يُعتبر ابن حبان البستي واحدًا من أبرز الأئمة في علم الحديث والجرح والتعديل، حيث نستعرض المزيد عن حياته ومساهماته في هذا المجال على موقع maqall.net. يُلقب أيضًا بشيخ خراسان وأبو حاتم، ويتميز بكونه حافظًا مُجودًا لكتاب الله، القرآن الكريم.
ابن حبان
وُلِد ابن حبان في عام 270 هجريًا في إقليم سجستان، ويعد علامة وإمامًا معروفًا، وقد برز في عدة مجالات علمية. لنلقِ نظرة أعمق على مسيرته العلمية:
- كان يُولي اهتمامًا كبيرًا للسفر في سبيل طلب العلم، خاصة في علم الحديث، حيث جاب العديد من البلدان حول العالم الإسلامي.
- انتقل من خراسان إلى الشام، ومصر، والعراق، والجزيرة العربية، إضافةً إلى نيسابور.
- تتلمذ على أيدي العديد من المشايخ الأجلاء، ومن بينهم (أبو خليفة الفضل بن الحباب، وأبو عبد الرحمن النسائي، وجعفر بن أحمد في دمشق).
- استمرت رحلاته لأكثر من أربعين عامًا، وتولى الدوائر القضائية في:
- مدينة سمرقند، ثم عاد إلى نيسابور، وعاد أخيرًا إلى بلده بُست.
- قضى ابن حبان بقية حياته في بلدته حتى وفاته عام 354 هجريًا، حيث وُوري الثرى بالقرب من منزله في بُست.
ما هي محنة ابن حبان؟
مرّ ابن حبان بمحنة عظيمة كادت أن تؤدي إلى نهاية حياته، وكان لها تأثير بالغ على تراثه وعمله. وإليكم تفاصيل هذه المحنة:
- تسلط هذه المحنة الضوء على خطورة الجهل ببعض المعاني والألفاظ.
- في أحد الأيام، ألقى ابن حبان درسًا في نيسابور، وحين سُئل عن النبوة، صرح بأنها “العلم والعمل”.
- وبعد ذلك، اتهمه أحد الوعاظ بالزندقة، مدعيًا أن النبوة شيء مكتسب ولا تأتي من الله.
- أثارت كلماته زوبعة في المجلس، وكادت تتصاعد أصوات الحضور، خصوصًا من خصومه، الذين اتهموه أيضًا بالزندقة.
- نتج عن ذلك إجماع على منع الناس من مجالسته أو التعلم منه، مما اضطره لما يُعرف بهجرته.
- لم يتوقف خصومه عند هذا الحد، بل وصل الأمر إلى كتابة رسالة إلى الخليفة العباسي يطالبون فيها بهدر دمه، إلا أنه تبين براءته فيما بعد.
- وبالرغم من ذلك، أُجبر على مغادرة نيسابور وذهب إلى سجستان، ثم عاد إلى بُست، حيث قضى بقية حياته حتى وفاته.
آراء العلماء حول الإمام ابن حبان
بعد المحنة التي شهدها ابن حبان وعقب براءته، حظي بدعم من بعض الأئمة، من بينهم الإمام الذهبي الذي دافع عنه بقوة. إليكم بعض ما قاله:
- ذكر الإمام الذهبي أن ابن حبان قال إن “النبوة هي العلم والعمل”، ولكن فحوى هذه العبارة يختلف في فهم المسلم عنه في فهم الزنديق.
- بعبارة أخرى، إن قول المسلم يُشير إلى خصائص النبوة، وهو ما يعني أن العلم والعمل هما صفتان من صفات النبي، دون أن تعني بالضرورة أن كل عالم أو عامل يصبح نبيًا.
- فالنبوة هي اختيار الله لمن يشاء، ولا يمكن لأحد أن يتحكم فيها بشكل مباشر.
- قد أشار الذهبي إلى تشابه قوله مع قول الرسول: “الحجُّ عرفة”، بمعنى أن الحج يتطلب شروطًا وأركانًا مترابطة، وهو ما يعني أن العلم والعمل أساسيان للنبوة.
مؤلفات ابن حبان
له العديد من المؤلفات الهامة، لكن لم يتبقى منها إلا القليل. أبرز مؤلفاته تشمل:
- المسند الصحيح في الحديث.
- التقاسيم والأنواع.
- الثقات.
- السيرة النبوية وأخبار الخلفاء.
- علل أوهام أصحاب التواريخ.
- كتاب الصحابة.
- كتاب التابعين.
- كتاب المجروحين.
- روضة العقلاء ونزهة الفضلاء.
- الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان، المعروف أيضًا باسم صحيح ابن حبان.
- مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار غرائب الأخبار.
تنويه: يُعزى نقص مؤلفاته إلى انشغاله بطلب العلم ولمواكبة الفتن، مما أدّى إلى فقدان العديد من كتبه نتيجة اعتداءات مُفسدين استولوا على داره.
أشهر شيوخ الإمام ابن حبان البستي
كما قال ابن حبان في مقدمة صحيحه: “لقد كتبت عن أكثر من ألفي شيخ…” وهنا نستعرض بعض أشهر شيوخه:
أبو عبدالرحمن النسائي
- أبو عبد الرحمن النسائي، صاحب السنن المعروفة، سمع منه في فسطاط مصر.
أحمد بن عمير
- أحمد بن عمير بن جوصاء، حافظ الدمشقي، سمع منه في دمشق.
جعفر بن أحمد
- جعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري الدمشقي، سمع منه أيضًا في دمشق.
علي بن سعيد
- علي بن سعيد العسكري، سمع منه في سامراء.
شيوخ آخرون
- أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمود بن سليمان، سمع منه في مرو.
- أحمد بن داود بن محسن بن هلال المصيصي، سمع منه في حلب.
- محمد بن أبي المعافى بن سليمان الصيداوي، سمع منه في صيدا.