من هو مكتشف الهند وما هي القصة الكاملة لاكتشافها؟ كانت الهند على مر العصور هدفًا للكثير من الغزاة والمستعمرين، وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي وثرائها بالموارد الطبيعية. ورغم كونها نقطة التقاء قديمة للتجارة، إلا أن الطريق البحري إلى الهند لم يُكتشف حتى أواخر القرن الخامس عشر. في هذا المقال، سنستعرض قصة اكتشاف الهند بطريقة شاملة.
من هو مكتشف الهند
مكتشف الهند هو المست explorer البرتغالي فاسكو دا غاما، الذي يُعتبر أول من سافر عبر البحر من أوروبا إلى الهند، حيث حقق ذلك في عام 1498 ميلادي.
وُلد فاسكو دا غاما في عام 1469 ميلادي في البرتغال، وتوفي في 23 من ديسمبر 1534 ميلادي في مدينة كاليكوت الهندية بسبب مرض الملاريا.
كان فاسكو دا غاما مستكشفاً بحرياً وحصل على رتب عديدة في البحرية، من بينها لقب أدميرال المحيط الهندي.
قصة اكتشاف الهند كاملة
بعد التعرف على مكتشف الهند، يجدر بنا تناول قصة اكتشاف الهند، التي تُعتبر واحدة من أبرز القصص التاريخية. اكتشاف الهند كان حدثًا عظيمًا بفضل جهود فاسكو دا غاما، لذلك سنستعرض أهم جوانب هذه القصة:
محاولات اكتشاف الهند
في بداية القرن الخامس عشر، نشأت حركات بحرية لاستكشاف الأراضي الشرقية، وكانت البرتغال رائدة في هذا المجال. أُرسلت مجموعة من الحملات البحرية نحو الشرق، لكنها لم تحقق النجاح المطلوب.
من بين الرحالة البارزين كان الأمير هنري الملاح، الذي اكتشف العديد من المناطق على الساحل الشرقي لأفريقيا وصولاً إلى سيراليون. تلاه المستكشف بارتولوميو دياز، الذي كان هدفه الوصول إلى الهند، وقد وصل بالفعل إلى جنوب أفريقيا ولكنه واجه ظروفًا جوية صعبة أجبرته على العودة إلى البرتغال.
تجدر الإشارة إلى أن رحلة بارتولوميو دياز أدت إلى اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، مما مهد الطريق لمزيد من الرحلات الاستكشافية.
أسباب رحلة فاسكو دا غاما إلى الهند
في سياق الحديث عن مكتشف الهند، نلاحظ أن فاسكو دا غاما كُلف من قبل ملك البرتغال مانويل الأول لاستكشاف الأراضي المسيحية في شرق آسيا وفتح أسواق تجارية للبرتغاليين هناك. ولذلك، سعى للإتمام عظمه بارثولوميو دياز في عام 1487، الذي دار حول أفريقيا وقام باكتشاف رأس الرجاء الصالح.
رحلات فاسكو دا غاما إلى الهند
قام فاسكو دا غاما بثلاث رحلات إلى الهند تمتد بين عامي 1487 و1524. لنستعرض تفاصيل هذه الرحلات:
1- الرحلة الأولى
انطلقت الرحلة الأولى في 8 يوليو 1497، حيث خرج الأسطول المكون من 4 سفن من لشبونة، وكانت إحدى السفن بقيادة فاسكو دا غاما والأخرى تحت قيادة أخيه باولو دي غاما.
انطلقت السفن في رحلة استمرت حتى 20 مايو 1498 عندما وصلت إلى الهند. خلال تلك الرحلة، حصل فاسكو دا غاما على وثيقة تمنحه حق التجارة في الهند بعد مفاوضات صعبة مع التجار العرب. ومع ذلك، اضطر إلى ترك بعض البضائع ورجال معه لبدء التجارة.
خلال رحلة العودة إلى البرتغال، توفي باولو دي غاما في جزر الأزور، ولكن عادت السفن إلى البرتغال في سبتمبر 1499. تم تكريم فاسكو دا غاما لإنجازه المهمة التي كانت في طور التحضير لمدة ثماني سنوات، ومنح لقب أدميرال المحيط الهندي بالإضافة إلى مكافأة مالية سنوية له ولذريته.
نتائج اكتشاف الهند 1498
أدت رحلة فاسكو دا غاما إلى العديد من النتائج، ومن أبرزها:
- اعتراف البرتغاليين بأهمية الشاطئ الشرقي الأفريقي لمصالحهم التجارية من حيث توافر الماء والزاد والأخشاب ومرافق إصلاح السفن.
- أصبحت الشواطئ الشرقية الأفريقية ملاذًا لهم خلال الرحلات البحرية في الأوقات الصعبة.
- أصبحت البهارات من السلع التجارية الأساسية في اقتصاد البرتغال.
2- الرحلة الثانية
عاد فاسكو دا غاما إلى الهند مرة أخرى في 13 فبراير 1502، بعد أن سمع أخبارًا عن مقتل التجار الذين تركهم في الرحلة السابقة. جهز أسطولاً حربيًا وبدأ رحلته لتعزيز المصالح البرتغالية، حيث ارتكب العديد من الأعمال العدائية مما رفع من مكانته في البرتغال.
3- الرحلة الثالثة
توجه فاسكو دا غاما في رحلته الثالثة إلى الهند في عام 1524، بعد أن اكتسب شهرة كبيرة بسبب قدرته على حل المشكلات. أصبح المسؤول عن جميع ممتلكات البرتغال في الهند، حتى توفي بسبب مرض الملاريا عام 1534 ودفن في مدينة كوتشي. في عام 1539، تم إرسال بقاياه إلى البرتغال.
إن اكتشاف فاسكو دا غاما للهند جذب اهتمام العديد من الدول الغربية، وخاصة بريطانيا، ليصبح الصراع على ثروات الهند جزءًا من النزاعات الاستعمارية اللاحقة.