دولة الفاتيكان في أوروبا
تُعتبر دولة الفاتيكان واحدة من الدول الفريدة في القارة الأوروبية، حيث تُصنف بأنها الأصغر على مستوى العالم سواء من حيث عدد السكان أو المساحة. تقع هذه الدولة الإهليلجية الشكل في قلب العاصمة الإيطالية روما، التي تحيط بها من جميع الجهات، وتفصلها عنها أسوار محددة. تُقدّر مساحتها بحوالي 0.44 كيلومتراً مربعاً، ويبلغ عدد سكانها نحو ثمانمئة نسمة تقريباً، مما يجعلها تُعرف كأصغر دولة في العالم.
الأهمية
على الرغم من صغر حجمها وعدد سكانها، فإن لموقع دولة الفاتيكان أهمية كبيرة كونه المركز الرئيسي لقيادة الكنيسة الكاثوليكية، التي يتبعها نحو مليار شخص حول العالم. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي الدولة على مجموعة غنية من الأعمال الفنية التي تم الحفاظ عليها في أرشيفها ومتاحفها منذ عصور سابقة وحتى اليوم، كما تلعب دوراً مهماً في الدفاع عن القضايا الإنسانية والأخلاقية.
اللغة
لا توجد لغة رسمية لدولة الفاتيكان، لكن اللغة اللاتينية تُعتبر اللغة الرسمية للكرسي الرسولي، بينما تُعتبر اللغة الإيطالية الأكثر انتشاراً واستخداماً كونها تقع ضمن الأراضي الإيطالية. وهناك أيضاً مجموعة من اللغات الأخرى المستخدمة بما في ذلك الألمانية، الإنجليزية، الإسبانية، البرتغالية، البولندية، والفرنسية. هذه اللغات تُستخدم بشكل متزايد بين أتباع الكاثوليكية.
التاريخ
تاريخ دولة الفاتيكان طويل ومعقد، لكنها حصلت على استقلالها في 7 يونيو 1929 بعد توقيع مجموعة من المعاهدات في قصر لاتران. هذه المعاهدات، التي عُرفت باسم “اتفاقيات لاتران”، أُبرمت بين الحكومة الإيطالية والبابا بيوس الحادي عشر، والكاردينال كاسباري، وتهدف إلى تنظيم العلاقات ومنح الفاتيكان استقلالها.
عقب الاستقلال، استكملت دولة الفاتيكان إدارتها للكنائس والأديرة الموجودة في روما بناءً على العقائد الكاثوليكية، حيث يُعتبر البابا ممثلاً للكنيسة والسلطة المسؤولة. كما تم تعويضها بمبلغ مالي كتعويض عن الخسائر التي تكبدتها نتيجة للصراعات التي واجهتها مع إيطاليا.
الإدارة
تعتبر الفاتيكان حالياً دولة مستقلة يتم إدارتها من قبل الإكليروس، والذي يتبع للبابا، الأسقف المنتخب من قبل الكرادلة. عادةً ما يُعين البابا رئيس الوزراء الذي يتولى الأمور السياسية والقانونية. دولة الفاتيكان ممثلة لدى العديد من المنظمات الدولية مثل منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية. نشيدها الوطني هو “السلام البابوي”، الذي ألفه الفرنسي شارل في القرن التاسع عشر بمناسبة اليوبيل الذهبي بسبب حصول البابا بيوس التاسع على سر الكهنوت.