استخدم النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء حياته اليومية العديد من المقتنيات التي تحمل مكانة خاصة، نظرًا لأنها كانت تعود لأفضل مخلوقات الله.
في هذا المقال، سنستعرض مقتنيات وآثار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فتابعونا.
مدى صحة وجود آثار للرسول صلى الله عليه وسلم
- توجد بعض المعتقدات والادعاءات حول وجود آثار للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في أماكن مختلفة حول العالم.
- وقد بذل الكثيرون جهودًا لإثبات ذلك.
- لكن في النهاية، اتفق معظم العلماء على أن معظم هذه الادعاءات غير صحيحة وتفتقر إلى الأدلة.
- والهدف من هذه الأقاويل غالبًا ما يكون الاستفادة المادية وجذب السياح لتلك الأماكن.
- ويدل عدم وجود العديد من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك.
- منذ وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، شهدت الأمة العديد من الفتن والغزوات التي أسفرت عن فقدان العديد من مقتنياته صلى الله عليه وسلم.
- على سبيل المثال، خلال غزو التتار لبغداد، تم حرق بردة الرسول صلى الله عليه وسلم في عام 656 هجريًا.
- كما أن نعل النبي صلى الله عليه وسلم كان موجودًا في دمشق وفقد خلال غزو تيمورلنك للمدينة في عام 803 هجريًا.
- ويُقال إن هناك بعض الآثار والمقتنيات في تركيا، لكن لم يتم إثبات ذلك على وجه اليقين.
- عندما سئل الشيخ الألباني عن ذلك، أكد أنه لا يمكن لأحد أن يجزم بوجود أي من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم، سواء من ملابس أو شعر أو غيرها.
- توجد العديد من الأحاديث التي تشير إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك شيئًا من مقتنياته.
- ومن بين تلك الأحاديث، ذكر أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يا رسول الله، أتنزل في دارك بمكة؟ فقال: وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور؟” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- ويجدر بالذكر أن عقيل وطالب، وهما من ورثة أبي طالب عم النبي، كانا كفارًا ولم يتركا أي شيء للمسلمين من العائلة.
للاستزادة:
حكم التبرك بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم
- تناول العديد من العلماء موضوع التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم.
- وقد شرحوا الموضوع أيضًا بشكل مفصل.
- أظهر العلماء أن التبرك كان يمارس في حياته وبعد وفاته.
- وتم التوصل إلى توافق على أن التبرك جائز إذا كان نابعًا من حب واشتياق.
- فقد كان الصحابة يتبركون بمقتنيات النبي مثل الماء الذي توضأ به وملابسه وطعامه.
- ومن المهم أن نذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينهي أصحابه عن ذلك.
- نشير إلى أن هذا التبرك كان من باب الحب، لذا فهو جائز.
- بينما إذا كان الهدف من التبرك هو طلب قضاء حاجة أو تيسير الأمر، فهذا يعتبر محرمًا ويخالف التوحيد.
- بحسب رأي معظم العلماء، لم يعد هناك شيء من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم يمكن التبرك به.
آثار الرسول صلى الله عليه وسلم
- توفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم تاركًا بعض المقتنيات التي كان يستخدمها.
- وقُسمت هذه المقتنيات على المحيطين به.
- فبعض منها أخذه الخلفاء، وبعضها لأزواجه وأصحابه.
خاتم الرسول صلى الله عليه وسلم
- كان النبي يرتدي خاتمًا من الفضة في يده اليمنى.
- احتوى هذا الخاتم على فص كبير من الفضة، ونُقش عليه “محمد رسول الله.”
- استخدم النبي هذا الخاتم في ختم الرسائل، إذ أن قيصر الروم وكسرى الفرس كانا يعترفان فقط بالرسائل المختومة.
- بعد وفاة النبي، انتقل هذا الخاتم إلى الخليفة الأول، أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
- ثم انتقل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبعد وفاته إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه.
- لكن خاتم عثمان ضاع منه، ويقال إنه سقط في البئر، واستمر البحث عنه لثلاثة أيام دون جدوى.
سيف النبي صلى الله عليه وسلم
- سمي سيف الرسول صلى الله عليه وسلم بذي الفقار، بسبب تشكل حزوز تشبه الفقرات عليه.
- هذا السيف كان غنيمة من غزوة بدر.
- استمر هذا السيف في حوزة النبي طوال حياته وفي جميع الغزوات والمعارك.
- قبل وفاته، أوصى النبي بهذا السيف لعلي بن أبي طالب، الذي احتفظ به حتى وفاته.
- توارث هذا السيف بين الأجيال حتى وصل إلى محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
- قبل وفاته، أراد أبو جعفر المنصور استحصال هذا السيف، فباعه لشخص آخر بمبلغ 400 دينار.
- ظل السيف يتنقل بين الأشخاص حتى وصل إلى الخلفاء العباسيين.
قدح النبي صلى الله عليه وسلم
- كان لدى النبي قدح خاص به يشرب منه.
- سُمي القدح باسم “ريان” أو “المغيث”.
- يُقال إنه مصنوع من الحديد، بينما آخرون يعتقدون أنه من الخشب.
- وبعض الروايات تشير إلى أن القدح يحتوي على ثلاث ضبات من الفضة.
- بعد وفاة النبي، استمر بعض الصحابة في الشرب من هذا القدح لفترة طويلة، منهم أنس وعبد الله بن سلام وسهل.
نعل النبي صلى الله عليه وسلم
- كان نعل النبي مخروزًا، مما يعني أنه يتكون من عدة طبقات تم ترقيعها معًا.
- احتوى النعل على قبالان وزمّام، بالإضافة إلى مخصرة تمسك القدم من الخلف.
- احتفظت السيدة عائشة رضي الله عنها بهذا النعل بعد وفاة النبي.
- ثم انتقل النعل إلى السيدة أم كلثوم، أخت السيدة عائشة رضي الله عنهما.
- بعد وفاة طلحة بن عبيد الله، زوج السيدة أم كلثوم، انتقل النعل إلى عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة.
- ثم انتقل إلى حفيده إسماعيل.
بردة الرسول صلى الله عليه وسلم
- أرسل النبي بردته إلى أهل مدينة أيلة حيث أرسل لهم خطابًا.
- وقد توارث الخلفاء العباسيون هذه البردة.
شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم
- عندما حلق النبي شعره في حجة الوداع، طلب من أبي طلحة وزوجته توزيع شعره على الصحابة الحاضرين.
- ذلك ليعتبر هذا الشعر بمثابة ذكرى لهم من بعد وفاته.
- وبالفعل تم توزيع الشعر على الصحابة.
- يجدر بالذكر أن هذا الشعر كان لونه أحمر، حيث كان النبي يصبغ شعره.
- لم يعد هناك شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، بسبب وصية الصحابة بدفن الشعر معهم.
- أما بقية آثار النبي، فلم يعلم أحد بمصيرها، فبعضها اختفى في الفتن والحروب، وبعضها ضاع مع الزمن.