يعد تطوير المهارات الاجتماعية للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة من القضايا المهمة التي يجب على كل أب وأم مراعاتها. غالبًا ما يسعى هؤلاء الأطفال للاندماج ضمن المجموعات، لكن سلوكهم قد يسبب في بعض الأحيان ابتعاد أقرانهم عنهم. لذا، سنستعرض عبر موقعنا كيفية تعزيز المهارات الاجتماعية للأطفال الذين يعانون من هذه الحالة.
تعزيز المهارات الاجتماعية للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة
يتطلب تعزيز المهارات الاجتماعية لدى الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة التركيز على أربعة جوانب رئيسية، وسنوضح ذلك من خلال الفقرات التالية:
1- تعزيز الوعي الاجتماعي لدى الطفل
تشير الأبحاث إلى أن الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة يعانون من نقص شديد في الوعي الاجتماعي، لذا من الضروري العمل على رفع مستوى هذا الوعي. وفيما يلي بعض النقاط التي تتناول هذا الموضوع:
- غالبًا ما يواجه أطفال فرط الحركة صعوبة في فهم المواقف الاجتماعية المحيطة بهم.
- كما لا يستطيعون تفسير ردود أفعال الآخرين تجاه تصرفاتهم بشكل صحيح.
- يعتقد بعضهم أن تفاعلاتهم مع الآخرين تسير بشكل طبيعي.
- تساهم المشكلات المرتبطة باضطراب فرط الحركة في ضعف المهارات الاجتماعية لديهم.
- لذلك، ينبغي إجراء اختبارات دقيقة لتقييم الحالة الاجتماعية للطفل.
- كما يُنصح بإجراء تقييمات ذاتية مستمرة.
- يجب العمل على تعليم الطفل المهارات الاجتماعية بشكل مباشر وعملي.
2- تعليم وممارسة المهارات بشكل مباشر
تضمن تطوير المهارات الاجتماعية للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ضرورة تعليمهم المهارات الاجتماعية بطريقة مباشرة. ومن الطرق الفعّالة لتحقيق ذلك:
- تقديم ملاحظات فورية للطفل عند تصرفه بأسلوب غير ملائم.
- يجب تكرار هذه الملاحظات في كل مرة يخطئ فيها الطفل.
- تُعتبر الأنشطة التمثيلية من الأساليب الفعّالة في تعليم المهارات الاجتماعية.
- يجب إجراء تمثيل للدور الاجتماعي بحيث تُبرز الإيجابيات في التصرفات السليمة.
- يتعين على الأهل التعاون مع المعالجين لوضع قواعد اجتماعية للطفل، وتعليمه أهمية الاستماع والتساؤل حول مشاعر الآخرين.
- من المهم أيضاً تعليم الطفل كيفية التفاوض بطريقة لا تتسبب في إيذائه أو إيذاء الآخرين.
- كما ينبغي وضع قواعد مثل ضرورة استخدام نبرة صوت منخفضة عند الحديث مع الآخرين.
3- خلق فرص لتطوير العلاقات الصداقة
تعد البيئة المحيطة عاملاً مهماً في تنمية المهارات الاجتماعية للطفل وتكوين صداقات. وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن أن يتخذها الأهل:
- يجب تنظيم لقاءات اجتماعية للطفل مع أقرانه من نفس العمر، مما يُتيح لهم اللعب سوياً.
- ينبغي أن يتراوح عدد الأطفال بين اثنين إلى ثلاثة لتعزيز الإدارة الفعالة للمواقف الاجتماعية.
- يجب اختيار الأنشطة والألعاب بعناية لتوجيه وتعزيز المهارات الاجتماعية والتعاون بشكل فعال.
- كلما كبر الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة، ستصبح علاقاته أكثر تعقيدًا، لذا يجب على الأهل الاستمرار في متابعة الطفل وتنظيم جلسات للتفاعل مع الأقران.
- مع بلوغ سن المراهقة، يصبح من الضروري التأكيد على أهمية وجود حتى صديق جيد واحد للحفاظ على صحة الطفل النفسية.
4- التعاون مع المدرسة لتعزيز التفاعل الاجتماعي
تؤدي المدرسة دوراً محورياً في تطوير المهارات الاجتماعية لدى الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة. لذا، يجب على الأهل التعاون مع المعلمين لتحقيق ذلك، وفيما يلي بعض النقاط المهمة:
- يجب الحرص على الحفاظ على سمعة الطفل الاجتماعية لتفادي النظرة السلبية من زملائه.
- تشير الدراسات إلى أن النظرة السلبية للأقران تؤثر سلبًا على أداء الطفل وتطوره.
- لذلك، يجب أن يعمل الأهل والمعلمون معاً لتقديم الطفل بشكل إيجابي أمام زملائه، حيث أن الانطباع الأول يدوم.
- يجب تعليم الطفل باستمرار أهمية التعامل بلباقة ولطف مع زملائه.
في الختام، لقد وضحنا الجوانب الأربعة الأساسية لتعزيز المهارات الاجتماعية للطفل المصاب باضطراب فرط الحركة، حيث يتضح الدور الكبير الذي يلعبه الأهل في دعم تطوير مهارات الطفل على مر مراحل حياته المختلفة.