أبرز الأنظمة البيئية الطبيعية
يعود أصل مصطلح النظام البيئي (بالإنجليزية: Ecosystem) إلى اللغتين اليونانية القديمة واللاتينية، ويشير إلى منطقة جغرافية معينة تضم عناصر حية مثل النباتات والحيوانات والفطريات، بالإضافة إلى عناصر غير حية مثل المناخ والتربة والمياه. تتفاعل هذه العناصر وتؤثر في بعضها البعض لضمان استمرارية الحياة. تختلف الأنظمة البيئية بناءً على مواقعها ومكوناتها، وتشتمل على ما يلي:
النظام البيئي الصحراوي
تشمل الأنظمة البيئية الصحراوية، مثلها مثل الأنظمة البيئية الكبيرة الأخرى، عناصر حية وغير حية، ومنها:
- المناخ: تشتهر الصحاري بظروفها المناخية القاسية والجفاف، حيث يمكن أن تكون ذات درجات حرارة شديدة الانخفاض أو الارتفاع. تقل معدلات الأمطار السنوية بشكل كبير، مما يدفع الكائنات الحية لتكييف نفسها مع هذه الظروف. فالنباتات غالبًا ما تكون قريبة من سطح الأرض وتوزع بصورة متناثرة، وبعض الحيوانات تكيفت لتكون ليلية لتفادي درجات الحرارة العالية خلال النهار.
- درجة الحرارة: تختلف درجات الحرارة وفقًا للموقع الجغرافي، لكن العامة تغلب عليها الجفاف والعواصف. يعود ذلك لتقلبات الحرارة، مما يؤدي إلى حركة سريعة للهواء وتشكيل عواصف تؤدي إلى عمليات تبخر مكثف، كما يتعرض سطح الصحراء لنحو 90% من ضوء الشمس، مما يعكس أشعة فوق بنفسجية قد تكون ضارة للحياة.
- الغطاء النباتي: يشمل النباتات المنتجة للطاقة، التي تكيفت مع نقص المياه، مثل الصبار الذي يحتفظ بداخلته بالماء عبر طيات. تغطي أوراق النباتات بطبقة شمعية تمنع تبخر الماء، مما يساعدها على البقاء في بيئة شحيحة بالمياه.
- الغطاء الحيواني: يتضمن الحيوانات التي تستهلك الطاقة، وقد تراوحت هذا الغطاء بين المستهلكات الأولى مثل القوارض والعقارب، والثانوية مثل الثعابين والسحالي. تمثل العلاقات بين هذه الكائنات سلاسل وشبكات غذائية تعبر عن مختلف التفاعلات البيئية.
الغابات الاستوائية
تُعتبر الغابات الاستوائية موطناً طبيعياً لمجموعة متنوعة من الكائنات الحية، وتتضمن:
- المناخ: تتسم الغابات الاستوائية بالرطوبة العالية وهطول الأمطار الغزيرة، التي قد تصل إلى 254 سم في السنة، مع درجات حرارة تتراوح بين 20 و25 درجة مئوية.
- التربة: تمتاز بخصوبة تربتها، لكن الأمطار الغزيرة قد تؤدي إلى نقص المغذيات.
- الغطاء النباتي: يشمل أشجارًا عريضة الأوراق، التي قد يصل ارتفاعها إلى 35 مترًا، مما يحجب أشعة الشمس عن أرضية الغابة.
- الغطاء الحيواني: تحتضن الغابات الاستوائية ملايين الحيوانات بمختلف الأصناف، والتي تُعتبر موطناً لحوالي نصف الأنواع الموجودة على الأرض.
المراعي
تشكل المراعي نحو 10% من سطح الأرض، وتتميز بأنواع الأعشاب والنباتات العشبية غير الخشبية تهيمن على البيئة، مع وجود أو نقص في الأشجار. تعرف أيضاً بالبيئات الانتقالية، ومن مكوناتها:
- المناخ: تتسم المراعي بمناخ معتدل مع معدلات أمطار تتراوح بين 15 و75 سم سنويًا.
- التربة: تربة المراعي الخضراء غنية بالخصوبة، بفضل المحللات التي تساهم في تحليل المواد العضوية.
- الغطاء النباتي: يتكون أساسًا من الحشائش والنباتات البقولية، التي تمثل مصادر الطاقة الأساسية.
- الغطاء الحيواني: يشمل أنواعًا متعددة من المستهلكات الأولية والثانوية، مثل الماعز والأبقار، بالإضافة إلى المفترسات التي تشمل السحالي والثعالب.
الغابات المعتدلة
تتميز الغابات المعتدلة بمناخها المعتدل وقدرتها الفائقة على استيعاب التنوع الطبيعي، وتتضمن:
- المناخ: تتواجد في مناطق ذات مناخات معتدلة، بما يجعلها أكثر تنوعًا من الغابات الشمالية، لكن دافئة ورطبة بشكل أقل من الغابات الاستوائية.
- الرطوبة: تسجل معدلات هطول للأمطار تتراوح بين 76 و152 سم سنويًا.
- الغطاء النباتي: يتنوع الغطاء النباتي بين الأشجار المتساقطة والصنوبرية، مما يسهم في تكوين بيئة مناسبة لنمو الفطريات.
- الغطاء الحيواني: تشمل الحياة البرية أنواع متعددة من الطيور والثدييات مثل الغزلان، مما يعكس التنوع البيئي.
النظام البيئي الساحلي
يجمع النظام البيئي الساحلي بين العناصر الحية وغير الحية التي تتفاعل على طول السواحل، وفي مشهد متجدد، يُقسم إلى نوعين:
- النظام الساحلي الحجري: يتكون من تجميع الحجر والجرانيت.
- النظام الساحلي الطيني: ينشأ من تجمع الرواسب الطينية للأدغال.
تشمل الأنظمة الساحلية مجموعة من العناصر الحية وغير الحية التي تضمن بقاء نظام صحي.
- الأرض الرملية: تتكون من تربة رملية بمحتوى غذائي ضعيف.
- المياه الجوفية الضحلة: تتواجد بالمقارنة مع الأنظمة الأخرى.
- المناخ: يتميز بالهواء الرطب ونسب عالية من الملح.
- هطول الأمطار: تتلقى معدلات هطول منخفضة.
- الغطاء النباتي: يشمل حوالي 170 نوعًا من النباتات، بما في ذلك الطحالب.
- الغطاء الحيواني: تحتوي على مجموعة واسعة من الحيوانات تختلف حسب عمق المياه.
الشعاب المرجانية
تعتبر الشعاب المرجانية مناطق حيوية غنية بالتنوع البيولوجي، حيث توفر ملاذًا لأكثر من 25% من الحياة البحرية، على الرغم من احتلالها لأقل من 1% من قاع المحيطات. تتواجد بشكل رئيسي في المياه الاستوائية، ومن عناصرها:
- الغطاء النباتي: تؤدي الشعاب دورًا محوريًا في توفير البيئة المناسبة للطحالب.
- الغطاء الحيواني: تعيش في الشعاب الآلاف من الأنواع البحرية التي تعتمد عليها في الغذاء والتكاثر.
الأراضي الرطبة
تُعرف الأراضي الرطبة بمزيجها المائي والتربة المغمورة، حيث تحتوي غالبًا على مياه جوفية أو مياه ترد من الأنهار. تشمل مكوناتها:
- المناخ: يتباين حسب المنطقة، ويوجد في كل القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية.
- الغطاء النباتي: تحتوي على أعشاب وأشجار دائمة الخضرة.
- الغطاء الحيواني: تمثل موطنًا لمجموعة متنوعة من الكائنات الحية، من الحشرات والزواحف إلى الثدييات.
التغيرات في الأنظمة البيئية
تتأثر الأنظمة البيئية بالعديد من العوامل التي تؤثر على مكوناتها الحية وغير الحية. تتنوع هذه العوامل ما بين طبيعية وغير طبيعية، و كل تغيير له تأثيره، خاصة على السلاسل الغذائية. لذا، تقع مسؤولية الحفاظ على الأنظمة البيئية على كاهل جميع أفراد المجتمع، إذ يمكن لأي شخص أن يحدث تأثيرًا إيجابيًا، مهما كان بسيطًا. تصنف العوامل كالتالي:
- العوامل الطبيعية: تشمل التغييرات الناجمة عن الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات.
- العوامل البشرية: تشمل التغييرات الناتجة عن النشاط البشري، مثل مشروعات السدود، وتأثيرها على المخزونات المائية والتوازن البيئي.
تتفاعل العناصر الحية وغير الحية في الأنظمة البيئية لضمان استمرار الحياة، وتختلف هذه الأنظمة وفقًا لموقعها الجغرافي والمكونات المتواجدة فيها. يعزز كل نظام بيئي تنوع الحياة النباتية والحيوانية من خلال شبكات غذائية معقدة وأنماط تكييف تجعل من الممكن استمرار الكائنات في بيئاتها الخاصة.