تظهر بعض الأمراض الوراثية عند الأطفال وقد يتم اكتشافها بعد ولادتهم، ومن ضمنها مشكلة الخلع الوركي، والتي قد تكون نتيجة لتاريخ عائلي عانى من نفس المشكلة. هناك العديد من العوامل التي تساهم في حدوث هذا الخلع، مما يجعل الآباء يتساءلون عن أسبابه، وطرق علاجه، والعلامات التي تشير إلى وجود هذه المشكلة عند المواليد. سوف نستعرض لكم كل ذلك من خلال موقعنا.
أسباب الخلع الوركي الولادي
تزداد احتمالية حدوث مشكلة الخلع الوركي في حالة وجود تاريخ عائلي في هذا المجال، حيث أن إصابة أحد الأبوين يمكن أن تزيد من احتمال إصابة المولود بالخلع بنسبة تصل إلى 15%. هناك عدة عوامل أخرى تساهم في حدوث هذه المشكلة، منها:
- الجنس الأنثوي.
- قصور الحركة الطبيعية للجنين في الرحم بسبب الانخفاض في مستوى السائل الأمينوسي.
- الوضعية المقعدية للجنين خلال فترة الحمل.
- كون المولود هو الأول للأم، حيث لا يزال الرحم ضيقًا وغير مرن.
- حالات الحمل المتعدد مثل التوائم، نتيجة لضيق الرحم مما يقيد حركة الجنين.
علامات الخلع الوركي الولادي
عادةً لا يسبب الخلع الوركي أي ألم لدى حديثي الولادة، ولكن يمكن للوالدين اكتشاف وجود الخلع من خلال بعض العلامات التي قد تظهر، ومنها:
- ظهور طقطقة عند ثني الطفل لركبته أو عند تحريك الفخذين إلى الأمام، حيث يمكن أن تُسمع أو تُشعر.
- وجود تشابه في الثنيات الجلدية تحت الأرداف أو على جانبي الأفخاذ.
- حدوث عدم مرونة في ساق الطفل عند تحريكه.
- ظهور العرج عند بدء الطفل في المشي.
تشخيص الخلع الوركي لدى المواليد
يقوم الأطباء بإجراء الفحوصات السريرية واختبارات الأشعة، مثل الأشعة فوق الصوتية أو الأشعة السينية، لتشخيص هذه الحالة. قد يكون تشخيص الخلع الوركي صعبًا بعض الشيء، خاصة في حالات إصابة كلا الجانبين، نظرًا لتشابه حالتي الوركين وصعوبة ملاحظة المشكلة سريعًا. بينما يكون التشخيص أسهل عندما يكون الخلع في جانب واحد.
عادة ما يتم التشخيص خلال 48 ساعة بعد الولادة، حيث يخضع الطفل لفحص شامل للتأكد من سلامته. يتم إجراء فحص الورك باستخدام الموجات فوق الصوتية لمدة تتراوح بين 5 إلى 7 أسابيع، للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن أربعة أشهر يتم إجراء الأشعة السينية للتأكد من عدم إصابتهم بالخلع.
علاج الخلع الوركي الولادي
تحدد الوسيلة العلاجية المناسبة بناءً على حالة المولود وفقًا للنتائج التي تظهر في الأشعة أو الفحص الطبي. تتنوع طرق العلاج بين جراحية وغير جراحية، وسنستعرضها فيما يلي:
1- العلاج الجراحي للخلع الوركي الولادي
تُعتبر الجراحة خيارًا في الحالات التي يتم فيها تأخير العلاج لأكثر من 18 شهرًا أو عند عدم نجاح الوسائل العلاجية الأخرى. تمتاز الجراحة بفعاليتها وسرعتها، وتتضمن إزالة جزء من المفصل أو العظم المصاب وإعادة تشكيله بشكل صحيح، بالإضافة إلى إصلاح أي تشوهات ناتجة عن الحالة في الفخذ أو الحوض.
2- علاج الخلع الوركي الولادي بدون جراحة
يمكن علاج الخلع الوركي باستخدام جهاز يُعرف بـ”باڤليك”، والذي يُستخدم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 6 أسابيع. يوصي الأطباء الوالدين بارتداء الطفل لهذا الجهاز لمدة تقارب 12 أسبوعًا، ومن ثم يبدأ الطفل بارتدائه جزئيًا على مدى 4 إلى 6 أسابيع إضافية.
بعد ذلك، يخضع الطفل لفحوصات التصوير المقطعي للتأكد من فعالية العلاج، ويمكن أيضاً استخدام جبيرة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 18 شهرًا.
وفي ختام هذا المقال، قدمنا بعض المعلومات المهمة حول مرض الخلع الوركي، بما في ذلك أسبابه، العلامات التي يمكن ملاحظتها بعد الولادة، وطرق العلاج المتاحة والتي تشمل الأساليب الجراحية وغير الجراحية.