الحرب العالمية الأولى
شهد التاريخ على مر العصور تكرار فترات الحرب والسلام، حيث كانت ضحايا هذه الحروب عددًا كبيرًا من البشر، وأثرت الظروف المحيطة بها على تكوين دول وإمبراطوريات جديدة، بعضها استطاع البقاء والنمو، بينما اختفى البعض الآخر بعد فترة قصيرة ولم يتبقَّ منه سوى آثار تاريخية. تعتبر الحرب العالمية الأولى واحدة من أبرز الحروب التي ساهمت في إعادة تشكيل التاريخ وتعديل الهيمنة على الدول الكبرى والإمبراطوريات السائدة في تلك الفترة. في هذه المقالة، سنستعرض أهم الأسباب المباشرة وغير المباشرة التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى.
أسباب الحرب العالمية الأولى
الأسباب المباشرة
كانت الشرارة التي أشعلت فتيل الحرب العالمية الأولى هي اغتيال “فرانز فرديناند” ولي عهد النمسا وزوجته أثناء زيارتهما لمدينة “سراييفو” في البوسنة بتاريخ 28 يونيو 1914، على يد طالب يوغسلافي. وقد وجهت الحكومة النمساوية الاتهام إلى جمعية “اليد السوداء” الصربية التي عُرفت بمعاداتها للنمسا، متهمةً إياها بالتخطيط لهذا الاعتداء وأن الحكومة الصربية كانت على علم بالأمر.
استجابة لهذا الحادث، قامت الحكومة النمساوية بتقديم إنذار إلى صربيا في 23 يوليو 1914، والذي شمل مجموعة من الشروط، أبرزها: محاكمة المتورطين في اغتيال ولي العهد أمام محاكم صربية وبحضور قضاة نمساويين، وتنظيف المؤسسات الصربية من العناصر المعادية للنمسا، بالإضافة إلى إغلاق وسائل الإعلام التي تنتقد النمسا. كما طالبت النمسا باعتذار رسمي عن السياسات التي انتهجتها الحكومة الصربية. كان رد صربيا هو الموافقة على معظم الشروط، مع التأكيد على عدم اعتداء النمسا على استقلالها. ومع ذلك، لم يكن هذا كافيًا للنمسا، التي أعلنت الحرب على صربيا في 28 يوليو 1914.
الأسباب غير المباشرة
- التنافس الاستعماري بين القوى الأوروبية، الذي كان هدفه زيادة السيطرة على المستعمرات لتأمين المواد الأولية اللازمة للصناعات، بالإضافة إلى إحكام السيطرة على الأسواق الخارجية لتصريف الفائض من الإنتاج.
- تفاقم توتر العلاقات الدولية في بداية القرن العشرين نتيجة للأزمات المتعاقبة، مثل النزاع الفرنسي الألماني على الحدود وأزمات البلقان.
- تسابق الدول الأوروبية على التسلح، والذي تفاقم بسبب النزاعات الصغيرة التي وقعت قبل الحرب العالمية الأولى، كما حدث في حروب البلقان.
- تصاعد النزعة القومية، خاصة داخل الإمبراطورية النمساوية الهنغارية، التي تضم عددًا من القوميات، مع ظهور تطلعات بعض الأقليات نحو الحصول على الاستقلال.
- بناء تحالفات عسكرية وسياسية متنافسة بين القوى الإمبريالية، مثل دول الوفاق الثلاثي (النمسا، ألمانيا، إيطاليا) ودول التحالف (الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، إنجلترا).
فيديو كناري الحرب
“أعداد هائلة من المصابين والوفيات” كان ذلك هو إحصاء الحربين العالميتين الأولى والثانية. ولكن، هل تلتها أي نتائج إيجابية؟ شاهد الفيديو للتعرف على ذلك: