زلال الكلى
يُعتبر زلال الكلى، أو ما يُعرف بزلال البول، حالة تتمثل في ارتفاع مستوى البروتين في البول. في الظروف الطبيعية، تمنع الكلى السليمة مرور البروتين من الدم إلى البول، مما يجعل مستوى البروتين في البول ضئيلاً وغير ملحوظ. ولكن في حالة وجود مشكلات أو أمراض في الكلى، تتسرب كميات من البروتين، بما في ذلك بروتين الألبومين، إلى البول. يُعتبر زلال الكلى من الأعراض المبكرة لأمراض الكلى، ويمكن اكتشاف وجود الألبومين من خلال فحص البول الروتيني. من المهم الإشارة إلى أن الزلال قد ينتج أيضاً عن زيادة إنتاج البروتين في الجسم، دون أن يكون هناك خلل في وظائف الكلى.
أعراض زلال الكلى
عادةً ما لا تُظهر أمراض الكلى أعراضاً واضحة على المريض، حيث يمكن أن يعاني الشخص من زلال الكلى دون وجود أي علامات سريرية واضحة. وبالتالي، فإن الفحص المخبري للبول هو الطريقة الوحيدة لتشخيص الحالة، حيث يمكن قياس نسبة البروتين عن طريق حساب نسبة الألبومين إلى الكرياتينين في البول. إذا كانت هذه النسبة تتجاوز 30 مغ/غ، فإن ذلك قد يُشير إلى وجود مشاكل في الكلى. ومع تفاقم الحالة وزيادة مستويات البروتين، قد تظهر أعراض معينة، ويجب على المريض استشارة الطبيب فوراً، لأن هذه الأعراض تُعتبر مؤشراً على مراحل متقدمة من المرض. ومن بين هذه الأعراض نذكر:
- ظهور فقاعات أو رغوة في البول.
- تورم في اليدين والقدمين، وأحياناً في الوجه.
- صعوبة في التنفس، إضافة إلى شعور بالفواق.
- التبول المتكرر.
- مشاكل في النوم.
- شعور بالتعب والإرهاق.
- الغثيان والقيء.
- جفاف الجلد وقد يصاحبه حكة.
أسباب زلال الكلى
يوجد عدد من الأمراض التي قد تؤدي إلى تسرب البروتين إلى البول. من المهم أن نشير إلى أن بعض تلك الأمراض يمكن أن تتسبب في زيادة مؤقتة في مستوى البروتين، مثل الجفاف، التوتر النفسي، التعرض لدرجات حرارة منخفضة جداً، أو ارتفاع درجة حرارة الجسم. وفيما يلي بعض الأمراض التي قد تنتج عنها زيادة دائمة في مستويات البروتين في البول:
- الداء النشواني: يتمثل في تجمع البروتين في أعضاء الجسم.
- بعض الأدوية، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرودية.
- القصور الكلوي المزمن.
- مرض السكري.
- التهاب الشغاف، والذي هو التهاب في الطبقة الداخلية للقلب.
- تصلب الكبيبات القطعي البؤري.
- التهاب كبيبات الكلى، والذي يشمل التهاب خلايا الكلى التي تُعنى بترشيح الدم.
- أمراض القلب.
- التهاب الكلى.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الملاريا.
- السرطان النخاعي المتعدد.
- المتلازمة الكلوية.
- الحمل.
- تسمم الحمل.
- داء الساركويد.
- فقر الدم المنجلي.
- الالتهاب المفصلي الروماتويدي.
أنواع زلال الكلى
تشمل زلال الكلى ثلاثة أنواع رئيسية، والتي يمكن بيانها كما يلي:
- زلال الكلى المؤقت: يُعتبر الأكثر شيوعاً وينجم عن التعرض لضغوطات، مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم أو ممارسة تمارين رياضية مرهقة. هذا النوع لا يستدعي العلاج، بل يزول تلقائياً عند زوال السبب.
- زلال الكلى الانتصابي: يظهر فقط عند وقوف المريض ويختفي عند الاستلقاء، ولم يُعرف السبب المباشر له، كما أنه لا يحتاج لعلاج.
- زلال الكلى الدائم: يشير إلى وجود مرض مستمر يؤدي إليه، مثل أمراض الكلى أو الأمراض الأخرى التي تعزز إنتاج البروتين في الجسم.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بزلال الكلى
إلى جانب الأسباب المرضية، هناك فئات من الأشخاص تعتبر أكثر عرضة للإصابة بزرلال الكلى، ومن بينها:
- الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً.
- الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن.
- الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي لأمراض الكلى.
- الفئات العرقية التي تواجه ارتفاع ضغط الدم تعتبر أيضاً أكثر عرضة للإصابة بزلال الكلى.
علاج زلال الكلى
كما ذُكِر سابقًا، زلال الكلى ليس مرضًا منفصلًا، بل هو عرض قد ينجم عن عدة حالات. لذلك، يحتاج الطبيب إلى تحديد السبب الجذري لعلاج الحالة وبالتالي معالجة زلال الكلى. في كثير من الأحيان، يكون السبب الرئيس هو ارتفاع ضغط الدم أو سكر الدم. إذا كان المريض مصابًا بالسكري، يُوصى بمراقبة مستويات السكر والالتزام بتعليمات الطبيب بشأن النظام الغذائي والتمارين. أما بالنسبة للذين يعانون من ضغط الدم المرتفع، فيجب عليهم الالتزام بالأدوية الموصوفة التي تخفض الضغط وكمية البروتين في الدم. من الأدوية المعتادة التي يُمكن استخدامها، مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ومضادات مستقبلات الأنجيوتنسين، وهذه الأدوية يمكن أن تُعطى حتى لو لم يكن المريض مصابًا بارتفاع ضغط الدم أو السكري، نظراً لدورها في حماية الكلى ومنع تفاقم الحالة. بالإضافة إلى ذلك، قد يستفيد المريض من تغيرات بسيطة في نمط الحياة، مثل الإقلاع عن التدخين، ممارسة الرياضة، وفقدان الوزن في حالة السمنة.