يُعد السؤال حول أسباب الدوخة والغثيان من أكثر الأسئلة شيوعًا، حيث يمكن أن تكون هذه الأعراض ناتجة عن مجموعة من المشكلات الصحية أو الاضطرابات، خاصة عندما تتكرر بشكل مستمر وترافقها أعراض أخرى. سيتناول هذا المقال توضيح أسباب الدوخة والغثيان، مع الإشارة إلى الحالات التي تتطلب زيارة الطبيب بشكل عاجل.
الدوخة والغثيان
تُعرّف الدوخة بأنها إحساس بالدوار وفقدان التوازن أو التشويش الذهني. يشعر الشخص الذي يعاني من الدوخة كما لو أن جسمه ومحيطه يتحركان في تناغم غير مريح، وقد تؤثر هذه الحالة على التوازن الحسي، مما يؤدي أحيانًا إلى فقدان الوعي.
أما الغثيان فهو الشعور بالحاجة إلى التقيؤ، وهو شعور غير مؤلم ولكنه يسبب انزعاجًا وعدم ارتياح. تتفاوت شدة الغثيان من إحساس خفيف بعدم الراحة في المعدة إلى ألم شديد، والغثيان ليس مرضًا في حد ذاته، لكنه يمكن أن يكون عرضًا لمجموعة من الاضطرابات والمشاكل الصحية المختلفة.
أسباب الدوخة والغثيان في الصباح
قد يكون ظهور الدوخة والغثيان في الصباح إشارة إلى وجود العديد من المشكلات الصحية، ومنها ما يلي:
1- انخفاض سكر الدم
يمكن أن تنخفض مستويات السكر في الدم أثناء النوم بسبب نقص تناول الطعام، مما يؤدي إلى الشعور بالدوخة والغثيان وظهور أعراض مثل التنميل والتعرق والإرهاق.
2- الجفاف
يمكن أن يُعاني البعض من الجفاف في الصباح نتيجة نقص شرب الماء خلال اليوم السابق. يؤدي هذا إلى فقدان السوائل بصورة تفوق ما يتناوله الشخص، مما يتسبب في الشعور بالغثيان والدوخة، ويُمكن أن تُصاحب ذلك أعراض أخرى مثل التعب وصداع الرأس.
3- انقطاع النفس الانسدادي النومي
يُعتبر انقطاع النفس الانسدادي النومي أحد الاضطرابات التي تسبب توقف التنفس بشكل مؤقت أثناء النوم، مما يؤدي إلى استيقاظ الشخص عدة مرات خلال الليل. يؤدي نقص النوم المستمر إلى الشعور بالغثيان والدوخة، بالإضافة إلى جفاف الفم والحلق والشخير والصداع.
علاج الدوخة والغثيان
يُمكن علاج الدوخة والغثيان بسهولة بمجرد تحديد السبب الجذري وراءهما. وفيما يلي بعض الخيارات العلاجية الطبية وغير الطبية التي قد تساعد في تخفيف حدة الدوخة والغثيان:
1- علاج الدوخة
قد يعتاد الجسم على التغيرات المسببة للدوخة حتى تختفي تلقائيًا بدون الحاجة لعلاج. ومع ذلك، قد يُوصي الطبيب ببعض الأدوية التالية للمساعدة في التغلب على الدوخة:
- أدوية مُخففة للدوخة والغثيان مثل مضادات الكولين ومضادات الهيستامين، والتي قد تُسبب شعورًا بالنعاس.
- مدرات البول: يمكن أن يصف الطبيب دواءً مدرًّا للبول مع نصائح بتقليل الملح في الطعام، خاصة إذا كانت الدوخة ناجمة عن مرض مينيير (Meniere’s Disease).
- مضادات القلق مثل ألبرازولام وديازيبام، وهي تنتمي إلى مجموعة الأدوية المعروفة باسم البنزوديازيبينات.
2- علاج الغثيان
هناك مجموعة من الأدوية والعلاجات المستخدمة في علاج الغثيان، ومنها:
- الأدوية المضادة للغثيان والتقيؤ مثل دولاسيترون، ولورازيبام، وأوندانسيترون.
- الوخز بالإبر: يهدف إلى تحفيز الأعصاب لإرسال إشارات إلى النخاع الشوكي والدماغ، مما يُسهم في تخفيف شعور الغثيان.
- تقنيات التنفس: من خلال أخذ أنفاس عميقة وبطيئة عدة مرات، مما يُعتبر فعالًا في التخفيف من إحساس الغثيان.
- الزنجبيل: أظهرت الدراسات الحديثة أن الزنجبيل فعال في تقليل الغثيان، بفضل احتوائه على مركبات مشابهة لتلك الموجودة في الأدوية المضادة للغثيان، لكنه يُعتبر أقل تسببًا للآثار الجانبية. يمكن استخدامه كمشروب لعلاج الغثيان الناجم عن العلاج الكيميائي أو الغثيان المصاحب للحمل أو بعد العمليات الجراحية.
من المهم التأكيد على أن جميع الأدوية المذكورة يجب أن تُستخدم بوصفة طبية، لتفادي حدوث أي مشكلات صحية أو تفاقم الحالة القائمة.
متى يجب زيارة الطبيب
إذا تكررت الدوخة والغثيان لفترة طويلة، يجب استشارة الطبيب، خاصةً إذا صاحبها أحد الأعراض التالية:
- صعوبة في التنفس.
- ألم في الصدر.
- صداع مفاجئ وشديد.
- الإغماء.
- الرؤية المزدوجة.
- خدر أو ضعف في الوجه.
- الإغماء، لا سيما إذا تكرر بشكل متكرر.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- القيء المستمر.
- صعوبة في المشي والمعاناة من التعثر.
- الإحساس بالخدر أو الشلل في الذراعين والساقين.
- صداع مفاجئ وشديد.
- الارتباك وعدم وضوح الكلام.
- تغيير مفاجئ في السمع.
في ختام المقال، تم تسليط الضوء على كل من الدوخة والغثيان، مع توضيح الأسباب المحتملة لهما، بالإضافة إلى الحالات التي تتطلب زيارة الطبيب لتشخيص الحالة ووصف العلاج المناسب.