أمثلة على الأزمات الدولية
على مدار ربع القرن المنصرم، شهد العالم مجموعة متنوعة من الأزمات الإنسانية، التي تتراوح بين الحروب والإبادة الجماعية إلى الكوارث الطبيعية والأمراض، مرورًا بظواهر الإرهاب والانهيار الاقتصادي. هذه الأزمات قد تسببت في زعزعة استقرار مناطق واسعة من العالم، وأدت إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص ونزوح عدد كبير من الأفراد. القاسم المشترك بين هذه الأحداث هو التأثير العميق الذي تركته على تطور القطاع الإنساني وشكل التاريخ المعاصر.
أبرز الأزمات الدولية
عبر العالم، شهدنا العديد من الأزمات الدولية حتى هذه اللحظة. ومن أبرز تلك الأزمات ما يلي:
انعدام الأمن الغذائي
إن قلة التغذية والجوع تمثلان خطرًا كبيرًا على حياة الأطفال، حيث يتسببان في وفاة العديد منهم في مراحل عمرهم المبكرة بسبب الآثار الجسدية والعقلية الناتجة عنهما. وفقًا للإحصاءات، يعاني حوالي 50.5 مليون طفل دون الخامسة من سوء التغذية الحاد، ويسكن معظم هؤلاء الأطفال في المناطق الأكثر عرضة للخطر عالميًا. ولعبت الصراعات والحروب دورًا كبيرًا في تفاقم حالة الجوع. في عام 2021، أدت تبعات الوباء العالمي، والصراعات المستمرة، وتغير المناخ إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي بين الأسر والأطفال بشكل ملحوظ.
التغير المناخي
شهدت انبعاثات الغازات المسؤولة عن الاحتباس الحراري زيادة ملحوظة منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر، واستمرت في الارتفاع في السنوات الأخيرة. هذا التزايد ساهم في ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من 1.1 درجة مئوية مقارنة بالفترة الصناعية، مما أدى إلى تفاقم الكوارث المرتبطة بالمناخ؛ مثل الفيضانات التي دمرت القرى، وتسبب في تشريد الكثير من المجتمعات. وقد زادت شدة العواصف، مما أثر على حياة الناس في مناطق تشمل جزر البهاما، وجزر المحيط الهادئ، وموزمبيق، والولايات المتحدة. وقد حذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من 212 مليون شخص قد يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية نتيجة للتغير المناخي والصراعات بحلول عام 2022، وهو رقم ينذر بالخطر.
جائحة كوفيد-19 في عام 2020
ظهر فيروس كورونا المستجد (COVID-19) في أواخر ديسمبر 2019، في مدينة ووهان الصينية، ثم انتشر في العديد من المدن داخل الصين وخارجها. وبحلول 11 فبراير 2020، قامت منظمة الصحة العالمية بتسمية المرض رسميًا باسم مرض فيروس كورونا 2019 (COVID-19). سرعان ما توسع انتشار الفيروس ليصل إلى مختلف أنحاء العالم، وتم إعلان الجائحة رسميًا في 11 مارس.
تعد هذه أول جائحة عالمية منذ الحرب العالمية الثانية. وقد أدى انتشار الفيروس إلى نقص حاد في المعدات الطبية، مما وضع ضغطًا هائلًا على الأنظمة الصحية في جميع الدول، بما في ذلك البلدان المتقدمة. ونتيجة لذلك، اضطرت الحكومات إلى اتخاذ قرارات صعبة بشأن إنقاذ الأرواح. وقد أدى ذلك إلى تكدس الجثث ونقلها إلى المشارح المؤقتة المنصوبة في الحدائق. في مايو، أصدرت الأمم المتحدة نداءً عالميًا قيمته 6.71 مليار دولار لتلبية احتياجات الطوارئ الصحية والتعامل مع التحديات الجديدة، بما في ذلك انعدام الأمن الغذائي وفقدان الوظائف وتعليق حملات التطعيم، مما شكل نقطة تحول في كيفية إدارة أنظمة الرعاية الصحية العالمية.
الصراع الأفغاني
بدأ الصراع في أفغانستان في عام 1978، ومنذ ذلك الحين لم تستقر البلاد، حيث حرم جيل كامل من الأفغان من مفهوم الحياة المستقرة. تفاقم الوضع في عام 2021، مما أدى إلى زيادة الحاجات الإنسانية إلى 24.4 مليون شخص وبلوغ انعدام الأمن الغذائي مستويات مقلقة. بغض النظر عن الجوانب السياسية، فإن تأثير الصراع يتجلى بشكل أساسي في تدمير البنية التحتية للدولة واقتصادها. بعد دخول الصراع في أفغانستان عقده الرابع، ازدادت الضغوطات وتدهورت أوضاع المجتمعات الأكثر ضعفًا، مما تسبب في نزوح العديد من الأسر التي عانت من نقص الوصول إلى الاحتياجات الأساسية مثل المياه النظيفة والتعليم، كما أدى الوضع الاقتصادي المتأزم إلى انخفاض فرص العمل وارتفاع مستويات الديون.
الصراع في اليمن
أدت الحرب في اليمن، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، إلى حاجة حوالي 80% من السكان إلى نوع من المساعدات على الأقل. شهدت أنظمة الغذاء والبنية التحتية المحلية والاقتصاد وآفاق التعليم تدهورًا حادًا. وفي العام الماضي، أعلنت منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي واليونيسيف أن مستويات الطوارئ لانعدام الأمن الغذائي ستؤثر على نحو 5 ملايين شخص في اليمن في عام 2021. وقد تصاعد العنف بشكل ملحوظ في البلاد منذ مارس 2015، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة وانعدام الأمن الغذائي، فضلاً عن عدم الأمان الذي يعاني منه المدنيون. وتسبب ذلك في زعزعة الاستقرار وزيادة صعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتأثرة.