غالبًا ما تتعرض النساء لموقف وفاة الأب أو طلاق الأم، وبعد فترة العدة، قد تتزوج الأم من شخص آخر. ويتساءل العديد من النساء حول حكم زوج الأم، سواء كان محرمًا على التأبيد أم لا، وكذلك هل يُسمح لهن بخلع الحجاب أمامه. سنناقش في هذا المقال حكم علاقة البنات بزوج الأم وما إذا كان يُسمح لهن بالتخلي عن الحجاب أمامه.
حكم زوج الأم: هل هو محرم أم لا؟
إذا تزوجت الأم بعد وفاة الأب أو بعد انتهاء العدة أو الخلع، فإن زوج الأم يكون محرمًا على بناتها تحريمًا مؤبدًا. وهذا يعني أنه لا يجوز له الزواج من أي منهن، حتى لو طلقت الأم. الموقف نفسه ينطبق إذا كان قد دخل بها بالفعل. ومع ذلك، إذا لم يسبق له الزواج أو الدخول بالأم وتعرضا للفراق قبل ذلك، فإنه يُمكنه الزواج من بناتها.
هل يجوز خلع الحجاب أمام زوج الأم؟
يُعتبر زوج الأم محرمًا على التأبيد في حالة الزواج والدخول، ولا يُعتبر محرمًا إلا بعد حدوث الدخول. لذا، إن مجرد إتمام عقد الزواج لا يحرم البنات على زوج الأم. لذلك، إذا لم يحدث الدخول بعد، فإن زوج الأم يُعتبر رجلًا أجنبيًا، ولا يُسمح للكشف عنه. وعندما يحدث التحريم، فإنه يُسمح بخلع الحجاب أمامه، كما يُسمح بذلك مع باقي المحارم، شريطة أن يكون هناك أمان من الفتنة.
آيات من القرآن الكريم تتعلق بالمحارم
نستعرض بعض الآيات التي تتناول موضوع المحارم، وهي كالتالي:
- قال الله تعالى في سورة النساء: “وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمْ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا”.
- تتحدث الآية الكريمة “وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (سورة النور).
في ختام مقالنا عن حكم زوج الأم والعلاقة بين البنات وزوج الأم، تعمقنا في موضوع التحريم وضرورة الالتزام بالحجاب، كما عرضنا بعض الآيات الدالة على ذلك. نأمل أن يكون هذا المقال قد قدم لقارئاته إجابات واضحة وشافية.