الخطبة الأولى للإمام علي بن أبي طالب
تُعد أول خطبة ألقاها الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في المدينة المنورة، حيث دعت المسلمين إلى الالتزام بكتاب الله -عز وجل- والسير على نهج سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-. كما تناولت الخطبة أهمية الإصلاح بين الناس، وذكرت مسألة الموت وأثرها في حياة الفرد.
خطبة الإمام علي حول الآخرة
ألفى الإمام علي -رضي الله عنه- خطبة تناول فيها موضوع الآخرة والاستعداد لها، مؤكداً على قربها وحتمية العمل من أجلها. وأشار إلى أن الحياة الدنيا ليست سوى سباق له نهاية، حيث لن ينفع الإنسان في ذلك اليوم إلا أعماله وعبادته. وحث المسلمين على التحلي بالرغبة والمحبة في العمل لله -تعالى- بجانب الرهبة منه.
كما قال في خطبته: “ألا وإنني لم أر كالجنة نام طالبها، ولا كالنار نام هاربها، وإن من لم ينفعه الحق يضره الباطل، ومن لم يلتزم بالهدى يجره الضلال. تذكروا أنكم قد أمرتم بالرحيل، وقد دللتم على الزاد. وأخشى ما أخشى عليكم اتباع الهوى وطول الأمل.”
خطبة الإمام علي حول الجهاد
ألقى الإمام علي -رضي الله عنه- خطبة مؤثرة حول الجهاد بعد أن أُبلغ بمقتل عامله حسان بن حسان، حيث كانت عاطفته مشتعلة بالغضب. تناول في خطبته أهمية الجهاد كواحة للجنة، وألقى كلمات قوية لتحفيز مشاعر الحماس والشجاعة لدى الناس. هدف من خلالها إلى استنهاض همتهم كبشر يدافعون عن مواقفهم وقيمهم.
وعاتب الإمام الجماعة على أعذارهم الواهية المتعلقة بحرارة الصيف أو برودة الشتاء، مُذكِّراً إياهم بما حل من مآسي بدماء المسلمين وأنه يجب الاقتصاص لهم، مُبرزاً ضرورة الفتوحات الإسلامية لنشر الرسالة الحقيقية للإسلام وإزالة الظلم.
خطبة الإمام علي حول الشكوى من أنصاره
في هذه الخطبة، قال: “أيها الناس الذين تتجمع أجسادكم وتختلف أهواؤكم، كلامكم يُحطم الجبال الصماء، وفعلكم يجرّ عليكم العدو. تتحدثون في المجالس بكذا وكذا، وعندما يحين القتال تَقِيلون فراراً. لم تُعزّ دعوة من دعاكم، ولم يستقر قلب من قاساكم، فأنتم تتعذرون بعذر ضعيف.”
تابع قائلاً: “هيهات، لا يمكن أن يزول الضيم بالذل، ولا يُنال الحق إلا بالجد والاجتهاد. أيّ دار بعد داركم تمنعون؟ وأي إمام بعدي تقاتلون؟ المغرور بحق والله من غررتموه، ومن نال بكم فقد نال الخذلان. فقد صرت لا أصدق أقوالكم، ولا أطمع في نصرتكم، فرق الله بيني وبينكم، وأعقبني بكم من هو خير بالنسبة لي منكم، لوددت لو كان لي معكم رجل واحد من بني فراس بن غنم.”
خطبة الإمام علي حول مبايعة الناس له
أشار الإمام علي -رضي الله عنه- إلى مبايعة الناس له بعد أن أثنى على النبي الكريم، مستذكراً مبايعة الصحابة الكرام لأبي بكر وعمر وعثمان. وأوضح أنه لم يسعَ يوماً للحصول على الخلافة، بل كان الناس هم من اختاروه. وناقش في خطبته مسؤولية تولي الأمور وحرمة الفتن وتأثيرها على وحدة المسلمين، مُبرزاً خطر الانقسام بين الأمة.