شعر الحب لأحمد شوقي يُعَدُّ الشعر وسيلة التعبير الأولى عن كل ما يختلج في المجتمع، والشاعر البارز هو من يستلهم من محيطه ويعكسه في أبيات شعرية فريدة. ونظرًا لأن الحب جزء لا يتجزأ من أي مجتمع، فإن الأبيات الشعرية التي تعبر عنه متعددة للغاية.
مقدمة عن أمير الشعراء
- أمير الشعراء هو الشاعر العظيم أحمد شوقي، الذي أسعدنا دائمًا بشعره المتميز الذي تناول مواضيع الوطن والحب والغزل، إلى جانب قصائد تناقش أحداث عصره.
- تمكن أحمد شوقي من تكييف ألفاظ اللغة العربية لتقديم قصائد لا تزال خالدة حتى يومنا هذا، وكان يستلهم من تراث الماضي الكثير من الأفكار، مستفيدًا منها لتلبية احتياجات عصره، مما جعله حلقة وصل بين التراث والحداثة.
أشعار الحب لأحمد شوقي
تتميز أشعار الحب لأحمد شوقي بجمالها وروعة كلماتها، حيث استطاع إبراز الجانب الجميل للحب. من بين أروع قصائده في هذا الإطار:
ردَّت الروح على المضْنَى معكْ … أحسن الأيام يوم أرجعك.
مَرَّ من بعدِك ما رَوَّعَني … أَترى يا حلْو بعدي روّعك؟
كم شكوت البيْن بالليل إلى … مطلع الفجر عسى أن يطلعك.
وبعثت الشوقَ في ريح الصَّبا … فشكا الحرقة مما استودعك.
يا نعيمي وعذابي في الهوى … بعذولي في الهوى ما جَمعَك؟
أَنت روحي ظَلَم الواشي الذي … زَعَم القلبَ سَلا، أَو ضيَّعك.
مَوْقِعي عندَك لا أَعلمه … آهِ لو تعلم عندي موقِعَك!
أَرْجَفوا أَنك شاكٍ موجَع … ليت لي فوق الضَّنا ما أوجعك.
نامت الأعين، إلا مقلة … تسكب الدمعَ، وترعى مضجَعك.
يا ناعما رقدت جفونه … مضناك لا تهدا شجونه.
حملَ الهوى لك كلَّه … إن لم تعنه فمنْ يعينه؟
عدْ منعِما، أَو لا تَعدْ … أَوْدَعْتَ سرَّكَ مَن يصون.
بيني وبيكَ في الهوى … سبب سيجمعنا متينه.
رشأ يعاب الساحر … إلا جفونه.
الروح مِلْك يمينه … يَفديه ما مَلَكَتْ يَمِينه.
ما البان إلاّ قدّه … لو تيمتْ قلباً غصونه.
ويزين كلَّ يتيمة … فمه، وتحسبهَا تَزينه.
ما العمر إلا ليلة … كان الصباح لها جبينه.
بات الغرام يَديننا … فيها كما بتنا ندينه.
بين الرقيب وبيننا … وادٍ تباعده حزونه.
تغتابه ونقول: لا … بَقِي الرقيب ولا عيونه.
قصيدة في زهرتي ذا العود من أهل الهوى لأحمد شوقي
يُعتَبَر أحمد شوقي من الشعراء القلائل الذين استطاعوا الاستفادة من التراث وتطويره ليناسب العصر الذي عاش فيه، حيث ينتمي إلى مدرسة الإحياء والبعث في الشعر، وقدّم للحب مجموعة من أروع القصائد، ومنها:
في زهرتَي ذا العود من.
أهل الهوى جمعت صفات.
كالعاشقَين تقابلا.
لكن على سرر النبات.
متآنسين يلاقيان الحب من كل الجهات.
هذا على هذا حنا.
ولذا إلى هذا التفات.
لكن في الفجر الحياة.
وفي الضحى لهما الممات.
قسماً لقد عاشا ولما.
يأملا أملا ففات.
من لي بسوق للحياة.
يقال فيها خذ وهات.
فأبيع عمرا في الهموم.
بساعة في الطيبات.
قصائد أحمد شوقي عن الحب
تُعَدّ أشعار الحب لأحمد شوقي بمثابة ملاذ لكل محب، فهي تعكس بألفاظها الرقيقة تجارب الحب الحقيقية بأسلوب يلامس قلوب المحبين. ولا شك أنها من بين أشهر الأشعار في زمنه، ومن أبرزها:
سَلو قَلبي غَداةَ سَلا وَثابا … لعَلَّ عَلى الجَمالِ لَه عِتابا.
وَيسأَل في الحَوادِثِ ذو صَوابٍ … فَهَل تَرَك الجمال لَه صَوابا.
وَكنت إِذا سَأَلت القَلبَ يَومًا …. تَوَلّى الدَمع عَن قَلبي الجَوابا.
وَلي بَينَ الضلوعِ دَمٌ وَلَحمٌ … هما الواهي الَّذي ثَكِلَ الشَبابا.
تَسَرَّبَ في الدموعِ فَقلت وَلّى … وَصَفَّقَ في الضلوعِ فَقلت ثابا.
وَلَو خُلِقَتْ قلوبٌ مِن حَديدٍ … لَما حَمَلَتْ كَما حَمَلَ العَذابا.
وَأَحبابٍ سقيت بِهِمْ سلافًا … وَكانَ الوَصل مِن قِصَرٍ حَبابا.
وَنادَمنا الشَبابَ عَلى بِساطٍ … مِنَ اللَذاتِ مختَلِفٍ شَرابا.
وَكل بِساطِ عَيشٍ سَوفَ يطوى … وَإِن طالَ الزَمان بِهِ وَطابا.
كَأَنَّ القَلبَ بَعدَهم غَريبٌ … إِذا عادَته ذِكرى الأَهلِ ذابا.
وَلا ينبيكَ عَن خلقِ اللَيالي … كَمَن فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَالصَحابا.
أَخا الدنيا أَرى دنياكَ أَفعى … تَبَدِّل كلَّ آوِنَةٍ إِهابا.
وَأَنَّ الرقطَ أَيقَظ هاجِعاتٍ … وَأَترَع في ظِلالِ السِلمِ نابا.
وَمِن عَجَبٍ تشَيِّب عاشِقيها … وَتفنيهِمْ وَما بَرِحَتْ كَعابا.
فَمَن يَغتَر بِالدنيا فَإِنّي … لَبِست بِها فَأَبلَيت الثِيابا.
لَها ضَحِك القِيانِ إِلى غَبِيٍّ … وَلي ضَحِك اللَبيبِ إِذا تَغابى.
جَنَيت بِرَوضِها وَردًا وَشَوكًا … وَذقت بِكَأسِها شَهدًا وَصابا.
فَلَم أَرَ غَيرَ حكمِ الله حكمًا …. وَلَم أَرَ دونَ بابِ اللَهِ بابا.
وَلا عَظَّمت في الأَشياءِ إِلا …. صَحيحَ العِلمِ وَالأَدَبَ اللبابا.
وَلا كَرَّمت إِلا وَجهَ حرٍّ … يُقَلِّد قَومَه المِنَنَ الرَغابا.
وَلَم أَرَ مِثلَ جَمعِ المالِ داءً … وَلا مِثلَ البَخيلِ بِهِ مصابا.
فَلا تَقتلكَ شَهوَته وَزِنها …. كَما تَزِن الطَعامَ أَوِ الشَرابا.
وَخذ لِبَنيكَ وَالأَيّامِ ذخرًا …. وَأَعطِ اللهَ حِصَّتَه احتِسابا.
فَلَو طالَعتَ أَحداثَ اللَيالي … وَجَدتَ الفَقرَ أَقرَبَها انتِيابا.
وَأَنَّ البِرَّ خَيرٌ في حَياةٍ …. وَأَبقى بَعدَ صاحِبِهِ ثَوابا.
وَأَنَّ الشَرَّ يَصدَع فاعِليهِ … وَلَم أَرَ خَيِّرًا بِالشَرِّ آبا.
فَرِفقًا بِالبَنينَ إِذا اللَيالي …. عَلى الأَعقابِ أَوقَعَتِ العِقابا.
كما يمكنكم التعرّف على:
شعر أحمد شوقي عن الحب
إن أشعار الحب لأحمد شوقي تُعتبر دليلاً دامغاً على موهبته الشعرية النادرة، فقد بدأت موهبته في الظهور منذ الصغر وتطورت لتبلغ ذروتها. من بين أجمل قصائده الشعرية حول الحب:
مضناك جفاه مَرْقَده … وبكاه ورَحَّمَ عوَّده.
حيران القلبِ معَذَّبه …. مقروح الجفنِ مسهَّده.
أودى حرفاً إلا رمقاً …. يبقيه عليك وتنْفِده.
يستهوي الورْق تأوهه … ويذيب الصخرَ تنهده.
ويناجي النجم ويتعبه …. ويقيم الليلَ ويقْعِده.
ويعلم كلَّ مطوَّقة ٍ … شجناً في الدَّوحِ تردِّده.
كم مدّ لِطَيْفِكَ من شَرَكٍ …. وتأدّب لا يتصيَّده.
فعساك بغمْضٍ مسعِفه …. ولعلّ خيالك مسعدة.
الحسن حَلَفْت بيوسفِهِ …. والسورَة ِ إنك مفرَده.
قد وَدَّ جمالك أو قبساً ….. حوراء الخلْدِ وأَمْرَده.
وتمنَّت كلٌّ مقطَّعة ٍ …. يدَها لو تبْعَث تَشهده.
جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِيَّ دَمِي …. أكذلك خدك يَجْحَده؟
قد عزَّ شهودي إذ رمَتا …. فأشرت لخدِّك أشهده.
وهممت بجيدِك أشرَكه …. فأبى، واستكبر أصيَده.
وهزَزْت قَوَامَك أَعْطِفه …. فَنَبا، وتمنَّع أَمْلَده.
سببٌ لرضاك أمَهِّده …. ما بال الخصْرِ يعَقِّده؟
بيني في الحب وبينك ما …. لا يَقْدِر واشٍ يفْسِده.
ما بال العاذِلِ يَفتح لي …. بابَ السلْوانِ وأوصِده؟
ويقول: تكاد تجن به ….. فأَقول: وأوشِك أَعْبده.
مَوْلايَ وروحِي في يَدِه ….. قد ضَيَّعها سَلِمتْ يَده.
ناقوس القلبِ يدق له …. وحنايا الأَضْلعِ مَعْبَده.
قسماً بثنايا لؤلئِها …. قسم الياقوت منضده.
ورضابٍ يوعد كوثره … مَقتول العِشقِ ومشْهَده.
وبخالٍ كاد يحج له … لو كان يقبَّل أسوده.
وقَوامٍ يَرْوي الغصْن له … نَسَباً، والرمْح يفَنِّده.
وبخصرٍ أوهَنَ مِنْ جَلَدِي .. وعَوَادِي الهجر تبدِّده.
ما خنت هواك، ولا خطرتْ … سلوى بالقلب تبرده.