ماء الجنين
ماء الجنين، المعروف أيضًا بالسائل الأمينوسي (بالإنجليزية: Amniotic fluid)، هو سائل أصفر صافٍ يتكون خلال الأيام الاثني عشر الأولى من الحمل داخل الكيس الأمينوسي. هذا الكيس يتكون من غشائين: الغشاء السلوي وغشاء المشيمة، ويحيط السائل بالجنين داخل الرحم. يلعب السائل الأمينوسي دورًا حيويًا في العديد من الوظائف الأساسية لنمو الجنين الصحي؛ حيث يسمح له بالتحرك، مما يعزز نمو العظام بشكل سليم، ويحتوي على العناصر الغذائية، والهرمونات، والأجسام المضادة. كما أنه يعمل على حماية الجنين من الصدمات ويعزز تطور الرئتين بطريقة صحيحة، بالإضافة إلى مساهمته في الحفاظ على درجة حرارة مناسبة حول الجنين. من المهم ملاحظة أن زيادة أو نقصان كمية السائل الأمينوسي قد يؤديان إلى مشاكل ومضاعفات للجنين. في البداية، يتكون السائل من ماء جسم الأم، ثم يُستبدل تدريجياً ببول الجنين، وبعد حوالي 20 أسبوعًا من الحمل يصبح بدلًا من ذلك بول الجنين بالكامل.
أسباب جفاف ماء الجنين
عادةً ما يتمزق الكيس الأمينوسي عندما تدخل المرأة مرحلة المخاض، ولكن في بعض الحالات قد يحدث تمزق أو تسريبات للسائل الأمينوسي مما يؤدي إلى جفاف السائل قبل بدء المخاض، وغالبًا ما يحدث ذلك قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل. تصل نسبة هذه الحالة إلى حوالي 3% من حالات الحمل، وتعرف طبيًا باسم تمزق الأغشية المبكر (بالإنجليزية: Preterm premature rupture of membranes)، وهي تمثل نحو ثلث حالات الولادة المبكرة. يجب التنويه إلى أن جفاف السائل حول الجنين يمكن أن يسبب له مشاكل عدة، منها متلازمة ضيق النفس، وتسمم الجنين، كما يمكن أن يؤدي إلى تدلي الحبل السري، أو انقطاع المشيمة، وحتى وفاة الجنين. تمثل الأسباب التالية بعض العوامل التي تؤدي إلى تمزق الأغشية المبكر وجفاف السائل الأمينوسي:
- حدوث انقباضات تضع ضغطًا على الكيس الأمينوسي، مما قد يؤدي إلى تمزقه.
- الإصابة بعدوى في المسالك البولية أو العدوى المنقولة جنسيًا.
- الإصابة ببعض الأمراض مثل أمراض الرئة أو متلازمة إهلرز-دانلوس (بالإنجليزية: Ehlers Danlos Syndrome).
- التعرض لمواد ضارة، مثل التبغ، والمخدرات، والكحول.
- إجراء عملية بزل السائل الأمينوسي (بالإنجليزية: Amniocentesis) التي يتم فيها أخذ عينة من السائل الأمينوسي للفحص والتشخيص، وذلك من خلال إدخال إبرة عبر جدار البطن وشفط كمية صغيرة من السائل. يجب أن نلاحظ أن الجرح الناتج عن إدخال الإبرة يحتاج لوقت للشفاء.
- إجراء عملية تطويق عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervical Cerclage)، حيث يقوم الأطباء بخياطة الغرز في عنق الرحم لتجنب الولادة المبكرة، وغالبًا ما تُجرى لهذه النساء اللاتي يواجهن اتساع عنق الرحم نتيجة لضغط الحمل.
حجم ماء الجنين الطبيعي
يمكن تقدير حجم السائل الأمينوسي بسهولة في النصف الأول من الحمل، حيث يرتبط حجم السائل بوزن الجنين. على سبيل المثال، يبلغ متوسط حجم السائل الأمينوسي في الأسبوع الثاني عشر من الحمل حوالي 60 مل. وعند إجراء بزل السائل في الأسبوع السادس عشر، يصل الحجم إلى حوالي 175 مل. بعد الأسبوع العشرين، يحدث تباين كبير في حجم السائل، حيث تشير الدراسات إلى أن حجمه يزيد بشكل ثابت خلال النصف الثاني من الحمل ليصل إلى ما بين 400 إلى 1200 مل في الفترة من الأسبوع الرابع والثلاثين إلى الأسبوع الثامن والثلاثين. يجب ملاحظة أن حجم السائل الأمينوسي يبدأ بالتقلص بعد الأسبوع الثامن والثلاثين بمعدل تقريباً 125 مل أسبوعيًا.
أعراض جفاف ماء الجنين
يمكن أن يحدث انخفاض السائل الأمينوسي بشكل مفاجئ أو تدريجي بسبب تسريب بطيء. يصعب في كثير من الأحيان التمييز بين تسرب السائل الأمينوسي، أو البول، أو الإفرازات المهبلية خاصة في المراحل المتقدمة من الحمل؛ حيث تمتلئ المثانة سريعاً مما قد يؤدي إلى تسريب البول، وقد تزداد الإفرازات المهبلية لتسهيل عملية الولادة. يجب التنبيه إلى أن خصائص السائل الأمينوسي تختلف عن البول والإفرازات المهبلية. على سبيل المثال، يتميز البول برائحة معينة، في حين أن الإفرازات المهبلية تميل إلى اللون الأبيض أو الأصفر، بينما يتصف السائل الأمينوسي بالخصائص التالية:
- عادةً ما يكون السائل الأمينوسي شفافًا، وقد يكون لونه أبيض ويحتوي على بعض المخاط أو الدم.
- يتميز السائل الأمينوسي بأنه عديم الرائحة.
- كميات السائل المتسربة عادةً ما تكون كافية للشعور بها.
المخاطر المرتبطة بجفاف ماء الجنين
يمكن أن يتسبب تسرب السائل الأمينوسي في مجموعة من المخاطر والمضاعفات التي تؤثر على صحة الطفل والأم. فيما يلي بعض المخاطر المرتبطة بجفاف ماء الجنين وفقًا للمرحلة من الحمل:
- خلال الثلث الأول أو الثاني من الحمل: تشمل المضاعفات الناتجة عن تسرب السائل في هذه الفترة:
- تشوهات خلقية.
- الإجهاض.
- ولادة مبكرة.
- ولادة جنين ميت.
- خلال الثلث الأخير من الحمل: إذا حدث التسريب في هذه الفترة، فقد يؤدي إلى مضاعفات مثل:
- صعوبات أثناء الولادة، مثل الضغط على الحبل السري ما يؤدي إلى نقص الأكسجين للجنين.
- زيادة خطر الحاجة للولادة القيصرية.
- تأخر عام في نمو الجنين.
فيديو أعراض نقص ماء الجنين
شاهد هذا الفيديو لتتعرف على أعراض نقص ماء الجنين:
