في الدين الإسلامي، يُصنف الحرام إلى نوعين رئيسيين. النوع الأول هو الحرام لذاته، الذي يُحظر بسبب ما يسببه من مفاسد، كحالة شرب الخمر. أما النوع الثاني فهو الحرام لغيره، كمثال الغش في المكاييل أو البيع أثناء أوقات النداء لصلاة الجمعة. ولكن هناك أمر محرم قد حرمه الله، ولم يُقدم عليه أي إنسان في تاريخ البشرية، فما هو هذا الأمر؟ في هذا المقال، سنوضح ذلك.
ما هي الأشياء التي حرمها الله؟
حدَّد الإسلام العديد من المحرمات في حياتنا، والتي تشمل أفعالاً وأقوالاً ومعاملات متنوعة ومأكولات ومشروبات. يُعرف الحرام بأنه ما تم تحريمه بناءً على نصوص واضحة في القرآن الكريم أو في السنة النبوية. من بين تلك المحرمات نجد الشرك بالله تعالى، والكفر برسول الله أو بكتابه، إضافةً إلى عقوق الوالدين أو معاملتهما بشكل سيئ.
ما هو الشيء الذي حرمه الله ولم يفعله بشر قط؟
هذا الأمر هو زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أمر لم يجرؤ أي مخلوق في هذه الدنيا على فعله أو حتى التفكير فيه حتى يوم القيامة. إن احترام النبي والصلاة عليه تُعد واجبة على كل المسلمين. ومن مظاهر الاحترام تلك، أن الله حرم الزواج من زوجات النبي بعد وفاته، وقد ورد ذلك في الكتاب العزيز في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} ( الأحزاب:57). ويجب على كل مسلم أن يكرم زوجات رسول الله لأنهن أمهات المؤمنين، وذلك تكريمًا لهم ولمقام الرسول عند الله.
هل توجد أشياء أخرى حرَّمها الله ولم يفعلها البشر؟
نعم، يوجد أمر آخر وهو إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم بأي شكل من الأشكال. فقد رُوي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادمًا له ولا امرأةً، ولا ضرب بيده شيئًا”، مما يدل على أن النبي لم يستخدم يده لضرب أي شيء، سواء كان إنسانًا أو غير ذلك، وكان همه الجهاد في سبيل الله. وهذا يشير إلى سماحة النبي وتسامحه، بينما عقوبة من يقترفون الأذى بحقه ستكون عظيمة عند الله.
وجهة نظر العلماء حول تحريم نكاح زوجات الرسول
أوضح بعض العلماء في مسائل الزواج والطلاق أنه غالبًا ما تنشأ مشاعر البغضاء بين المطلق وزوجته الجديدة، وهي أمور مرفوضة عند الله، خاصة إذا كانت تتعلق بأحد المسلمين والنبي صلى الله عليه وسلم. فمن الذي يريد أن يكون عدوًا لرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام؟
عقوبة مرتكبي المحرمات
ذكرت العقوبات في القرآن الكريم بشكل متكرر لمنع الناس من الاقتراب من المعاصي. فالنهي عن شيء أو الأمر به لا يكفي لوحده لردعهم. لولا وجود ثواب أو عقاب، لكان الناس يتهاونون في كلام الله. إن الحكمة من العقوبات هي وعي المسلم بعواقب أفعاله؛ فإذا ارتكب أحدهم معصية عن عمد، فيقع عليه العقاب، أما إذا ارتكبها عن جهل أو نسيان، فتسقط عنه العقوبة لأن الله غفور رحيم. وكان نكاح زوجات النبي يعتبر أمرًا محرمًا، وبالتالي لم يجرؤ أحد على الاقتراب منه، إدراكًا منهم بعواقب ذلك.
وختامًا، فقد تناولنا في مقالنا ما هو الشيء الذي حرمه الله ولم يفعله بشر قط، وتعرفنا على جزاء مرتكبي الذنوب، سواء كانوا عمدًا أو غير عمد، وأن أي شكل من أشكال إيذاء الرسول يُعد محرمًا لا يجرؤ أي كائن على انجازه. نسأل الله أن يجعلنا من الصالحين الراضين برضوانه وتعاليمه.