الصداقة
تُعتبر الصداقة من أسمى العلاقات الإنسانية وأكثرها نبلاً، خاصة عندما تعتمد على الحب والمودة والإخلاص والتفاني. فهي تُعدّ ضرورة حيوية في الحياة، ومن أبرز مكاسبها. لذلك، يتعين علينا اختيار الأصدقاء بعناية والابتعاد عن المرافقين السيئين، لأن صحبة الأشخاص الطيبين تجلب الخير، بينما تحتمل صحبتهم السيئة المخاطر. لذا، يجب أن نختار أصدقائنا بحذر شديد.
ليس الصديق من تعلو منزلته
ليس الصديق من تَعلُو منزلته،
بل من تكون خصاله زكية.
إن أصابتك مصيبة لم تُهزم عزائمُه،
فلا يفتر عن مساعدتك حتى في أحلك الظروف.
يرعى مصلحتك في حالتي قربٍ وبعد،
ولا يستغني عنك في أي خيرٍ.
لا تكن مع من يدعي الود، فيما باطنه يحمل الأحقاد،
فهو في الحقيقة عدوٌ مكشوف.
يظهر الأسف على أفعال أصدقائه،
لتضليل الناس بأن الحزن يطغى عليه.
احترس منه، واعلم أن الله يحبط خططه.
إنما الإخوان عند الحقائق
إنما الإخوان عند الحقائق،
ولا خير في ود الصديق المراوغ.
ما يقر لعيني مثل صديقٍ مخلص،
فكل صديق ليس في الله حبه،
لست في ودّه مطمئناً.
أحب أخاً في الله مادام دينه صحيحاً،
وأوفر له ما يتمنى من الصفات.
وأنأى بنفسي عن ذل الدنية،
وأعلم أن الله هو الرزاق لي،
وصديقي المخلص هو من يتوافق معي،
صبور على ما يعترضه من الشدائد.
لا يُحسب الجود من رب النخيل جداً
لا يُحسب الجود من رب النخيل جداً،
حتى يُحسن إلى الضعفاء.
كم من إنسان تبلغه المخاطر،
فلا يحسن أخلاقه بعد النعم.
هذه الحياة قد جلبت لنا الدروس،
في الصبر والستر بالملابس.
لو لم تشعر لكان الجسد مُهْملاً،
تحت لذعات الحر أو زخات المطر.
اهجر صديقك إن خشيت الفساد به،
فإن الهجاء يأتي بالضرر.
اتخذ الحيطة إن شعرت بخطر،
فالأمور تتطلب حكمة في التصرف.
طرق النفوس مختلفة،
والخوف فيها يأتي من الأحاجي.
تأمل في مايواصل الماء،
عندما يخرج من ضيق الأنابيب.
أما رأيت تدبير الزمان،
على القلوب بالحب والفتور؟
وكل إنسان يملك أذناً،
لا يسلم من القيل والقال.
هي فرقة من صاحب لك ماجد
هي فرقة من صاحب لك ماجد،
فغداً تهون كل الدموع.
إذًا على الدموع أن تخفف من جهد المحاربين،
فبفقدانه ليس هناك من وعدة.
ألا يا ابن الجهم، لقد قدمت لي،
مددًا وسلامًا في البرد.
لا تبتعد أبداً، فما أخلاقك،
كأنها إرتباط وثيق لا ينقطع.
إن ضاع الإخاء، فأنا في صلاح،
ونحن نسير معًا في صداقتنا الدائمة.
إذا اختلفنا، فماؤنا واحد،
عذب يستمد من غيم واحد.
أو إن تفترق الأنساب، فالمشاعر تجمعنا،
آداب أقيمت مقام الأبوة.
لو كنتطلقًا، لما كنت مهادناً،
لمن يعارضنا أو للمتردين.
أو كُرمتك ليست غير رائعة،
فإن لفظك هو بلاغة خالد.
الدهر لا يشوي وهن المصائب
الدهر لا يُشوي والمصائب تكثر،
وأكثر آمال الرجال وهمية.
فيا غالباً، لا غالب لبلاء،
فالموت وحده هو الغالب.
قلت أخي قالوا: أخٌ ذو صلة،
لكنني أقول الأقرباء هم الأقارب.
عائلتي بحسن الاختيار،
وإن فرق النظام الأصول.
كما لم يصرح النادي بقرار،
لم يتفق علي رأي من الصعب.
ضاع رفيقي وخلّفني الأسى،
تأمل في صبري بعده، وهو غائب.
إن الأيام قد صارت كلها في غياب.
ما عز من لم يصحب الخذما
ما عز من لم يصحب الخذما،
فاحطم أدواتك واكسر القلم.
واعتن بصبابتك، فهم لا يشعرون،
وتقوى على الحزن والألم.
كم من اختبار يناديك وقد هجعوا،
أحسبت أنك تسمع الهمس الساكن؟
ما قام في آذانهم صوت،
كأن في مثل قلوبهم صمم.
القوم يحتاجون إلى همم،
أو أنت ممن يخلق الحماس؟
ربما كنت ابن ساعدة،
أدبًا وحاتم طيء كرماً.
أنت أجدر بكونك شخصية،
وأنت تملك الفطنة التي لا حدود لها.
تصدقت بالنور على من حولك،
وحبلت في علوم الوجود.
واستبق ودك للصديق ولا تكن
واستبق ودك للصديق ولا تكن،
قاطعًا يُعاند بغضب.
فالرفق يمنٌ، والأناة سعادة،
فكن حريصًا في تعاملك.
واليأس مما فات يُعقب راحة،
وكذلك لعلك تجد ما يفتدح النجاح.
لقد شهد واضح أن الذي هو غالي،
قد يكون مصداقيًّا في الأمور.
إلى نهاية لآتي، كهذا سبب،
فأستمر وأحقق النتائج المرجوة.
عدوك من صديقك مستفاد
عدوك من صديقك مستفاد،
فلا تفرط في الأصدقاء.
فإن الأمراض أكثر مما نرى،
وهي تحول بيننا وبين المنح.
إذا تحولت الصديق إلى عدو،
أصبح كل شيء متقلبًا.
ولو كانت الكثرة في التصاحب جيدة،
لما كانت مصاحبة الأعداد من الصواب.