي، التي تختلف حسب نوعه، وذلك من خلال الفقرات التالية:
1- أعراض النوع الأول
يُعتبر النوع الأول الأكثر شيوعًا بين الأطفال، ويظهر عادةً لدى الأطفال في سن مبكرة تتراوح بين 2 إلى 4 سنوات. يعتبر هذا النوع خطيرًا، حيث لا يعيش المصابون عادةً لفترة تتجاوز مرحلة المراهقة. ومن أبرز أعراضه:
- توقف النمو وتطور الجسم.
- تأخر في ظهور الأسنان.
- ارتفاع ضغط الدم.
- تشوهات في العظام، مثل زيادة حجم رأس الطفل وعرض أنفه.
- فقدان حاستي السمع والبصر في بعض الحالات.
- تضخم في الكبد والطحال، مما يؤدي إلى انتفاخ البطن.
- زيادة الحركة والعدوانية.
- الإصابة بالإسهال المزمن.
2- أعراض النوع الثاني
يظهر هذا النوع عادةً في سن متأخرة بعد تجاوز الطفل لعشر سنوات. وتشتمل أعراضه على:
- قصر القامة الناتج عن توقف النمو بعد الإصابة بالمرض.
- ضعف حاستي النظر والسمع أو فقدانهما.
- تيبس المفاصل.
- جلد سميك وقاسٍ.
مضاعفات متلازمة هنتر لدى الأطفال
يمكن أن تؤدي الأعراض الناتجة عن متلازمة هنتر إلى حدوث بعض المضاعفات التالية:
- تدهور في وظائف المخ مما يمكن أن يؤدي إلى تخلف عقلي.
- الإصابة بأمراض قلبية.
- مشاكل في التنفس.
- متلازمة النفق الرسغي، التي تسبب اعتلالات في الأعصاب.
علاج متلازمة هنتر لدى الأطفال
بعد استعراض أسباب متلازمة هنتر وأعراضها السلبية على صحة الأطفال الجسدية والعقلية، نوجه الانتباه إلى كيفية معالجة المرض وتخفيف تأثيره السلبي عبر النقاط التالية:
- يساهم العلاج الفيزيائي في تحسين حركة المفاصل للأطفال.
- العلاج المهني يسهل حياة الأطفال سواء في المدرسة أو في المنزل.
- يمكن استخدام الأدوية لتخفيف الأعراض وتحسين جودة نوم الطفل وتهدئته.
- يمكن إعطاء الطفل حقنًا بالإنزيمات الناقصة للمساعدة في تأخير أو منع ظهور بعض الأعراض، شريطة ألا تكون الأعراض شديدة التأثير على الدماغ.
- لا يزال البحث جاريًا حول زراعة خلايا جذعية في جسد المريض بهدف إنتاج الإنزيمات الضرورية.
وفي ختام مقالنا، تناولنا أسباب متلازمة هنتر لدى الأطفال وأعراض النوعين الأول والثاني، بالإضافة إلى المضاعفات التي تؤثر سلبًا على وظائف الجسم والدماغ. كما تحدثنا عن أهم طرق العلاج المتاحة مثل حقن الإنزيمات وغيرها.