مرض الملاريا
يُعتبر مرض الملاريا من الأمراض الخطيرة التي تهدد الحياة، ويتم انتقاله عبر لدغات البعوض الحامل لطفيلي يُعرف باسم المتصورة أو البلازموديوم (بالإنجليزية: Plasmodium parasite). بعد تعرض الإنسان للدغة، يدخل الطفيل إلى مجرى الدم ويتجه إلى الكبد حيث يكمل مراحل تطوره ونضجه. ثم ينتقل إلى كريات الدم الحمراء ليدمرها، مما يؤدي إلى ظهور أعراض تتمثل في نوبات متكررة تدوم من يومين إلى ثلاثة أيام. حسب منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization)، تم تسجيل حوالي 216 مليون حالة ملاريا في 91 دولة في عام 2016، مع التركيز على أن معظم الحالات كانت في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.
أعراض مرض الملاريا
عادةً ما تظهر الأعراض بعد عشرة أيام إلى أربعة أسابيع من التعرض للعدوى. يقوم الأطباء بتصنيف هذه الأعراض إلى نوعين رئيسيين، وهما:
- الملاريا غير المعقدة: حيث تظهر على المصاب أعراض خفيفة دون دلائل على تلف الأعضاء الداخلية. وتتشابه أعراضها مع أعراض الإنفلونزا، وتشمل:
- الشعور بالقشعريرة والبرد.
- ارتفاع درجات الحرارة، والصداع، والتقيؤ.
- نوبات تشنجية لدى الأطفال.
- التعرق المفرط والشعور بالتعب والإرهاق.
- الملاريا الشديدة: حيث تظهر أعراض أكثر خطورة تشمل:
- الحمى والقشعريرة.
- تغير في وعي المصاب.
- نوبات تشنجية متكررة.
- د difficulties in breathing or shallow breaths.
- النزيف غير الطبيعي، ووجود علامات لفقر الدم.
- ظهور اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice).
علاج مرض الملاريا
يستند علاج الملاريا إلى إعطاء الأدوية المضادة للملاريا، التي قد تتسبب ببعض الآثار الجانبية مثل الغثيان، والصداع، والتقرحات الفموية، ورنين الأذن، وفقدان وضوح الرؤية، وزيادة الحساسية تجاه الشمس. يختار الأطباء الدواء المناسب وفقًا لنوع الطفيلي، شدة المرض، الحالة الصحية للمصاب، والمكان الجغرافي الذي تعرض فيه للعدوى. من بين الأدوية المستخدمة:
- الكلوروكين (بالإنجليزية: Chloroquine): يُستخدم كعلاج أو كإجراء وقائي ضد العدوى، وفعال ضد عدة أنواع من الطفيليات.
- الكيونين (بالإنجليزية: Quinine): يُستخدم فقط للعلاج، وعادة ما يوصف مع دواء آخر في الحالات المقاومة!
- بروغوانيل وأتوفاكوين (بالإنجليزية: Atovaquone and proguanil): تستخدم هذه التركيبة لعلاج والوقاية من بعض حالات الملاريا، ولكن لا يُسمح بها للنساء الحوامل أو الرضع.
- المفلوكوين (بالإنجليزية: Mefloquine): يُعتبر فعالًا في علاج الملاريا المقاوِمة، ولكن يرتبط بتأثيرات جانبية نفسية، لذا يُمنع استخدامه مع المرضى ذوي الأمراض النفسية.
- البريماكوين (بالإنجليزية: Primaquine): الأكثر فعالية في علاج الملاريا الناتجة عن المتصورة النشيطة (الاسم العلمي: Plasmodium vivax)، ولكن لا يُعد خيارًا لمرضى التفوّل.
- الكيونيدين جلوكونات (بالإنجليزية: Quinidine gluconate): يُعطى عن طريق الحقن الوريدي في الحالات الشديدة، ويستخدم مع مضادات حيوية مثل الدوكسيسيكلين (بالإنجليزية: Doxycycline) أو التيتراسيكلين (بالإنجليزية: Tetracycline) أو الكلينداميسين (بالإنجليزية: Clindamycin).
الوقاية من الملاريا
توجد أدوية يمكن استخدامها لتقليل خطر الإصابة بالملاريا خصوصًا عند السفر إلى المناطق الموبوءة. يعمل العلماء حالياً على تطوير لقاحات جديدة لمكافحة الملاريا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تقليل خطر الإصابة عن طريق حماية الجسم من لسعات البعوض، مثل استخدام ناموسيات معالجة بمبيدات حشرية، ورش المنازل بالمبيدات.
مضاعفات مرض الملاريا
يُعتبر مرض الملاريا من الأمراض الخطيرة التي قد تؤدي إلى الوفاة إذا لم تُعالج بشكل صحيح. وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention)، تم تسجيل 91% من حالات الوفاة في إفريقيا، وخاصة بين الأطفال دون الخمس سنوات. تشمل المضاعفات المحتملة:
- الملاريا الدماغية (بالإنجليزية: Cerebral malaria): قد تتسبب الطفيليات في انسداد الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ، مما يؤدي إلى انتفاخ أو خلل في الدماغ.
- مشاكل التنفس: نتيجة تراكم السوائل في الرئتين.
- فشل الأعضاء: مثل فشل الكبد أو الكلى، أو تمزق الطحال.
- فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia): نتيجة تدمير خلايا الدم الحمراء.
- هبوط مستوى سكر الدم: في الحالات الحادة، وقد يؤدي الكيونين إلى هذا الهبوط أيضًا.
تشخيص مرض الملاريا
يتم تشخيص الملاريا من خلال استفسارات حول التاريخ المرضي، والتحقق مما إذا تمت زيارة أي مناطق استوائية مؤخرًا. يقوم الطبيب أيضًا بإجراء فحص بدني للكشف عن علامات تضخم الكبد أو الطحال، وفي حالة ظهور أعراض المرض، سيتم طلب اختبار دم للتأكد من الإصابة بالملاريا.