خلق الله النار وأعد لها أنواعًا متعددة من العذاب وأبوابًا مختلفة مرتبة فوق بعضها، حيث يغلق كل باب على أصحابه، وتختلف درجات العذاب بين كل باب وآخر. وقد أُعدت النار للكافرين الذين يعصون أوامر الله، ويفسدون في الأرض، ويكذبون بوجود الله، ولا يعترفون بالرسل.
بالرغم من أن الله سبحانه وتعالى قد وضع العديد من الأدلة والعلامات الواضحة التي تثبت وجوده، كرفع السماء بلا عمد وسير السحب وغيرها من البراهين، سنقوم هنا بتعريف النار وا ذكر أسماء أبوابها ومن يدخلها.
جهنم
جهنم، وبئس المصير، تعد من الأسماء التي خصصها الله سبحانه وتعالى للكافرين الذين يعصون الله ولا يقومون بعبادته. بالإضافة إلى جهنم، هناك العديد من الأسماء الأخرى مثل السعير، الجحيم، سقر، الحُطَمة، والهاوية.
وقد أوضح بعض الفقهاء وعلماء الدين أن موقع النار يختلف تمامًا عن موقع الجنة؛ فالجنة توجد في السماء السابعة، وهي أعلى طبقة من السماء حيث يتمتع فيها الصالحون بنعيمٍ وهناءٍ وخيرات، وتُجري من تحتها الأنهار، مما يدل على الخير والبركة.
في المقابل، النار تقع في الطبقة السابعة من الأرض حيث يعاني أهل النار من أشد أنواع العذاب، ويتمنون عودة الزمان، لكن الندم يأتي متأخرًا، حيث يُحاسب كل واحدٍ منهم حسب معاصيه.
أسماء أبواب النار وعددها
عدد أبواب النار هو سبعة، كما ذكرت الآية الكريمة: “وإن جهنم لموعدهم لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم” (صدق الله العظيم)، في سورة الحجر الآيتين 43-44.
هذه الأبواب متتالية فوق بعضها، وتختلف درجات العذاب بين كل باب وآخر بمعدل سبعين ضعفًا، مما يعني أن كل باب يحمل عذابًا أشد من الذي يسبقه. وهنا أسماء الأبواب:
- الباب الأول: يُعرف بباب جهنم، وهو يُعد أخف أنواع العذاب، حيث يدخل فيه من ارتكبوا معاصي قليلة. يُعتبر أقل درجات العذاب هو أن النار تأكل أجسادهم.
- الباب الثاني: يُسمى باب لظى، ويخصص للذين أشركوا بالله ولم يعترفوا بوحدانيته، رغم وضوح الآية المتعلقة بذلك.
أسماء أبواب النار وعددها
- الباب الثالث: يُعرف بباب سقر، حيث يذوق الكافرون العذاب بنيران تأكل لحومهم وجلودهم.
- الباب الرابع: يُسمى باب حطمة، وتزداد فيه درجة العذاب وشدة النار، التي تحرق الأجساد بالكامل.
- الباب الخامس: يُطلق عليه باب الجحيم، وقد وصفه الله بأنه مكان تحرق فيه الأجساد على جمر شديد الحرارة.
- الباب السادس: يُعرف بباب السعير، وقد قسمه الله إلى 300 قصر، داخل كل قصر 300 منزل، تحتوي على أنواع مختلفة من الحيوانات المفترسة.
- الباب السابع: يقوم على باب الهاوية، وقد سُمّي بهذا الاسم لأن من يسقط فيه لن يخرج منه أبدًا، حيث يحتوي على بئر من نار لا تنطفئ.
أهل النار
يصنف أهل النار إلى فئتين، تختلف درجة عذابهما وهما:
- الكافرون بالله الذين يكذبون بوجوده ويعصون رسله.
- الذين يؤمنون بوجود الله ويرون أن الرسل موجودون، لكنهم لا يعبدونه ولا ينفذون أوامره، فلا يبتعدون عن المحرمات.
سكان النار
استشهد العديد من الفقهاء وعلماء الدين من القرآن الكريم بأن النار تحتوي على سبع طبقات، كما ذكر سابقًا، حيث تحتوي كل طبقة على مجموعة معينة من الناس:
الطبقة الأولى: تشمل المؤمنين الذين يعذبون according to sinsهم حتى يخرجوا إلى جنة الخلد.
الطبقة الثانية: اليهود.
الطبقة الثالثة: النصارى.
الطبقة الرابعة: الصابئين.
الطبقة الخامسة: المجوس.
الطبقة السادسة: المشركين.
الطبقة السابعة: المنافقين، كما ذكر الله في كتابه: “إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار” (صدق الله العظيم).
طريقة سوق الناس إلى أبواب النار
يساق الكافرون الذين يسقطون من فوق الصراط إلى أبواب جهنم وفق درجة عذابهم، وهم في حالة من الظمأ. تتم عملية السحب بشدة وعنف، حيث يُهدد الله معهم.
بعضهم يمشي على وجوههم، ويُوصفون بأنهم صمٌ وبكمٌ وعميٌ، وبالرغم من كل ذلك، فور وصولهم إلى الباب المخصص لهم، ينفتح بسرعة ويُلقى بهم داخله بعنف على أساس أنه يبدأ عملية العذاب دون رحمة.
صفات جهنم
جهنم عبارة عن فضاء شاسع، وأطرافها متباعدة بشكل كبير، وأعماقها عميقة لدرجة أن النظر فيها لا يُظهر نهاية. وهذا يتضح من قول الله تعالى: “يوم نقول لجهنم هل امتلأت فتقول هل من مزيد” مما يشير إلى سعتها الكبيرة.
فهي لا تمتلئ بالناس وتحتاج دومًا إلى المزيد من العاصين، مما يعكس مساحتها الشاسعة. وتحتوي على كافة الكافرين والعاصين وأولئك الذين ارتكبوا الذنوب والمعاصي.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصف النار: ”يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجُرُّونها.”