تاريخ الطيران
كان اهتمام البشر بالطيران واضحاً منذ العصور القديمة، حيث تجلت هذه الفكرة في العديد من الأساطير التي ظهرت في مختلف الثقافات. يعتبر ليوناردو دافنشي، العالم الإيطالي، هو أول من وضع تصاميم لطائرات في بداية القرن السادس عشر، رغم عدم تنفيذها فعلاً. أما بالنسبة للاختراع الفعلي للطيران، فقد تحقق في أواخر القرن الثامن عشر من خلال المناطيد (البالونات الهوائية) التي ابتكرها الأخوان مونغولفييه، مستندين بذلك إلى تقنية الهواء الساخن والهالوجين كوقود. لكن، نظرًا لعيوب هذه الوسيلة، بدأ العلماء بالبحث عن آلات طيران أسرع وأكثر أمانًا، مما أدى إلى التركيز على الطائرات الشراعية. وكان من أبرز الرواد في هذا المجال المخترع الألماني أوتو ليلينتال، الذي نجح في تصنيع طائرة شراعية عام 1896، لكن محاولته للانطلاق لم تتجاوز الخمسين مترًا، مما أدى إلى سقوطه ووفاته بعد فترة وجيزة.
أقوى طائرة في العالم
عالم الطائرات واسع ومتنوع، حيث تُستخدم لأغراض مدنية وعسكرية عديدة. ويصعب تحديد طائرة واحدة كأفضلها، إذ تُقسم الطائرات إلى فئتين: المدنية والحربية، كل منهما تضم طائرات مميزة. ومن بين أقوى الطائرات الحربية يمكن الإشارة إلى:
أقوى الطائرات الحربية
تتميز الطائرات الحربية بمجموعة من الخصائص مثل نوع المحرك، السرعة، القدرة على المناورة، والقدرة على التخفي عن الرادارات، بالإضافة إلى تنوع المهام الهجومية والدفاعية. وإليك أبرز هذه الطائرات:
- إف-22 رابتور: طائرة حربية نفاثة صممتها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، مزودة بمحركات من الجيل الخامس تمنحها سرعة وقوة عالية. تُعتبر هذه الطائرة الأسرع بفضل خاصية التخفي عن الرادارات، ويبلغ طولها 18.9 مترًا وارتفاعها عن الأرض 5.08 مترًا. عددها في العالم لا يتجاوز 200 وحدة بسبب تكاليفها المرتفعة التي تصل إلى 356 مليون دولار أمريكي.
- إف-35 لايتنيغ الثانية: طائرة نفاثة مشابهة لإف-22، تُعرف بلقب “الشبح”، صممت لتحل محل طائرات الـإل إف في القوات الأمريكية. تتميز بسرعتها وميزاتها الخفية ومهامها المتعددة مثل الضربات التكتيكية. يبلغ طولها 15.7 متر وأقصى سرعة تصل إليها 1930 كم/ساعة.
- إف سوبر هورنت: طائرة حربية متعددة المهام طورتها شركة بيونغ بالتعاون مع ماكدونيل دوغلاس. تعمل بمحركين من الجيل الرابع والنصف، وكانت أول نسخة منها في عام 1995، حيث دخلت الخدمة عام 1999. تُعرف بسرعتها العالية وقدرتها على العمل في ظروف جوية قاسية.
- يوروفايتر تايفون: طائرة حربية أوروبية نتجت عن تعاون بين إيرباص وعدد من الدول مثل إسبانيا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا. تتميز بقدرتها الدفاعية وتعدد مهامها الهجومية.
- جاس-39 غربين: طائرة سويدية متعددة المهام، تم تطويرها بواسطة شركة ساب، وتتميز بمحرك نفاث قوي وقدرتها على الهبوط والإقلاع من مسارات قصيرة. تغلب وزنها الخفيف وثمنها المنافس الطائرات الحربية الأخرى، حيث دخلت الخدمة عام 2000.
أفضل الطائرات المدنية
تتميز الطائرات المدنية الجيدة بقدرتها على التحمل وجودة الراحة المقدمة للمسافرين، بالإضافة إلى السرعة وكفاءة استهلاك الوقود. ومن بين أفضل الطائرات المدنية المتوفرة:
- بوينغ 747-8: طائرة مدنية من شركة بوينغ بدأت في التصنيع عام 2005، وتتميز بسرعتها وقدرتها على مواجهة الظروف الجوية الصعبة. تتسع لحوالي 400 راكب وتتنافس بشدة مع طائرة إيرباص إيه 380.
- إيرباص إيه 380: تعد أكبر طائرة مدنية في العالم حالياً، وقد استغرق تصميمها عدة سنوات. تحتوي على محركات نفاثة ويتراوح عدد مقاعدها بين 544 و615، ويصل طولها إلى 79.8 متر وارتفاعها 24.1 متر.
- إمبراير 195-E2: أحدث طائرات الشركة البرازيلية إمبراير، وقد صممت بأناقة واهتمام لراحة الركاب. دخلت الخدمة في عام 2018 وتتميز بمساحة لعدد 144 راكبًا.
الأخوان رايت وتسارع تطور الطائرات
في عام 1903، أطلق الأخوان رايت أول طائرة لهما تحت اسم “فلاير 1″، حيث قامت برحلة وصلت مسافتها إلى 39 مترًا في 12 ثانية. منذ ذلك الحين، زادت وتيرة تطوير الطائرات المدنية والعسكرية بشكل كبير، خاصة خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، إلى يومنا هذا.