يعتبر نزار قباني واحدًا من أبرز شعراء الأدب العربي، ولذلك يسعى العديد من الأشخاص للبحث عن أشعار له، حيث كانت مساهماته في تطوير الشعر العربي محل تقدير وإعجاب.
أشعار نزار قباني
قدم الشاعر قباني عددًا كبيرًا من القصائد المؤثرة التي تعكس تجارب إنسانية متنوعة، ومن بين الأشعار الأكثر تميزًا في إرثه الشعري:
قصيدة سأقول لكِ أحبك
تُعدّ هذه القصيدة واحدة من أبرز قصائد الحب التي كتبها نزار قباني، حيث تتناول مشاعر العشق تجاه زوجته بحب عميق، وتحتوي على عبارات جمالية، ومنها:
- سأقول لك أحبك، عندما تنتهي كل لغات العشق القديمة، ويصبح لكل عشّاقٍ جُملٌ وعبرٌ جديدة.
- عندها ستبدأ مهمتي.
- ففي تغيير معالم هذا العالم وكنوزه، شجرة تلو شجرة، وكوكب تلو كوكب، قصيدة تلو قصيدة.
- سأقول لك “أحبك”، وتقترب المسافة بين عينيك وبين دفاتري، ويصبح الهواء الذي تتنفّسينه هو ذات الهواء الذي يتخلل صدري.
- وتصبح اليد التي وضعتها على مقعد السيارة هي يدي، سأقولها في اللحظة التي أستعيد فيها طفولتي وأحلامي.
- معك سأستعيد الزمن الأزرق على شواطئ بيروت، حيث كنت ترتعشين كسمكة بين أصابعي.
- فأغطيكِ عندما تغفين، بملاءة من نجوم الصيف، سأقول لك “أحبك”، وسنظل معًا حتى تنضج سنابل القمح في الحاجة إليك، وحتى تنفجر الينابيع تحت حراسة الحب.
- وحتى تتعلم العصافير الطيران، والفراشات رسم جمالك، سأقول لك “أحبك” عندما تختفي الحدود بينك وبين القصيدة.
- لن يكون الأمر سهلًا كما تظنين، فخارج إيقاعات الشعر، لا أستطيع الدخول لحوار مع جسد غير مألوف.
- إنني أرفض الأجساد التي لا تتحدث بحكمة، والعيون التي لا تتساءل.
- فكل شرط لذاتي مرتبط بالشعر، فالمرأة هي قصيدة أعيشها، أموت بها، وأموت إن نسيتها.
أحبك لا أدري حدود محبتي
تتميز هذه القصيدة بجمال لغتها وبلاغتها، حيث تعبر عن عواطف قوية ومتعلقة بحب الشاعر لحبيبته، ويقول فيها:
- أحبك لا أدري حدود محبتي، فإن طبيعتي أعاصير، وعواطفي سيل، وأعلم أني متعب يا صديقتي.
- وأعرف أنني متهور، مثل طفل أحب بكل جوارحي، أحب بريشتي، أحب بكلي، جوابي لا يتقبل الاعتدال.
- فالحب بالنسبة لي يعني تعبيرًا جديدًا وتكسيرًا للحدود، ونار لها لهيب، وتحطيم لأسوار الثواني بإبداعات.
- أنا! من أكون؟، فلتقبليني مغامرة تحتضن ظلال الليل والخيالات، أحبك تشرقين في عمري.
- تعاشرينني كالعطر يتغنى برائحة الزهور، وكالخمر في كؤوس الزمن.
- قبل مروري إليك لم أكن شيئًا، وبعدك تساءلت: هل كنت موجودًا؟
- في عينيك يوجد سري، إذا تجلى لي فضل الحياة، فإنه يعود لكِ.
القصيدة الدمشقية
تسجل هذه القصيدة حب نزار قباني لمدينته دمشق، التي تعد وطنه وجذوره، تحمل في طياتها مشاعر عميقة، ومن ضمن كلماتها المعبرة:
- هذه دمشق، وهذه الكأس والراح، إني أحب، وبعض الحب قاتل، أنا الدمشقي، إذا تم تشريحي، ستسيل من جسدي عناقيد وتفاح.
- ولو تم فتح شراييني بأرضك، ستسمعون صوت حبي في دمائي.
- زراعة القلب تُشفي بعض المحبين، وما لقلبي –إذا أحببت- جراح.
- مآذن الشام تبكي عندما تعانقني، وللمآذن أرواح مثل الأشجار.
- للياسمين حقوق في بيوتنا، والقطط تنام حيث تجد الراحة.
- طاحونة البن جزء من طفولتي، كيف يمكنني أن أنسى؟ وعطر الهيل بعبيره الجذاب.
- هذا هو مكان “أبي المعتز”، ووجه “فائزةٍ” نور وملامح.
- هنا جذوري، هنا قلبي، هنا لغتي، كيف أوضح؟ هل في الحب وضوح؟ كم من دمشقيةٍ باعت حليها لتغازله، والشعر مفتاح السعادة.
- أتيت متعذرًا لأشجار الصفصاف، فهل تسامحني هيفاء ووضاح؟ خمسون عامًا وقطعني المغتربون، وما من أمل في الأفق.
- تقاذفتني بحار لا ضفاف لها، وطاردتني شياطين الليل، أقارع القبح في شعري وأدبي.
- ما للعروبة تبدو كالأرملة؟، ألا توجد في تاريخها أفراح؟، والشعر؟ ماذا سيبقى من أصالته؟ إذا تولاه النصاب والمداح؟
- وكيف نكتب والأقفال في أفواهنا؟، وكل لحظة تحل فيها المصائب؟، حاملة شعري على ظهري فأرهقتني، ماذا يبقى من الشعر عندما نستريح؟
أصبح عندي الآن بندقية
تُعتبر هذه القصيدة من أجمل الأعمال التي كتبها نزار قباني، وغنتها الفنانة الكبيرة أم كلثوم. يُعبّر فيها الشاعر عن مشاعر الحب والانتماء لفلسطين ورغبته في الدفاع عنها، حيث يقول:
- أصبح عندي الآن بندقية، إلى فلسطين خذوني معكم، إلى الوديان الحزينة، كوجه المجدلية، إلى القباب الخضر، والحجارة المقدسة.
- عشرين عامًا وأنا أبحث عن وطن، أبحث عن منزلي هناك، عن طفولتي وأصدقائي.
- عن كتبي، عن صوري، عن كل ركن دافئ وكل مزهرية.
- إلى فلسطين خذوني معكم، أريد أن أعيش أو أموت كالرجال.