تُعد النزلة الشعبية من المراحل التطورية لنزلات البرد، لكن ليس كل حالات نزلات البرد تحوّل إلى نزلة شعبية، بل يحدث ذلك في ظروف معينة فقط. سنتعرف في هذا المقال على الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالنزلة الشعبية، فضلاً عن المدة التي تستغرقها، وطرق الوقاية والعلاج، بالإضافة إلى الأعراض والعلاج المتاح لها. تابعونا لمعرفة المزيد.
ما هي النزلة الشعبية؟
تُعرف النزلة الشعبية على أنها التهاب في القصبات الهوائية، حيث تصاب البطانة الداخلية للقصبات والشعب الهوائية، التي تعد الوسيلة الرئيسة لنقل الهواء من وإلى الرئتين.
أنواع النزلة الشعبية
توجد نوعان رئيسيان للنزلات الشعبية، يمكن تلخيصهما فيما يلي:
أولاً: النزلة الشعبية الحادة
تشكل النزلة الشعبية الحادة الأكثر شيوعًا بين الأفراد. تستمر لفترة تتراوح بين أسبوع وعشر أيام، وغالبًا ما لا تترك آثارًا بعد علاجها.
ثانيًا: النزلة الشعبية المزمنة
تُعتبر النزلة الشعبية المزمنة أكثر خطورة على صحة المريض، حيث تأتي مصاحبة للسعال مع بلغم، وقد تستمر الأعراض لفترات تصل إلى ثلاثة أشهر كحد أدنى.
الفئات الأكثر عرضة للنزلة الشعبية
نقدم قائمة بالأشخاص الذين يسهل عليهم التعرض للنزلة الشعبية:
- الأشخاص ذوو المناعة الضعيفة، مثل كبار السن والأطفال.
- المدخنون.
- الأشخاص الذين يتعرضون للتدخين السلبي.
- الأشخاص الذين يتعرضون لبخار المواد الكيميائية.
- الأشخاص الذين يعيشون في بيئات مليئة بالغبار.
- الأشخاص المعرَّضون لتلوث الهواء الناتج عن عوادم السيارات.
أعراض النزلة الشعبية
كما ذكرنا، هناك نوعان من النزلة الشعبية، ولكل منهما أعراض خاصة. سنتناول الأعراض المشتركة وأعراض كل نوع بالتفصيل في الفقرات التالية:
أولًا: الأعراض الشائعة بين النزلة الشعبية الحادة والمزمنة
تتضمن الأعراض الشائعة كلاً من السعال الجاف والسعال المصحوب بالبلغم والمخاط، والذي يكون غالبًا شفافًا وسميكًا. تشمل الأعراض الأخرى احتقان الصدر والجيوب الأنفية وصعوبة في التنفس، حيث قد يكون التنفس مصحوبًا بصوت صفير.
يُلاحظ كذلك تعب عام وألم في الجسم، مع الشعور بالقشعريرة وتهيج في منطقة الصدر، وقد يصاحب ذلك صداع. تصبح التنفسات صعبة، مما يؤدي إلى عجز المريض عن استنشاق الهواء بشكل سلس.
ثانيًا: أعراض النزلة الشعبية الحادة
تبدأ أعراض النزلة الشعبية الحادة بارتفاع طفيف في درجة الحرارة مع رشح من الأنف وعطس، وقد يصاب الحلق بالالتهاب. يصاحب هذا سعال مستمر مصحوبًا بالبلغم، ثم تتطور الأعراض خلال ثلاثة إلى أربعة أيام لتصبح السعال جافًا وغير مستمر.
تشير التقارير الطبية إلى أن أعراض النزلة الشعبية الحادة تكون أكثر حدة من تلك التي تظهر في النزلة الشعبية المزمنة، وتستمر بين أربعة إلى عشرة أيام. قد يستمر السعال لفترة تصل إلى ثلاثة أسابيع بعد الشفاء التام من النزلة الشعبية.
يمكن أن يعاني الأطفال حديثو السن من تقيؤ مفاجئ بسبب صعوبة إخراج البلغم مما يؤدي إلى بلعه.
ثالثًا: أعراض النزلة الشعبية المزمنة
رغم التقدم في الطب الحديث، لم يتم التوصل إلى علاج نهائي للنزلة الشعبية المزمنة. كل ما يمكن تقديمه هو أدوية لتخفيف الألم واحتقان الصدر، حيث يعاني المرضى أيضًا من تورم في القدمين والشعور الدائم بالتعب، والسعال المزمن يعتبر من أكثر الأعراض تحديًا.
رابعًا: أعراض غير شائعة قد تصيب مريض النزلة الشعبية
توجد بعض الأعراض غير الشائعة التي قد تصيب المرضى بالنزلة الشعبية، وهي كالتالي:
صعوبة النوم
يعاني المرضى من صعوبة في النوم والاسترخاء بسبب السعال المستمر وآلام الصدر.
صعوبة في بذل الجهد
تؤثر النزلة الشعبية على القدرة على ممارسة النشاط البدني الزائد، حيث يحتاج الجسم لاستهلاك مزيد من الأكسجين لمطابقة مستوى الجهد.
البلغم المصحوب بالدم
قد يشعر المرضى بوجود بلغم مختلط بالدم، وهو ما قد يترتب على نزيف في الشعب الهوائية أو الحلق.
رائحة الفم الكريهة
تظهر هذه الحالة نتيجة تنفس المريض من الفم، مما يؤدي إلى نمو بكتيريا تسبب رائحة غير مرغوبة.
متى يتعين على المريض زيارة الطبيب؟
- عند خروج البلغم مصحوبًا بالدم.
- إذا كانت هناك صعوبة في النوم ليلاً.
- إذا استمر السعال لأكثر من ثلاثة أسابيع.
- وجود ألم في منطقة الصدر.
- عدم القدرة على الكلام بسهولة أو وجود بحة في الصوت.
- خسارة الوزن بشكل ملحوظ دون مبرر.
- وجود سائل لزج ذو رائحة كريهة بالفم.
- ارتفاع درجة الحرارة عن 38 درجة مئوية.
- مشكلة ضيق التنفس مع صوت صفير.
علاج النزلة الشعبية
لا يوجد حتى الآن علاج مباشر للنزلة الشعبية، لذلك يُعتمد على معالجة الأعراض المصاحبة. فيما يلي بعض الوسائل المساعدة:
- في حالة ارتفاع الحرارة، يمكن استخدام أدوية خافضة للحرارة مثل سيتال أو بروفين.
- لتخفيف الرشح من الأنف، يُنصح باستخدام نقط أوكسيمت أو أتروفين.
- للحد من السعال الجاف، يُفضل استخدام مُهدئ، أما السعال المرافق للبلغم، فيحتاج إلى طارد بلغم.
- كما يُنصح بتناول الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة مثل الفواكه والخضروات الطازجة، وتجنّب الوجبات السريعة.
- في حالة التهاب الشعب الهوائية، قد يصف الطبيب بعض المضادات الحيوية إذا كانت العدوى بكتيرية، مع استخدام أدوية خافضة للحرارة.